هل تقدم إسرائيل خدمة سياسية لفلسطين في الأزمة الأوكرانية؟!

حسن-عصفور.jpg
حجم الخط

كتب حسن عصفور

 قبل قرار الرئيس بوتين، الاعتراف بجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك يوم 21 فبراير 2021، أعلن يائير لابيد وزير خارجية دولة الفصل العنصري "إسرائيل"، أن حكومتهم ستقف الى جانب الولايات المتحدة في حال قامت روسيا بغزو أوكرانيا.

موضحا، "إذا اندلعت حرب بين روسيا وأوكرانيا، فإن إسرائيل ستقف بطبيعة الحال إلى جانب حليفتها الولايات المتحدة، رغم الاهتمام بالحفاظ على علاقات جيدة مع الروس"، وأردف الكثير من الرغي حول الاهتمام بالمصالح و"القيم المشتركة"، ووجود يهود في كل من البلدين، لكن الجوهر قوله بالانحياز.

ويبدو أن الخطوة الروسية جاءت خلافا لتعبير "الغزو" الذي كان شرطا للانحياز، ما فرض على حكومة "الإرهاب السياسي الحاكم" في تل أبيب، دراسة الموقف من مختلف جوانبه، قبل الذهاب الى تأييد موقف لابيد انحيازا.

وقد تناول الإعلام العبري ذلك "الحرج" بتفاصيل ربما أوقعت بينيت ووزراءه في ورطة سياسية فيما لو صمتت أو تكلمت، ورغم أن واشنطن وتحالف الشر الذي بدأ يتشكل سريعا في مواجهة الموقف الروسي (قد لا يستمر طويلا)، ليسوا في عجلة من أمرهم لموقف الكيان، لكن الرئيس الأوكراني اليهودي أعرب عن خيبة أمله من الموقف الإسرائيلي.

ربما تذهب إسرائيل، الى عدم الشراكة الكاملة لموقف "محور الشر"، وستبحث عن طرق مختلفة وأساليب ملتوية لتبدو أنها ضد القرار الروسي دون شراكة فعلية، خاصة في مسألة العقوبات الاقتصادية، ولن تذهب الى استفزاز بوتين وروسيا، خوفا من غضب قد ينفجر في لحظة ما.

حكومة بينيت تدرك تماما، أن يدها الطولى في سوريا يمكن لها أن تقطع بـ "نحنحة بوتينية"، ما سيحرمها من حالة "تفوق أمني" على تلك الجبهة، التي تبدو وكأنها "سماء تدريب مفتوحة" لدولة الكيان، وللتذكير، منذ بداية العام الجديد شنت القوات الإسرائيلية 5 غارات بأشكال مختلفة على الأرض السورية، من دمشق حتى القنيطرة، ليس تفوقا بالقدرة العسكرية فقط، ولكنه يأتي لأن روسيا لم تذهب بعد لوضع تلك "العدوانية" على طاولة الكلام الجاد.

الأزمة الأوكرانية، ربما تكون أحد مفاتيح تغيير قواعد المشهد السياسي – الأمني القائم، حيث تتمتع حكومة الكيان بأفضلية ملموسة في التفوق على الجبهة السورية، وأي ذهاب الى مسار يمس بروسيا قد يؤدي الى تغيير كل القواعد القائمة، ويفتح بابا لجبهة "رخوة" في خاصرة الكيان شمالا، وقد ى تبقى محصورة في منطقة جغرافية واحدة.

ربما يتمنى الشعب الفلسطيني، الذي يعيش أسوء "زمن سياسي" منذ النكبة الكبرى الأولى 1948، يتمنى أن تذهب حكومة بينيت الى استفزاز الرئيس الروسي بوتين، وتعلن موقفا صريحا بالانحياز الى محور الغرب الأمريكي، مقاطعة اقتصادية لروسيا، ودعما أمنيا وعسكريا لأوكرانيا، فمثل ذلك الموقف سيؤدي موضوعيا الى فتح نافذة غضب روسي حقيقي سيكون له آثار موضوعية لصالح القضية الفلسطينية، فكل حصار للكيان بأي مظهر كان يمثل دعما لفلسطين، القضية والشعب، خاصة بعدما حقق الكيان مرابح غير مسبوقة من "تطبيع" بلا حدود.

وربما لن تبقى ارتدادات الانحياز عند الغضب الروسي، بل قد يطال التركيبة الحكومية ذاتها، والتي هي بالأصل لم تعد "ائتلافا بالمعنى التقليدي"، وتنتظر حجرا قد يطير بها، في ظل أزمة حزب غانتس مع الغالبية وموقف حزب منصور عباس الذي يعيش أزمة نتاج وهم بعدما قدم لليهودية ما لم يقدمه فلسطيني.

بالتأكيد، قد تتهرب حكومة بينيت من صياغة موقف واضح منحاز، ولكن ظروف الأزمة الأوكرانية ستترك أثرها على دولة الكيان العنصري، لأنها لن تتمكن من ترضية أطرافها، ما يمثل فائدة جانبية للشعب الفلسطيني وقضيته، من حيث لم يحتسبها.

ملاحظة: بعد قرارات بايدن ومحور الشر لعقاب روسيا أصبح الأمر خلفنا تماما..ما قبل 21 فبراير شي وما بعده شي تاني خالص..شاء من شاء وأبى من أبى وصحتين للجمهوريتين استقلالهم...وعقبال بلدنا فلسطين!

تنويه خاص: مثير للقرف السياسي أن تحاول قوى تعتبر ذاتها "يسار" و"مقاومة" تبرير إرهاب حماس ضد الغزيين...ردت عليه كتل طلاب جامعة بيرزيت بما فيهم كتلة حماس برفض وإدانة القمع والإرهاب ضد أهل غزة...لخصوها بكلمة: لم نخلق لنهان..فاهمين يا مثرثري القهاوي!