عبر العديد من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي عن غضبهم؛ بسبب وجود خارطة فلسطين ملونة بألوان العلم الإيراني، خلف حسن نصر الله أثناء إلقائه خطاباً مساء الاثنين، حول استشهاد الأسير اللبناني المحرر "سمير القنطار".
وقال المحلل السياسي حسن عبدو، إن الفرضية الأكثر احتمالا لوضع العلم الايراني على صورة الشهيد سمير قنطار وفلسطين، هو أن القنطار كان يعمل مباشرة مع الايرانيين، وأن ايران وفرت له كافة الامكانيات لبناء المقاومة الشعبية السورية.
وأضاف عبدو أن الصحف العبرية وبعض المعلقين تخوفوا من انتقام ايراني، نظراً لمكانة القنطار لديهم، فوضع القنطار بالعلم الايراني كان لهذا الاعتبار.
في حين اعتقد المحلل السياسي طلال عوكل، أن هناك خطأ ما، فالسيد حسن نصر الله لديه هوية علاقتها قوية بفلسطين، وليس بحاجة للقيام بذلك حتى يؤكد علاقته بها، كما أنه لا ينكر علاقته بإيران، فموضوعها ليس قائم على فلسطين فقط.
ومن الانتقادات التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي تعبيراً عن استفزازهم، طرح الناشط الفلسطيني علي القدسي تساؤلاً "لماذا علم إيران يغطي خريطة فلسطين؟!، مجيباً "لأن قضية فلسطين تشغل عاطفة الشعوب، فترى الجميع يصعد على ظهر القضية، كأمثال هؤلاء".
وكتب رئيس المرصد الأورومتوسطي رامي عبده على حسابه "فيسبوك"، "لست معتادا أن أدخل أي سجال قد يغذي الخطاب الطائفي، لكن أن تكون خلفية خريطة فلسطين بالعلم الإيراني، فالأمر مستفز للغاية، أرضنا عربية فلسطينية خالصة".
أما بدر بدر، فأورد تساؤلاً عبر حسابه "فيسبوك" حول مغزى وضع الخارطة بالعلم الإيراني، تتوسطها صورة القنطار، "ترى ما هي الرسالة التي أراد نصر الله توجيهها من خلال ظهور خارطة فلسطين ملتفة بعلم ايران تتوسطها صورة القنطار؟ .. وهل لا يوجد لفلسطين علم تتوشح به؟ أم لا يوجد في فلسطين فصائل مقاومة تتوشح خريطتها براياتهم؟"
كما نشر فلسطينيون صوراً لخارطة فلسطين مزينة بالعلم الفلسطيني، وكتبوا عليها: "هذه خارطة فلسطين، وهذه ألوان العلم الفلسطيني"، مؤكدين على رفضهم الخارطة "المزيفة" التي تعمد حزب الله وضعها في خلفية خطاب نصر الله.
ورداً على هذه الانتقادات أوضح عوكل إن "صفحات التواصل الاجتماعي صفحات مفتوحة يغيب عنها المسؤولية، وبالتالي تكثرها المواقف الفردية التي لا يمكن اعتبارها شكلاً من أشكال التحليل الرصين، ولا يمكن التعويل عليها في تقييم هذا المشهد".
وأشار عبدو إلى أن وضع العلم الايراني على خريطة فلسطين هو إعلاء لفلسطين في نظر الايرانيين، ودعا كل الدول العربية والاسلامية أن تضع فلسطين التاريخية في مركز الاهتمام وأن تظهر بلون الأعلام العربية والإسلامية.