حل الدولتين لتأمين شرعية إسرائيل

لقطة الشاشة 2022-02-26 095627.png
حجم الخط

بقلم:فيصل أبو خضرا- عضو المجلس الوطني

 

تقول نانسي بيلوسي ان قيام اسرائيل اعظم انجاز في القرن العشرين. الذي لا يعرف هذه السيدة هي الآن رئيسة مجلس النواب الامريكي، التي هي الآن تتحكم بأغلبية برلمانية امام الحزب الجمهوري، ويتبين من هذا الكلام انها جاهلة تاريخيا وسياسيا، لان قيام دولة بقوة سلاح الغرب بزعامة امريكا، وطرد شعب له تاريخ منذ خمسة آلاف عام، ليقيم على أنقاض شعب آخر يعتبر قمة الاجرام.
ولعلم هذه السيدة التي تجهل ان دخول اليهود لفلسطين كان في العام ١١١٨ قبل الميلاد، بعد ان امر الرب يوشع بن نون خليفة سيدنا موسى بعبور النهر والاستيلاء على اريحا المقيم فيها شعب فلسطين من اصول كنعانية بحد السيف، كما امر بن نون رجاله وكهنته بقتل جميع الرجال والنساء والاطفال والرضع والدواب بما فيها البقر والغنم والحمير.
ان بيلوسي وغيرها من زعماء ديمقراطيين او جمهوريين مساندين للدولة الوحيدة في العالم التي تمارس أبشع انواع العنصرية، وعدم الاكتراث بدستور الولايات المتحدة، وتدوس على كل القيم التي أقرها مجلس النواب او الشيوخ.
الغريب أنه في القرن التاسع عشر كانت امريكا تحتقر اليهود وتعاملهم أبشع معاملة، والذي كان يشفق على اليهود ويحتضنهم هم الدول العربية من المغرب الى العراق مرورا بفلسطين. وفي القرن العشرين انقلبت الآية، والسبب ليس شفقة باليهود خصوصا الاشكناز منهم، بل لزرع دولة صهيونية هدفها تفرقة الدول العربية كما يحصل الان.
ان اول دولة سمحت بهجرة الاشكناز هي تركيا بزعامة أتاتورك عندما كان قائدا لجيش تركيا منذ العام ١٩٠٣م ، ومن ثم انقلب على السلطان عبد الحميد.
وفي العام ١٩١٧ بعث بلفور برسالة الى روتشيلد البليونير اليهودي وعده فيها بمساعدة يهود أوروبا وإيجاد وطن لليهود في فلسطين، وفي هذ العهد لم يكن هتلر ولا النازية سببا للاشفاق على اليهود من إجرام النازي في الحرب العالمية الثانية.
لذلك نقول ونشدد على سخف ما قالته بيلوسي او غيرها من زعماء الغرب.
وعندما قررت اوروبا الانسحاب من الدول العربية، وجدوا انهم الخاسر الاكبر من استقلال الدول العربية بدون ملء فراغ هذا الانسحاب، هو زرع دولة صهيونية في قلب الدول العربية لخلق الفتنة، واختراع تفرقة مذهبية بين الدول والشعوب العربية. ومع الأسف بسذاجة السياسات العربية نجح الغرب بقيادة امريكا في زرع هذه الدولة العنصرية.
واكبر دليل على ذلك ان منظمة التحرير الفلسطينية قبلت بدويلة على مساحة ٢٢ بالمائة فقط من فلسطين التاريخية، وحتى هذا لم تنفذه امريكا ولا اسرائيل حيث وقعتا عليه. بيلوسي اعطت فلسطين جميعها لاسرائيل مقابل تبرع زهيد من أمريكا.
وكلام بيلوسي يصب في مصلحة دولة المحتل (اي ان حل الدولتين، يعطي الشرعية لاسرائيل) لانه بدون حل الدولتين، وعدم اعتراف مجلس الأمن والجمعية العمومية بإسرائيل على حدودها لا يعطيها الشرعية، ومع الزمن سيصبح الشعب الفلسطيني المقيم على ارضه التاريخية يعطيها الأحقية لهذه الارض. وشعبنا يتعجب من تصرفات امريكا والدول الغربية من موقفهم الفاضح ضد روسيا مقارنة بمواقفهم غير المقبولة تجاه الاحتلال الاسرائيلي غير القانوني للاراضي الفلسطينية واللبنانية وضم هضبة الجولان السورية المحتلة، الامر الذي يبينبوضوح تام ان امريكا واوروبا تعتبران ان اسرائيل فوق اي قرارات اوقوانين دولية. لذلك على الشعب الفلسطيني ان يحصن نفسه ويتوحد تجاه حقوقه الوطنية، اي إعادة ارض فلسطين جميها لأهلها، والاعتماد على نفسه وزيادة عدد السكان كي نصبح أغلبية مطلقة، بأكثر من ضعف عدد المحتلين الصهاينة الاشكناز.
لذلك على الشعب الفلسطيني ان يوحد قراره بزيادة الاعتماد على المقاومة الشعبية في جميع انحاء الوطن، والصمود والصبر، حتى يشعر المحتل بان بقاءه على ارضنا له كلفة مادية باهظة، وعدم سلامته على ارضنا، عندما يشعر أنه أقلية بالنسبة لشعب متمسك بوطنه.
ان الاعتماد على وعود أوروبا وأمريكا لا يفيد، وكذلك الاعتماد على وحدة الفصائل، فهذا ضرب من الخيال. والله المستعان.