برعاية الرئيس عباس

انطلاق أعمال المؤتمر الشعبي لنصرة الأسرى في سجون الاحتلال

انطلاق أعمال المؤتمر الشعبي لنصرة الأسرى في سجون الاحتلال
حجم الخط

البيرة - وكالة خبر

انطلقت، اليوم الأربعاء، أعمال المؤتمر الشعبي لنصرة الأسرى داخل سجون الاحتلال "الإسرائيلي"، خاصةً المرضى، وذلك برعاية الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

وقالت والدة الأسير المريض ناصر أبو حميد: "إنّ نجلها الأسير المريض ناصر يمر بظروف صحية صعبة، منذ أنّ نقلته إدارة سجون الاحتلال من مستشفى برزلاي الإسرائيلي إلى سجن عيادة الرملة"، مُشيرةً إلى أنّ نجلها لا يقوى على الحركة ويتنقل بواسطة كرسي متحرك، ويجد صعوبة في الكلام.

وعبّرت عن قلقها من عدم تمكن نجلها الأسير الذي يعاني من مرض السرطان، من التعرف عليها في الزيارة المقبلة والمقررة في السابع عشر من شباط/ فبراير الجاري، خاصةً أنّه لم يتعرف على المحامية بثينة دقماق التي اعتادت على زيارته في سجون الاحتلال طيلة سنوات اعتقاله.

من جهته، أكّد نائب رئيس حركة "فتح" محمود العالول، على أنّ قضية حرية الأسير المناضل ناصر أبو حميد تستحوذ على اهتمام القيادة التي تواصل بذل الجهود والضغوط من أجل تحقيق حريته، على أمل أنّ تتمكن عائلته من احتضانه قريبًا.

وأوضح أنّ قضية الأسرى في سجون الاحتلال اكتسبت أهميتها من مجموعة عوامل أساسية، في مقدمتها أنّها تمثل تضحية المعتقلين بحريتهم من أجل حرية الشعب والوطن، ولأنّها ظاهرة منتشرة على مستوى الكل الفلسطيني.

وتابع: "هنالك ثورة المليون شهيد في الجزائر وهنا أصبح لدينا ثورة المليون أسير اعتقلوا في السجون منذ بدء الاحتلال حتى الآن، وهذا يجعل منها مسألة منتشرة في كل بيت وحي وفي كل مكان".

وأضاف: "المشترك في قضية الأسرى وهو الأساس المشترك الكبير في كل الوطن، هو المعاناة التي تنتشر بين أبناء الشعب الفلسطيني، وكذلك الدور الذي تلعبه السجون بشكلٍ أساسي على مستوى الأفراد من حيث صقل القدرات والإعداد والتأهيل من أجل الدور في المجتمع، ومن أجل ذلك كانت النشاطات الكبرى عبر تاريخ النضال الفلسطيني اعتمدت على الأسرى المحررين، كما هو الحال في الانتفاضة الأولى، فمن اكتسبوا التجربة في السجون هم الذين قادوا ذلك".

ولفت إلى أنّ للأسرى في سجون الاحتلال قدرة على خلق التكامل وإرساء الوحدة وهمهم الأساسي هو ذلك لأنّهم يمارسون هذه الوحدة في السجون ويرغبون في عكسها على المجتمع.

وأردف: "قضية الأسرى في سجون الاحتلال فرضت نفسها على مختلف جوانب الحياة الفلسطينية، فأصبح هناك الأسير الأول وعمداء الأسرى ونفق الحرية، وأدب السجون وتعليم السجون، وكرس لها مؤسسات من أجل متابعة الأسرى الحقوقية والقانونية، وسن لها قانون للأسرى لرعايتهم وذويهم، ومن أجل ضمان حقوقهم رغم محاولات الاحتلال التذرع بها واستخدامها ضد القيادة الفلسطينية".

واستكمل: "إنّ كان هناك من يستحق التكريم والانحناء، فهن أمهات الأسرى بشكل أساسي اللواتي يعانين دائمًا، فهن مرتبطات بالذاكرة الممتدة منذ احتلال عام 1967 يستيقظن ليلاً لإعداد ما سيأخذنه إلى أبنائهن في المعتقلات، ثم يقفن طابورًا أمام حافلة الصليب الأحمر ليتوجهن قبل الشروق لزيارة أبنائهن المعتقلين، فضلاً عن الأمهات المتطوعات اللواتي كن يتوجهن لزيارة واحتضان الفدائيين الذين لا يتواجد ذووهم في فلسطين".

وشدد العالول على أنّ قضية الأسرى في سجون الاحتلال تشكل مسألة ضاغطة على المشاعر لدرجة كبيرة، وتشكل جزءًا مما يعيشه الشعب الفلسطيني من مآسٍ وعذابات وهو يناضل من أجل الحرية والاستقلال، مُنوهًا إلى أنّ الاحتلال يمعن في ارتكاب جرائمه ضد الشعب الفلسطيني، سواء بعمليات القتل اليومي والتي كان آخرها ما جرى أمس في نابلس، أو عبر استهداف الأرض بالاستيلاء والاستيطان، وضد المقدسات.

من جانبه، ذكر رئيس هيئة الأسرى والمحررين قدري أبو بكر أنّ المؤتمر يأتي كدعم ومساندة لكافة الأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال، خاصةً الأسرى المرضى، والأسير المريض ناصر أبو حميد الذي وصل إلى مرحلة صحية غاية في الصعوبة، وعمداء الأسرى كريم وماهر يونس بدخولهم عامهم الأربعين في الأسر، والأسرى الإداريين الذين يعيشون ظروفًا صعبة تستوجب الوقوف على قضيتهم.

ولفت إلى أنّ الاحتلال يمارس الانتهاكات ويفرض العقوبات على الأسرى، والأسرى اليوم في مواجهة مفتوحة مع الاحتلال، خاصةً الأسرى الإداريين.

وأضاف: "والأسرى اليوم يعيشون حالة من النفير العام ضد ممارسات الاحتلال، وأنّ الأمر يتطلب أنّ نكون على قدر المسؤولية في الدفاع عن الأسرى وقضيتهم".