ما هي خيارات حماس في ظل الواقع الراهن والمتأزم ؟!

حركة حماس_1
حجم الخط

في ظل انسداد أفق المصالحة بين حركتي "فتح وحماس" واشتداد الحصار على قطاع غزة، ضاقت الخيارات أمام حركة حماس، وقال المحلل السياسي حسام الدجني لوكالة "خبر"، إن حركة حماس لم يعد أمامها سوى خيارين: الأول هو الانفجار ويأخذ شكلين: إما الانفجار الشعبي الجماهيري السلمي بمعنى أن تخرج الجماهير الفلسطينية على الحدود مطالبة المجتمع الدولي بأن يتحمل مسؤوليته تجاه القطاع وما يعانيه من وضع كارثي، وإما الانفجار المسلح بمعنى أن تقوم حركة حماس وكافة فصائل المقاومة باشتباك مسلح مع الاحتلال قد يصل إلى حرب متبادلة بين الطرفين، الخيار الثاني هو الانفتاح، أي استغلال حركة حماس لتطور العلاقات التركية الاسرائيلية، بحيث تلعب تركيا دور وسيط  في العديد من الملفات أهمها رفع الحصار عن غزة وإبرام صفقة تبادل الأسرى وبناء ميناء ومطار مقابل هدنة شاملة، وبذلك تخرج حماس نفسها من هذه الأزمة السياسية.

واعتبر الدجني أنه من الصعب تطبيق الخيار الثاني دون المرور بالأول، بمعنى أنه لن يتحرك العالم ولن تتحرك اسرائيل والأطراف الإقليمية إلا من خلال وجود حراك جماهيري حقيقي في قطاع غزة تجاه إسرائيل رفضاً للحصار، ولكي يسمع الفلسطينيون أصواتهم للعالم بأنهم يعيشون في وضع كارثي صعب.

ومن جانبه قال المحلل السياسي حسن عبدو إن حركة حماس لديها خيارات عدة أهمها: تسوية العلاقة مع مصر، ما يسمح بانفراجة لقطاع غزة وفتح المعبر، والتقدم بملف المصالحة الفلسطينية ضمن توافق وطني يسمح بإعادة الوحدة للنظام السياسي الفلسطيني على أسس إصلاحية، كما تمتلك خيارات تجاه أي عدوان يطال قطاع غزة.

في حين قال المحلل السياسي طلال عوكل إن حركة حماس ما تزال عند نفس الخيارات، وهي التمسك بسيطرتها على قطاع غزة والتمسك ببرنامجها المقاوم والعمل المسلح، والبحث عن محاولة لمصالحة وطنية تحفظ لها مكانتها وتأثيرها، سواء ما يتعلق بالمعابر أو الضرائب أو فيما يتعلق بكل الأزمات الأخرى المرتبطة بهذه المصالحة.

مضيفاً أن المتغيرات في المحيط العربي لا تعطي حركة حماس الأفضلية للتمسك بكل هذه الخيارات، فيتوجب على حركة حماس التعامل بمرونة أكثر سواء مع المصالحة أو الأزمات الأخرى التي يعاني منها الجمهور الفلسطيني، لكي تستطيع معالجة أزمة المعبر والكهرباء والضرائب بطريقة تخفف عن الشعب هذه الأعباء.

في حال تحقيق المصالحة بين حركتي "فتح وحماس"

أكد الدجني على أن المصالحة هي أقل الخيارات تكلفة، فمن خلالها يتشكل موقف ورؤية موحدة تحرج اسرائيل، مضيفاً بأن توحيد المؤسسات وإنهاء الانقسام يتوقف على صدق نوايا الطرفين "فتح وحماس"، وتحديداً الرئيس محمود عباس الذي يمتلك مفاتيح المصالحة من خلال عقد الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير.

وأضاف عبدو أنه في حال توجه حركتي "فتح وحماس" للمصالحة، فهذا سيؤدي إلى انفراجة حقيقية في  كامل المشهد الفلسطيني، حيث يمكن إعادة وحدة النظام السياسي والذهاب نحو انتخابات وتجديد النظام السياسي برمته، هذا النظام الذي فقد جزء كبير من شرعيته.

وإذا تمت المصالحة بين الطرفين أشار عوكل إلى أننا سنصبح أمام رؤية وطنية وشرعية واحدة، وقيادة عملية مشتركة  تتابع حل أزمات الشعب الفلسطيني.

توقعات محتملة

وبالنسبة للتوقعات التي ننتظرها في المستقبل أشار عبدو إلى أن التوقعات متدنية سواء على صعيد المصالحة الفلسطينية أو على صعيد إصلاح النظام السياسي الفلسطيني.

وأوضح عوكل أنه لا يوجد خيارات أمام الكل الفلسطيني خاصة حركة حماس، فليس هناك أمل في إصلاح العلاقة بين حماس ومصر، كما لا يوجد مجال للمراهنة مرة أخرى على اتفاق بين اسرائيل وحماس عبر وسطاء لإبرام صفقة تتعلق بهدنة، مشيراً أنه ليس أمام حماس إلا العودة إلى طاولة الحوار والاتفاق لتقديم التنازلات.

مضيفاً أنه من المتوقع استمرار الوضع على حاله، لكن الحل الوحيد هو قبول حركة حماس الانسحاب من معبر رفح، وأن تأخذ نموذج إيرز (5544)، لكن الواضح أن هذا الاقتراح يحتاج المزيد من الضغط والحوار والاقناع.