أكّد رئيس مركز القدس الدولي، حسن خاطر، على أنَّ تصعيد ما تُمسى جماعات "الهيكل التحدي" بإعلانها محاكاة "قربان الفصح" في القصور الأموية، الملاصقة للسور الجنوبي للمسجد الأقصى المبارك،مساء يوم غدٍ الإثنين، يأتي في سياق محاولات إضفاء الشرعية وترويض العقلية الفلسطينية والمجتمع الدولي بهذه المقدمات التي تُوحي بالبدء الفعلي في طقوس ممارساتهم الدينية.
وقال خاطر في حديثٍ خاص بوكالة "خبر"، اليوم الأحد: "إنَّ منطقة القصور الأموية الملاصقة للجدار الجنوبي للمسجد الأقصى، استولت عليها جماعات الهيكل مُنذ زمن وأصبحت تُسمى مطاهر الهيكل".
وأضاف: "هذه الجماعات بإمكانها تنفيذ الكثير من المحاكاة لوضع القرابين؛ لأنّها منطقة تقع تحت سيطرتهم الأمنية بشكل مباشر، وبالتالي يصعب على المصلين الوصول إلى هذه المناطق بسهولة؛ لأنّ مدخلها مرتبط بمدخل حائط البراق".
وبالحديث عن التحضيرات الاستثنائية لما يُسمى عيد الفصح هذا العام، قال خاطر: "إنَّه تم تقديم القرابين بالقرب من أبواب المسجد الأقصى وباب السلسلة؛ لكِن هذا العام هناك جرأة أكبر ومحاولة أكثر وضوحًا من أجل الوصول لتقديم القربان داخل الأقصى إذا استطاعوا".
وأكمل: "المسألة رمزية من حيث المبدأ؛ لأنّه ليس للمسجد الأقصى علاقة بهذه المناسبات؛ فهي مناسبات دينية لها علاقة بخروج اليهود من مصر؛ لكِنهم يحاولون ربطها بالأقصى من باب وضع القدم في الأقصى وتحويله إلى مقدس يهودي، أيّ المكان الذي يجب أنّ يتم الاحتفال فيه لكافة المناسبات الدينية".
وأوضح أنَّ الهدف الاستراتيجي من ذبح القربان في الأقصى، هو تهويد المسجد المبارك؛ لكِن ذلك لا يُمكن أنّ يتم من خلال اقتحام الأقصى فقط، وبالتالي ما تُسمى بجماعات الهيكل ذاهبة لأنّ يُصبح المسجد الأقصى مسرح لكل مناسباتهم الدينية.
واستدرك: "لكِن ذلك لم يتمكنوا من فعله في أيّ مناسبة دينية، بل من خلال طقوس وحركات متعددة باستمرار على مدار الشهور الماضية".
وبيّن أنَّ الصراع يدور الآن حول الحلقة المفقودة بالنسبة لما تُسمى جماعات الهيكل، مُتسائلاً: "هل تنجح هذه الجماعات في تحويل الأقصى إلى مكان لممارسة هذه المناسبات الدينية؟".
وحذّر من نجاح أيّ مناسبة دينية؛ لأنّه يعني كارثة على الأقصى، وفرض التقسيم المكاني والجغرافي على المسجد وليس الزماني كما كان على مدار السنوات السابقة.
أما عن سماح حكومة الاحتلال لجماعات الهيكل بذبح القرابين في الأقصى، قال خاطر: "إنَّ الأمر يعتمد على ثلاثة عوامل يمكن أنّ تُساعد في تحقيق هذا الهدف الاستراتيجي للمستوطنين، الأول يعتمد على الحكومة الإسرائيلية نفسها التي تُعاني من ضعف كبير ويُمكن أنّ تنهار بعد استقالة رئيسة الائتلاف عوديت سليمان، وبالتالي الأمر يعتمد على وضع الحكومة الإسرائيلية؛ الأمر الذي سيفتح الأبواب للمستوطنين في الأقصى".
وأكمل: "العامل الثاني هو التطبيع والدعم العربي ومحاولات تشجيع الديانة الإبراهيمية وتجسيدها في الأقصى وبالتالي إيجاد موطئ قدم لليهود في الأقصى".
واستطرد: "العامل الثالث هو انشغال المجتمع الدولي بالحرب الأوكرانية، أبعد الأضواء عما يجري في القدس، الأمر الذي يرفع مستوى الخطر".
وتابع: "لكِن يبقى هناك عوامل أخرى معاكسة، متمثلة بموقف المقاومة الفلسطينية، والتخوف من ردة فعل الشارع الفلسطيني في القدس والضفة وغزّة والداخل، وجميعها براميل بارود يُمكن أنّ تنفجر في وجه الاحتلال".
وختم خاطر حديثه، بالقول: "إنَّ الاحتلال قراره مرتبط بهذه العوامل مجتمعة، وفي هذا العام يمتلك أوراق لصالح المستوطنين لم تكن بهذه القدر في السنوات السابقة".