بالتفاصيل : صحيفة تنشر .. لقاء سري جمع بين إسرائيل والسلطة "مهلة 72 ساعة"

4db098e17561eb52a29d8647d2051f96
حجم الخط

كشف مسؤول أمني رفيع المستوى في السلطة الفلسطينية، عن لقاء أمني سري عُقد مع الجانب الإسرائيلي ليلة أمس الجمعة، في مدينة أريحا بالضفة الغربية المحتلة، بطلب مباشر من الإدارة الأمريكية، لبحث الأوضاع داخل الأراضي الفلسطينية وإيجاد حلول عملية لها.

وقال المسؤول الذي فضل عدم ذكر اسمه لحساسية منصبه، لمراسل "الخليج أونلاين" في غزة، إن اللقاء عُقد بأحد مقرات الارتباط العسكري الفلسطيني بمدينة أريحا، وضم شخصيات من قادة أجهزة الأمن الفلسطينية، وقادة أمنيين إسرائيليين من جهاز "الشاباك"، واستمر الاجتماع لأكثر من 3 ساعات متواصلة.

- شروط متبادلة

وأوضح المسؤول أن: "الاجتماع الأمني السري الإسرائيلي والفلسطيني، ناقش بشكل أساسي انتفاضة القدس، وهبة الفلسطينيين المستمرة منذ بداية شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين".

وأشار إلى أنه: "دارت مبحاثات حول كيفية إعادة السيطرة على التحرك الشعبي الفلسطيني، وطالب الجانب الإسرائيلي أجهزة الامن الفلسطينية بعرقلة ومنع وصول الفلسطينين لمناطق التماس والمواجهات مع قوات الاحتلال بمدن الضفة الغربية المحتلة".

وذكر أن السلطة الفلسطينية طالبت الجانب الإسرائيلي بتحركات على الأرض؛ لضمان إعادة السيطرة على مدن الضفة، تتمثل بفتح بعض الطرق الرئيسية التي أغلقها الاحتلال منذ اندلاع انتفاضة القدس، وتسهيل حركة تنقل الفلسطينيين على الحواجز العسكرية، ورفع الحصار المفروض على المدن وخاصة مدينة الخليل، إضافة لتسليم جثامين الشهداء أكثر من 32 شهيداً محتجزاً لدى الاحتلال منذ بدء المواجهات.

- مهلة 72 ساعة

وكشف أن الجانب الإسرائيلي وعد نظيره الفلسطيني بعرض المطالب التي قدمها، للجهات العليا في إسرائيل، ومناقشتها، والرد عليهم خلال 72 ساعة، لافتاً إلى أن: "الاحتلال يريد وبكل الطرق إيقاف انتفاضة القدس، فيما تسعى السلطة إلى إعادة الأوضاع لما قبل شهر أكتوبر الماضي".

وتوقع المسؤول ذاته، أن يوافق الجانب الإسرائيلي، على الشروط الفلسطينية، ويبدأ تدريجاً يومي (الإثنين والثلاثاء المقبلين، بفتح بعض الطرق، وتسهيل تنقل المسافرين عبر الحواجز التي تربط مدن الضفة والقدس.

ولفت إلى أن الجانب الإسرائيلي، يخشى أن تتطور الهبة الشعبية الفلسطينية، لتصل إلى الاشتباكات المسلحة، أو بدء مرحلة تنفيذ عمليات استشهادية ضد أهداف إسرائيلية، خاصة داخل مدينة القدس المحتلة.

- حماس تحذر

بدوره حذر إسماعيل الأشقر القيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" والنائب في المجلس التشريعي، من التحركات التي تجريها السلطة الفلسطينية، بالتعاون مع إسرائيل، "لوأد انتفاضة القدس، وإبطال الهبة الشعبية ضد الاحتلال الإسرائيلي".

وأكد الأشقر لمراسل "الخليج أونلاين"، أن: "هناك تحركات فعلية على الأرض من قبل السلطة الفلسطينية، وجاءت بأمر مباشر من الإدارة الأمريكية، لإعادة السيطرة على التحرك الشعبي الفلسطيني، وإيقافه بكل الطرق الممكنة".

وأوضح أن: "السلطة الفلسطينية تتساوى مع مصالح الاحتلال في قتل الانتفاضة، وما تقوم به أجهزة السلطة بالضفة من ملاحقة المقاومين، واعتقال المواطنين على الخلفيات السياسية، يؤكد أنها فعلاً بدأت مرحلة إيقاف الهبة الشعبية التي تجري بالضفة والقدس".

وشدد الأشقر على أن "انتفاضة القدس ستبقى مستمرة، ولن توقفها أي مخططات (فلسطينية –إسرائيلية – أمريكية)، طالما بقي الاحتلال جاثم على الأراضي الفلسطينية، مؤكداً أن إرادة الشعب الآن تقول كلمتها بالمقاومة والمواجهة فقط".

وتشهد الأراضي الفلسطينية منذ بداية أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، مواجهات بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال، على خلفية إصرار المستوطنين اليهود على اقتحام المسجد الأقصى، أسفرت بحسب وزارة الصحة الفلسطينية، عن ارتقاء 129 شهيداً بينهم 26 طفلاً، إضافة لآلاف الإصابات، فيما أعلنت إسرائيل عن مقتل ما يقارب الـ 23 إسرائيلياً خلال عمليات طعن ودهس.