هارتس – لماذا يصر معسكر اليسار – وسط على جبنه والاختباء وراء “الكبار”؟

0A4A0983-323E-4040-98A0-60987A26316C-e1608481804606.jpeg
حجم الخط

بقلم جدعون ليفي – هآرتس 

 

هل بقي هناك فرق بين اليسار – وسط، واليمين؟ من الأكثر استقامة ونزاهة من بينهما؟ هاكم “أفيتار”…ثمة سلب حقير ونذل للأراضي. ثمة خطة ستغسل كل شيء. اليسار – وسط “يعارض”، يئير لبيد أرسل رسالة شديدة لرئيس الحكومة، ميراف ميخائيلي انضمت، رئيسا المعسكر يعارضان بقاء “أفيتار”. هل بسبب الجريمة؟ القانون؟ الظلم؟ الأخلاق؟ قتل أي فرصة؟ ما الأمر؟ هذا سيضر بالعلاقات مع أمريكا. أنتوني بلينكن حذر لبيد. ميخائيلي: “الترويج لـ”أفيتار” سيضر بالعلاقات مع حلفائنا القريبين ومصالح إسرائيل الاستراتيجية بشكل كبير جداً… حزب العمل سيستمر في النضال لمصلحة إسرائيل الأمنية”.

إذا لم تأكل فسنستدعي الشرطة؛ أمي، قولي له؛ أبي، قل له… هذا كنا ونحن أطفال. كل ما بقي لليسار – وسط هو الاختباء وراء ظهر الكبار. كل ما لديه ليقوله هو أمريكا. كل ما يقلقه هو الصورة الدولية. جبان وضعيف مثل الأم غير القادرة على فرض سلطتها على ابنها وتهدده بإحضار الشرطة. أمر مثير للشفقة. نفاق وتهرب. كونوا مع “أفيتار”، أو ضدها، لكن قولوا الحقيقة. لا يوجد هذا وذاك. يجب أن تكون إما مع أو ضد. إما استيطان أو ديمقراطية. سلطة القانون أو القوة. أما أن نفكك “أفيتار” من أجل أمريكا فهذا هو الجبن في المواقف.

بعد مرور بضعة أيام على ذلك، مر قانون المواطنة العنصري الذي روجت له اييلت شكيد، إنجاز كبير آخر لليمين. لبيد تجند بالطبع لمساعدة شكيد في تمرير القانون. وحزب العمل كان مع شكيد: “لا يجب غسل الكلمات، لهذا القانون أسباب ديمغرافية لمنع حق العودة الزاحف” (“يديعوت أحرونوت”، أمس). ظهرت العنصرية الصريحة مثلما قالت لنا وزيرة الداخلية بصورة مباشرة وصريحة ودون الاختباء وراء أي ظهر.

تفوق يهودي، وخطر ديمغرافي، وعرب في إسرائيل مواطنون من الدرجة “ب”، ومحظور عليهم الزواج ممن يريدون وإقامة عائلة في بلادهم، أما اليهود فمسموح لهم كل هذا، فقط لليهود. قانون تفوق آخر في كتاب القوانين. “ثمة مس بحقوق الإنسان الأساسية، لكنه متوازن”، قالت شكيد. وهو توازن سيستمر بالطبع. لبيد مع، ومثله ميخائيلي أيضاً. باسم الاستقامة، يجب تقدير اليمين بصورة أكبر؛ مواقفه مخيفة، لكنه مستقيم ومنطقي بما فيه الكفاية من أجل التعبير عنها، بدون مواربة. أما اليسار – وسط فيطمس ويتهرب. المعسكران يؤيدان أحد القوانين الأكثر فظاظة، التي تعتبر إسرائيل دولة أبرتهايد، بدون ترك أي فرصة لتعريف الآخر. القانون الذي يميز بين المواطنين قانون غير ديمقراطي. والمجتمع الذي يسن قانون تفوق لمجموعة عرقية على مجموعة أخرى هو مجتمع أبرتهايد. اليمين يقول ذلك، أما اليسار فيردد هذا بصورة متلعثمة ويضلل.

الفروقات الفكرية بينهما صغيرة، الفروقات في مستوى الاستقامة جوهرية. اليمين مستقيم أكثر، أما اليسار – وسط فمضلل. اليمين يريد التفوق اليهودي ويقول ذلك دون تلعثم ودون الاختباء وراء أحد، أما اليسار فيريد ذلك ولا يريده في الوقت نفسه؛ يريد هذا وذاك، يريد الشعور بالرضى عن النفس ويريد أن يكون قومياً متطرفاً مثل اليمين. هو سيؤيد قانون المواطنة، لكن بشكل مؤقت، وسيعارض “أفيتار”، لكن بشكل دولي، ولن يقول رأيه في أي وقت، ليس لأنه يخفيه، بل لأنه لا يملك رأياً كهذا. لأجل ماذا سيحارب هذا المعسكر، وعن ماذا يرفض أن يتنازل، بدون أمريكا؟ لا أحد يعرف، لأن اليسار – وسط نفسه لا يعرف.

عند الاختيار بين الاثنين نفضل اليمين. لا توجد فروقات أيديولوجية بينهما تقريباً، على الأقل سنعرف الحقيقة، حتى لو كانت مثيرة لليأس. بين شكيد التي تقول بدون مواربة بأننا عنصريون ونريد أن نكون كذلك، وبين لبيد وميخائيلي اللذين يطلبان من أمريكا أن تقول لنا ماذا نفعل، سنفصل الأولى؛ وبين الاستقامة والنفاق نفضل الاستقامة.