الجزائر تتوسط بين الرياض وطهران .. وتشكيك بجدوى وساطتها ..

441
حجم الخط

تباينت الآراء بالجزائر بشأن مبادرة أطلقتها الجزائر للتقريب بين السعودية وإيران، واستشرف سياسيون ومراقبون نجاحها، بينما شكك آخرون في ذلك، في حين تحفظ البعض على وجودها من الأساس.

وبرغم مرور أيام على تسريب خبر إطلاق المبادرة "إسهاما في تسوية النزاعات في المنطقة العربية"، فإن السلطات لم تؤكد المعلومة حتى الآن ولم تنفها.

واكتفى وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة بالإشارة إلى أن "الدبلوماسية الجزائرية معروفة بأنها قائمة على مبدأ خدمة الغير والتضامن دون استعمال دبلوماسية مكبر الصوت".

وتابع -خلال لقاء مع تلفزيون فرنسي- أن "الجزائر تعمل في أكثر من مكان دون الحاجة إلى الاحتفاء بأي مجهود نقوم به تجاه أي دولة"، بينما رفض مسؤولان بوزارة الخارجية التعليق.

عوة للتفاوض
وجاء في التسريب أن الرئيس بوتفليقة قدّم المبادرة لإسحاق جهانغيري النائب الأول للرئيس الإيراني، الذي زار الجزائر يومي الأربعاء والخميس الماضيين، في حين تم إبلاغ المبادرة لمبعوث خاص للملك سلمان بن عبد العزيز، وصل الجزائر الأسبوع الماضي، والتقى وزير الخارجية والرئيس بوتفليقة".

وحسب المصدر الدبلوماسي، فإن المبادرة تتضمن "دعوة البلدين إلى التفاوض المباشر للمساهمة في حل النزاعات المسلحة في المنطقة العربية، من خلال استغلال علاقات ونفوذ كل بلد للتهدئة وإعادة الاستقرار للمنطقة".

وتطورت العلاقة بين الجزائر وطهران بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة، وأضحت للبلدين توافقات كبيرة في عدة قضايا بالمنطقة، في وقت تمر به العلاقة بين الجزائر والرياض بفترة جمود وبرودة، نتيجة خيارات سياسية واقتصادية بالأساس اتخذتها كل دولة.

وليست هذه المرة الأولى التي تقوم فيها الجزائر بالوساطة لحل خلافات بين الرياض وطهران، فقد سبق أن أشارت تقارير لقيامها بهذا الدور إبان إطلاق عاصفة الحزم التي قادتها الرياض في مارس/آذار الماضي ضد الحوثيين باليمن حلفاء طهران في مارس/آذار الماضي.

كما أن للجزائر تاريخا في حل نزاعات إقليمية وقارية منذ سبعينيات القرن الماضي، كالحرب بين إيران والعراق، أو بين إثيوبيا وإريتريا، أو بين الفرقاء في ليبيا وغيرها.

لكن الناطق باسم حزب النهضة الإسلامي المعارض محمد حديبي سخر من هذه المبادرة، وقال "فليحل هذا النظام أزماته الداخلية قبل التفكير في الأزمات الدولية المعقدة".

وأضاف السلطة تريد إعطاء الانطباع بأن هناك دولة ومؤسسات تنشط للتغطية على أزمة الشرعية التي تتخبط فيها".

ورأى أن نظام بوتفليقة مطالب بإعطاء نتائج وساطاته في دولتين جارتين هما ليبيا ومالي على سبيل المثال، والتي انتهت بعد عشرات اللقاءات إلى اتفاقات هشة تدل على فشل السياسة الخارجية، على حد تعبيره.

من جانبه، شكك الكاتب الصحفي رشيد ولد بوسيافة "في قدرة الجزائر أو أي دولة على توفيق وجهات النظر بين الرياض وطهران".

وبالرغم من التقارب الأخير بين السعودية وإيران من خلال تسمية الرياض سفيرا جديدا بطهران، وسرعة الأخيرة في الموافقة على الترشيح، فإن بوسيافة يعتقد بأن "الشرخ الحاصل الآن أكبر من أن يجعل تصريحات من هنا أو مبادرة من هناك تنجح في التقريب".