قال النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني بمدينة نابلس عن حركة فتح، جمال الطيراوي، إنَّ عملية اغتيال ثلاثة من كوادر كتائب شهداء الأقصى، جريمة تُضاف إلى سلسلة من الجرائم الإسرائيلية بحق شعبنا الفلسطيني في كافة أرجاء الوطن.
وأضاف الطيراوي، في حديثٍ خاص بوكالة "خبر": "لكّن هذه الجريمة تجاوزت كافة جرائم الاحتلال اليومية، وتُصنف على أنّها جريمة حرب"، مُوضحاً أنَّ الهدف من ترك جثامين الشهداء بهذه الطريقة البشعة؛ هو إرهاب شعبنا الفلسطيني في هذه المرحلة التي بدأ يستعيد فيها وعيه الوطني وثقافته الوطنية.
لا وزن للمنظمة والسلطة والفصائل في حسابات الاحتلال
وبالحديث عن الرسائل التي أراد الاحتلال أنّ يُوجهها للقيادة الفلسطينية المجتمعة بمدينة رام الله في الدورة الـ31 للمجلس المركزي، أكّد على أنَّ رسائل هذه الجريمة البشعة واضحة جداً، لكّن ما نُريده هو أنّ تُدرك قيادتنا السياسية من حركة فتح وغيرها من الفصائل أهداف ورسائل الاحتلال.
وأكمل الطيراوي: "رسالة الاحتلال كانت واضحة، بأنّه لا يرى كل ما يجري في رام الله بانعقاد المجلس المركزي أو غيره"، مُستدركاً: "هذه صفحة عار في جبين المجلس المركزي الذي كان مُنعقداً وقفت ارتكاب الجريمة البشعة داخل أراضي السلطة الفلسطينية بهدوء".
واستطرد: "تنفيذ هذه الجريمة البشعة في وضح النهار، أراد الاحتلال أنّ يقول من خلالها إنّه لا يرى في حساباته الأمنية، منظمة التحرير أو فصائل إسلامية أو وطنية أو السلطة ولا حتى المجلس المركزي".
مخرجات المركزي "توزيع مناصب"
وعن المطلوب من المجلس المركزي المنعقد في رام الله، بعد تنفيذ جريمة نابلس، قال الطيراوي: "إنَّ مُقدمات انعقاد المجلس المركزي كانت واضحة؛ بعدم وجود بُعد سياسي يتلاءم مع المرحلة السياسية التي يعيشها شعبنا الفلسطيني؛ وبالتالي المخرجات لن تكون بمستوى التضحيات، وخير دليل على ذلك الجريمة التي حدثت يوم أمس في مدينة نابلس".
وأردف: "لا نُعول كثيراً على ما سيصدر عن المجلس المركزي المنعقد، باستثناء الشجب والاستنكار"، مُتابعاً: "مُخرجات الجلسة لن تتعدى توزيع المناصب والحقائب على ما من شاركوا في انعقاد المجلس المركزي".
شعب المفاجئات ضد الاحتلال
أما عن المتوقع ميدانياً بالضفة الغربية في ضوء عملية أمس التي أعادت إلى الذاكرة عمليات الاغتيال إبان الانتفاضة الثانية، قال الطيراوي: "إنّني عايشت الانتفاضة الأولي وكذلك الثانية كاملة، لكّن جريمة أمس فاقت كل جرائم الاحتلال في الانتفاضتين، وبشاعة الاحتلال كانت واضحة".
وأضاف: "الاحتلال أراد أنّ يُرهب شعبنا وأبناء حركة فتح والمقاومة الفلسطينية، ويُعزز تغييب ثقافة المقاومة الفلسطينية"، لافتاً إلى أنَّ جريمة الأمس النكراء ستكون مردوداتها عكسية، وليس كما يتوقع الاحتلال بخلق حالة من الرعب أو الذعر في قلوب أبناء شعبنا.
وختم الطيراوي، حديثه بالقول: "إنَّ ردة فعل شعبنا الفلسطيني خلال مراسم تشييع الشبان الثلاثة في نابلس، وما تلاه من غضب واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي، وكذلك الحشد الجماهيري وما أعقبه من إضراب اليوم في معظم مناطق الضفة الغربية، يُؤكّد أنَّ شعبنا لا تكسره هذه الجرائم، وحتماً ستكون النتيجة عكس ما يتوقع الاحتلال؛ فشعبنا شعب المفاجئات وشعب الفعل ورد الفعل اتجاه قضيته العادلة".