التداعيات على منطقة الشرق الأوسط

التهديد الروسي لأوكرانيا.. هل نحن على أبواب حرب عالمية ثالثة؟

اوكرانيا وروسيا
حجم الخط

غزة - خاص وكالة خبر - فدوى نصار

قبل حوالي سبع سنوات استولت روسيا على جزء من أوكرانيا ودعمت الانفصاليين الذين بدأوا صراعًا في مناطق واسعة شرق البلاد، حيث تُطالب روسيا الغرب بالتعهد بعدم ضم أوكرانيا إلى حلف الناتو، وعلى الرغم من أن الجانبين يجريان المفاوضات، إلا أنها دون جدوى وما سيحدث بعد ذلك قد يُعرض الحالة الأمنية لأوروبا بالكامل للخطر.

في حوارٍ خاص بوكالة "خبر" الفلسطينية، مع الأكاديمي والمختص في الشؤون الدولية د. علاء أبو عامر، للحديث حول التهديد الروسي الأخير بغزو أوكرانيا، قال إنَّ التهديد الروسي له مستويين، يتعلق الأول بالنزاع في "الدنباس" حيث روسيا تُحاول جعل تلك القضية أداة ضغط على أوكرانيا، وتحويلها لدولة فدرالية، وفي حال نجحت في استصدار موافقة أوكرانية على استقلالها الذاتي ستحول أوكرانيا إلى دولة فدرالية متعددة الجمهوريات، ذات الأقليات العرقية، أهمها مجموعة جمهوريات ذات أغلبيات روسية، مُنوهاً إلى أنَّ ذلك سينتهي ببسط روسيا سيطرتها السياسية على أوكرانيا من أذرعها أي المكونات الروسية الأوكرانية.

وأشار إلى المستوى الثاني، والمتمثل بمنع تمدد الناتو شرقًا بالقرب من حدودها، وحالة أوكرانيا لم تكن الأولى، فقد سبقتها جورجيا التي أحبطت روسيا مساعيها وقامت بتجزئتها وإضعافها رغم مساعدة "إسرائيل"، إضافة إلى أن التدخل الروسي في كازاخستان في الآونة الأخيرة ما هو إلا أحد أوجه الصراع الروسي الأمريكي.

وفيما يتعلق بالتحالفات الدولية، بيَّن أبو عامر، أنه قد تم عقد تحالفات المتمثل بالتحالف "روسي، صيني، إيراني، كوري شمالي، وبعض دول الاتحاد السوفيتي السابق مثل بيلاروسيا وكازاخستان وفنزويلا وكوبا، إضافة إلى سوريا"، مقابل تحالف حلف الناتو.

واستبعد أبو عامر، أنَّ الغزو الروسي لأوكرانيا سيؤدي إلى حرب عالمية ثالثة، فالغرب سحب مدربيه من أوكرانيا، ويصرِّح علنًا أنه لن يتورط في الحرب الروسية الأوكرانية إن وقعت، وأقصى ما سيفعله هو عقوبات اقتصادية قاسية ضد روسيا، مُشيراً إلى وجود مبالغات إعلامية تثير الهلع بين سكان أوروبا مصدرها أمريكي بريطاني فقط.

كما تطرق إلى التداعيات في حال نشبت حرب، حيث أوضح أنّ روسيا ليست الاتحاد السوفيتي السابق، فالصراع اليوم هو بين رأسماليين وإمبرياليين، وفوز روسيا في الحرب (بغض النظر عن شكلها وأدواتها) لن تعني انتصارًا للفلسطينيين، لافتاً إلى أنَّ الولايات المتحدة وروسيا كلاهما حلفاء من الدرجة الأولى لدولة الاحتلال.

وأضاف: "هناك حوالي 2 مليون روسي محتلون لأراضينا من غير اليهود يعيشون في بلادنا، إضافة لأكثر من مليون ونصف يهوديًا من أصول روسية- سلافية جاءوا إلى بلادنا مع بدايات الاستعمار الصهيوني، لذلك فلسطين لن تربح أو تخسر من هذا الصراع، بل ربما خسارتنا أكبر في حال اجتاحت روسيا أوكرانيا، فذلك يعني هجرة يهودية أوكرانية واسعة تجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة".

وبيّن أنَّ نتيجة الحرب في حال اندلعت، لن تؤثر على وضع القضية الفلسطينية بشكل مباشر، إلا إذا اتخذت "إسرائيل" مواقف معلنة ضد روسيا، ومارست دورًا تسليحيًا لأوكرانيا ضد روسيا، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى أن الحكم في أوكرانيا موالي لـ"إسرائيل" بل هناك العديد من المسؤولين الأوكرانيين مزدوجي الجنسية (أي لديهم جنسية إسرائيلية).

ونوّه أبو عامر، إلى أنّه في حال أسقطت روسيا نظام الحكم القائم في أوكرانيا، سيكون ذلك خسارة لـ"إسرائيل"، إلا أنّه لن يكون مكسبًا للفلسطينيين، فهذه الأحداث لن يكون لها مردود مباشر على القضية الفلسطينية إلا من باب تشكيل نظام عالمي جديد.

أما بالنسبة للعلاقات مع إيران، فأكّد على أنَّ انتصار روسيا بلا شك سيُعتبر مكسبًا لإيران، كون ذلك فيه إضعاف للولايات المتحدة و"إسرائيل" وحلفائهما في كافة القضايا بما فيها الملف النووي.

كما لفت إلى أنّه ما قبل أوكرانيا لن يكون كما بعدها، فذلك سيولد واقعًا دوليًا جديدًا سيظهر من خلال قوى دولية جديدة منافسة للولايات المتحدة، ومقررة في السياسة الدولية أبرزها روسيا والصين، وقد يكون اجتياح أوكرانيا سيناريو تمثيلي لاجتياح الصين لتايوان وضمها بشكلٍ نهائي.

وفيما يتعلق بموافق الدول العربية المؤثرة في منطقة الشرق الأوسط، شدّد أبو عامر، على أنّه باستثناء سوريا الموالية بشكلٍ كامل لروسيا، لن يكون هناك أيّ ردود أفعال مباشرة تجاه الصراع الدائر.