أكّد رئيس نادي الأسير الفلسطيني، قدوره فارس، على استمرار الأسرى في كافة سجون الاحتلال الإسرائيلي بخطوة الإضراب عن الطعام المقررة في 25 مارس الحالي، ما لم تُغير إدارة مصلحة السجون "الإسرائيلية" سياسياتها العنصرية ضد الأسرى، وما لم تُلغي بعض قراراتها التعسفية بحقهم.
وقال فارس، في حديثٍ خاص بوكالة "خبر": "إنَّ المعطيات تشير حتى اللحظة إلى عدم قيام دولة الاحتلال بأيّ خطة حقيقية من شأنها أنّ تنزع فتيل الإضراب"، مُستدركاً: "لكِن هناك احتمال أنّ يُراجع الاحتلال نفسه؛ خاصةً أنَّنا نقترب من موعد الإضراب المقرر في 25 مارس الجاري".
وأشار إلى ضرورة أنّ تُقدم دولة الاحتلال على تصرف حقيقي جدي يؤدي إلى حل القضايا التي هي سبب لتفجر الإضراب، وليس فقط محاولة للتلاعب في الكلمات.
وتتركز عملية احتجاج الأسرى على رفض إجراءات اتخذتها إدارة السجون بحقهم، بعد تمكّن ستة منهم من انتزاع حريتهم عبر "نفق الحرية" من سجن جلبوع في سبتمبر/أيلول الماضي، قبل اعتقالهم لاحقاً.
وتمثلت خطوات الأسرى الاحتجاجية بالعصيان والتّمرد ورفض قوانين السّجن، كرفض ما يُسمى بالفحص الأمنيّ، والاعتصام في ساحات السّجن، وارتداء ملابس إدارة السجون "الشاباص" التي تُعبر عن الاستعداد الجماعي للمواجهة، وإغلاق الأقسام.
فيما أقدمت إدارة سجن "النقب الصحراوي" أمس الأول، على نقل خطباء الجمعة إلى الزنازين والاعتداء على أحد الأسرى، بذريعة تناولهم قضية الإضراب عن الطعام خلال الخطبة.
وأوضح نادي الأسير، في بيانٍ وصل وكالة "خبر" سابقاً، أنَّ الأسرى رفضوا هذا الإجراء وبدأوا بالتكبير والطرق على الأبواب، فقامت إدارة السجن بتهديدهم باقتحام الأقسام، ورش الغاز داخل الغرف.
ولفت البيان، إلى أنّه وفقاً لما توفر لدى نادي الأسير من معلومات، فإنَّ الإدارة بدأت باستدعاء قوات كبيرة من وحدات القمع إلى سجني "النقب" و"ريمون".
ويشهد سجن "النقب" منذ عدة أيام حالة من التوتر الشديد بعد اقتحام غرفتين في قسم "28"، والاعتداء على الأسرى بشكل وحشي.
وبالحديث عن خطورة خطوة الإضراب عن الطعام التي تتزامن مع قدوم شهر رمضان المبارك، بيّن فارس، أنَّ الإضراب يقوم على فلسفة تعريض النفس للخطر؛ لأنّه قد تحدث تداعيات لدى أسير أو أكثر ويؤدي لاستشهاد أحدهم.
وحذَّر من عملية القمع التي يتعرض لها الأسرى أثناء خوضهم للإضراب، مُشيراً إلى حالة القلق على حياة الأسرى؛ لخطورتها على حياة الأسرى؛ رغم أنّها وسيلة نضالية راقية؛ لكِنها خطيرة جداً.
وبشأن احتمالية ذهاب دولة الاحتلال نحو تلبية مطالب الأسرى؛ منعاً للتصعيد بالتزامن مع شهر رمضان، قال فارس: "إنَّ دولة الاحتلال إذا أرادت أنّ تكون مُنسجمة مع نفسها لا يُمكن أنّ تقوم بإطفاء حريق هنا وإشعال حريق هناك، ما لم تشمل ما يطلق عليه تسهيلات وتنفيس الاحتقانات قضية الأسرى".
وشدّد على أنَّ قضية الأسرى ستكون صاعق التفجير خلال شهر رمضان ما لم تقوم دولة الاحتلال بتنفيس الاحتقانات ضمن ما يُطلق عليه سلسلة التسهيلات للأسرى.
وقد وجه الأسرى في سجون الاحتلال، مساء الجمعة، رسالة خاطبوا بها جماهير شعبنا، لحشد الجهود والتحرك تضامناً مع قضاياهم، ونصرةً لهم في معكرتهم مع سجانين الاحتلال.
وقال الأسرى، في رسالتهم التي نقلتها مصادر صحفية: "لا تبخلوا علينا بجهدكم وعطائكم لتحريك الشعوب والتأثير على المؤسسات الدولية والرأي العام".
وأضافوا: "أنتم ركننا الشديد وحاضنتنا القوية وظهرنا المتين"، مُطالبين خلال إضرابهم عن الطعام بالتفاعل معهم على مواقع التواصل بوسم: "#أسرانا_لن_نخذلكم".
وتابعت رسالة الأسرى: "قررنا خوض الإضراب المفتوح عن الطعام قبل شهر رمضان مستثمرين بركة هذا الشهر الفضيل"، مُردفةً: "قرار الإضراب جاء رداً على طغيان الاحتلال واعتقاده أنّه لا نصير لنا من أحبتنا وأهلنا وإخواننا، ولأنَّ الاحتلال يتعامل معنا على قاعدة أنّ لا ظهير لنا ولا ركن شديد لنا".
أما عن مقاطعة الأسرى الإداريين محاكم الاحتلال مُنذ 77 يومًا، أشار فارس، إلى أنّها خطوة جريئة وشاملة وعميقة واستراتيجية لما لها من دلالات سياسية وقانونية، وبالتالي يجب احتضانها ورعايتها وتطويرها؛ لتعزيز ثقافة المقاطعة في علاقة شعبنا الفلسطيني مع الاحتلال.
ويُواصل الإداريون في سجون الاحتلال مقاطعة محاكم الاحتلال لليوم 77 على التوالي؛ للمطالبة بإنهاء سياسية الاعتقال الإداري تحت شعار "قرارانا حرية".
ويقبع في سجون الاحتلال الإسرائيلي الـ23، ما يقارب من 4600 أسير و500 معتقل إداري، وفقًا لجهات مختصة بالأسرى.
وختم فارس حديثه بالقول: "يجب أنّ ندعم الأسرى في معركة الإضراب المقررة بتاريخ 25 مارس الجاري، بالمعني الدقيق للكلمة وعدم القيام بنشاطات تحمل معنى رمزي فقط، وإنّما نشاطات واسعة في كل أنحار الوطن وخارجه".