المسؤولون الإسرائيليون يستعدون لتنفيذ مشروع لتوسيع حديقة وطنية على الأراضي المملوكة للكنيسة والأماكن المقدسة المسيحية في القدس الشرقية، مما أثار معارضة شرسة من قيادات الكنيسة المسيحيين في القدس.
صحيح أن خطط التوسع لن تُجرد مالكي الأراضي من ملكيتهم، لكنها ستمنح الحكومة الاسرائيلية السلطة على ممتلكات الفلسطينيين والكنيسة والمواقع الدينية المسيحية تحديداً في القدس، مما دفع مسؤولي الكنيسة والجماعات الحقوقية الدينية إلى وصف الإجراء بأنه استيلاء وتهديد للوجود المسيحي في الأرض المقدسة.
هذا المشروع يربط الهيئة الحكومية التي تقدم الخطة بالجماعات القومية التي تعمل على ترسيخ الوجود اليهودي في مناطق القدس الشرقية المتنازع عليها، بما في ذلك حي الشيخ جراح، حيث أن التوسيع المخطط للمنتزه هو جزء من استراتيجية قومية أكبر لتهويد و”تطويق” البلدة القديمة في القدس من خلال السيطرة على المناطق المجاورة للقدس الشرقية.
تتضمن الخطة رقم 101-674788 توسيع حدود حديقة أسوار القدس الوطنية. من الجدير ذكره أن حديقة أسوار القدس الوطنية تم افتتاحها في السبعينيات، الآن تنوي الدولة توسيع حدود المشروع لتشمل جزءا كبيرا من جبل الزيتون، حيث يوجد أكثر من ١٢ موقعًا مقدسًا تاريخيًا مسيحيًا.
50 عامًا بعد الافتتاح تأتي الحكومة الإسرائيلية لتوسيع الحديقة وتضع خطة “المرحلة الثانية” لتوسيع الحديقة. ولا تزال بلدية القدس تدعم خطة التلفريك كما هو الحال مع مؤسسة مدينة داوود التي تبني مركزًا سياحيًا في سلوان سيكون بمثابة المحطة الأخيرة على مسار التلفريك مما سيحول أهم الاماكن التاريخية في القدس إلى حديقة ترفيهية.
كان من المقرر أن تعرض خطة توسيع الحديقة على لجنة التخطيط والبناء المحلية في بلدية القدس للمصادقة المبدئية في 2 آذار. لكن كردة فعل رسمية، أرسل قادة الكنيسة رسالة شديدة اللهجة للجهات الاسرائيلية وتم إرسالها للقناصل العامين المقيمين في القدس من فرنسا وتركيا وإيطاليا واليونان وإسبانيا والمملكة المتحدة وبلجيكا والسويد في محاولة واضحة لحشد الدعم الدولي.
بحجة حماية المساحات الخضراء، تستمر اسرائيل في حربها الهمجية وهجومها على كل ما هو غير يهودي في البلاد. الخطة تخدم أجندة أيديولوجية تنكر مكانة وحقوق كل ما هو غير يهودي في القدس.
يرى الفلسطينيون المشروع على أنه محاولة إسرائيلية لتأكيد سيطرة إضافية خارج الخط الأخضر. ضمت إسرائيل القدس الشرقية في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.
يتطلع الفلسطينيون لرؤية عاصمة دولتهم التي لم تتحقق بعد في القدس الشرقية، وهو طموح يعارضه اليمين الإسرائيلي بوضوح. أي مشروع إسرائيلي لتوسيع المشاريع الاسرائيلية على حساب الأراضي الفلسطينية في القدس يتطلب رد فعل فلسطينيا يناسب الحدث.
مؤسف ان تقوم الكنائس المسيحية بمواجهة خطط التهويد لوحدها، ونتأمل من الجميع مواجهة خطط الاستيطان والضم في القدس بشكل جماعي باسم فلسطين وليس باسم الكنيسة فقط. ضروري تكاتف الجهود الوطنية التي تجمع ممثلي الوقف الإسلامي والكنيسة والمحافظة والحكومة ومنظمة التحرير الفلسطينية وكل ما هو فلسطيني بغض النظر عن الايديولوجية او الدين، لا أقلل من أهمية البُعد الديني للمدينة، إلا أن الحق الفلسطيني في القدس هو حق وطني لا يرتبط بديانة دون الأخرى، ولا بد من عنوان للقدس.
– دلال عريقات: أستاذة الدبلوماسية والتخطيط الاستراتيجي، كلية الدراسات العليا، الجامعة العربية الأمريكية.