اعتبر الخبير في شؤون القدس، جمال عمرو، أنَّ ما تُسمى بـ"قمة الحاخامات" التي جاءت خلال اقتحامهم للمسجد الأقصى المبارك يوم أمس، تأتي في سياق التحضير لما يُسمى "عيد الفصح" ومن أجل إرسال عدة رسائل للمستوطنين والمتطرفين، بأنّ يكونوا على جاهزية تامة لاقتحام الأقصى.
وقال عمرو في حديثٍ خاص بوكالة "خبر": "إنَّ الدعوات لأداء ما يُسمى "قربان الفصح" في الأقصى، بالزعم أنّه قد حان ولم يعد يحول دونه شيء وضرورة البناء البشرى لهيكلهم المزعوم؛ كي يأتي المسيح المخلص، دليلٌ على أنّهم وصلوا لأعلى درجات العلو والتحدي".
وأضاف: "إنَّ الحاخامات تريد اختصار الوقت، بإعلانها عن ذبح القرابين في الأقصى، وتوقف العمل بمبدأ خطوة خطوة، بالإفصاح عن أقصى أمانيها وهو بناء الهيكل، وذلك في ظل توفر العوامل والظروف المادية والمعنوية والنفسية".
وأشار إلى وجود 42 منظمة صهيونية يتسابق كل أتباعها من أجل بناء الهيكل، مُوضحاً أنَّ هذه المنظمات تعتمد على تمويل حوالي ألف منظمة صهيونية مسيحية؛ خاصة النورانيين في أمريكا وهي جماعة تأسست أثناء حكم الرئيس إبراهام لينكون عام 1776، ويصل أتباعهم لحوالي 90 مليون، ويؤمنوا أنَّ المسيح المخلص سينزل وقت بناء الهيكل؛ ولذلك تم الدفع باليهود لاحتلال فلسطين.
وأجرى حاخامات المستوطنات والمعاهد الدينية الكبرى "اقتحاماً تحضيرياً لعيد الفصح" أمس وأول أمس ناقشوا خلاله أداء الطقوس في الأقصى، وحاخامات "السنهدرين الجديد" يؤكدون أن "وقت تقديم القربان قد حان" في المسجد الأقصى المبارك.
وقد رافق الحاخامات في هذا الاقتحام عدد من طلاب هذه المعاهد، وكان من أبرز الحضور مجموعة مؤسسي "السنهدرين الجديد"، التي تعمل على إعادة إحياء سلطة الحاخامات القيادية بإحياء "مجلس القضاة" المسمى "السنهدرين" بحسب الوصف الديني.
ويزعم حاخامات "السنهدرين الجديد" أن وقت أداء "قربان الفصح" في المسجد الأقصى قد حان ولم يعد يحول دونه شيء؛ ودارت كلمات جميع الحضور حول التحضيرات لـ"قربان الفصح" و"بناء المعبد" و"قدوم المسيح المخلص" وضرورة "البناء البشري للمعبد" تمهيداً لقدومه، وأهمية الوجود الكبير في المسجد الأقصى.
ويحل ما يُسمى بـ"عيد الفصح" العبري هذا العام في الفترة الواقعة بين 15-21 رمضان ( 16-22 من شهر 4-2022).
وكان اقتحام أول أمس أقرب إلى "قمة حاخامية" لمتطرفي الصهيونية الدينية في الأقصى، حيث شارك فيه حاخامات وهيئات يتبعها عشرات الآلاف من المتطرفين على امتداد فلسطين المحتلة.
وبالحديث عن وجود ضوء أخضر أمريكي للسماح باقتحام المتطرفين للأقصى بالتزامن مع رمضان، قال عمرو: "إنَّ الموافقة الأمريكية حاضرة لليهود لاستباحة الأقصى، بالإضافة إلى حجم الحماية المقدمة للمنظمات الصهيونية التي لا يوجد مراقبة على الحوالات المالية التي تصلها".
وأضاف: "إنَّ المنظمات الصهيونية تتلقى دعم أمريكي وكذلك من كندا واستراليا وأوروبا"، لافتاً إلى أنَّ دعم المنظمات الصهيونية وصل إلى 14.4 مليون دولار أمريكي مُنذ العام 1967 حتى الآن.
وختم عمرو حديثه، بالقول: "إنَّ اقتحام ما يُسمى وزير خارجية الاحتلال، يائير لابيد للأقصى، بحماية ثلاثة آلاف جندي، هي رسالة لليهود بالسيادة والسيطرة الاحتلاليه على القدس المحتلة، ورسالة للشعب الفلسطيني أنّه ليس بوسعكم منع أيّ شخص من اقتحام الأقصى المبارك".