تونس .. عام 2015 الأكثر دموية في التاريخ الحديث للبلاد

838325260
حجم الخط

رأى التونسيون أن عام 2015 هو العام الأكثر دموية في التاريخ الحديث للبلاد، التونسية التي عاشت سقوط مئات القتلى، جراء تصاعد موجة الإرهاب التي ضربت تونس هذا العام، حيث فارق العام الجاري، أرواح العديد من الجنود والأمنيين والسياح والمدنيين من جنسيات مختلفة، إلى جانب سقوط العديد من الجرحى جراء عمليات إرهابية، وتوفي خلال الموسم الجاري من شعيرة الحج، عشرة حجاج تونسيين، من بينهم اثنان توفيا في حادثة التدافع بمشعر منى في مكة المكرمة.

سنة “الحصاد العظيم”، كما وصفها البعض، غيّبت أيضاً أسماء فنية وسياسية وحقوقية وإعلامية معروفة في تونس وخلفت الحسرة والوجع.

وعاش التونسيون، -المنهكون أصلاً -جراء الوضع الاقتصادي المتردي، على وقع عمليات إرهابية متواترة، استهدفت الأمنيين والعسكريين وأوقعت بعض الأفراد، لكن صدمتهم كانت كبيرة أمام تصاعد موجة الهجمات الإرهابية.

فالضربات التي هزت العاصمة تونس ومدينة سوسة، كانت انتقالاً في جغرافية الإجرام الإرهابي من الأطراف إلى المركز، لتسجل ارتفاعاً كبيراً في عدد الضحايا.

وخلف الهجوم المسلح على متحف “باردو”، (مارس/ آذار) الماضي 23 شخصاً، أغلبهم من دول أوروربية، وآخر من قوات مكافحة الإرهاب التونسية، إضافة إلى منفذي العملية التي جرح فيها 45 شخصاً.

ووصفت عملية “باردو” بأنها الأخطر والأعنف، فهي أول عملية من نوعها تضرب بصفة مباشرة القطاع السياحي في تونس، في حين كانت العمليات الأخرى تستهدف قوات الأمن والجيش.

واهتز التونسيون 24 نوفمبر 2015 من هول العملية الإرهابية الغادرة التي ذهب ضحيتها 12 أمنياً، ففي حادثة هي الأولى من نوعها في تونس أقدم انتحاري على تفجير نفسه داخل حافلة مخصصة لنقل أفراد الأمن الرئاسي، وذلك على بعد حوالي 200 مترا من مقر وزارة الداخلية.

سنة 2015 كانت سنة دموية وعصيبة على التونسيين الذين يتطلعون للأفضل، ويبقى الخوف قائماً وهي تلفظ أنفاسها الأخيرة أمام تهديدات إرهابية لا تتوقف.

موجة حزن إجتاحت قلوب التونسيين أيضاً على فقدان أسماء معروفة كان لها عطاؤها ووقعها وتأثيرها في تونس، إذ فقدت الساحة الفنية سنة 2015 الفنان التشكيلي الكبير محمود السهيلي، وهو من أكبر المجددين في الفن التشكيلي التونسي.

وغادر الفنان الهادي القلال عن سن تناهز 83 سنة بعد مسيرة فنية حافلة، كما رحل سنة 2015 الفنان الزين الصافي أحد رموز ما يعرف بالأغنية البديلة عن عمر 55 عاماً.

ونعت الساحة الفنية فنانتها الشعبية الكبيرة فاطمة بوساحة التي وافاها الأجل هذه السنة، وبعد صراع مع المرض الخبيث غيب الموت الممثلين القديرين منية الورتاني وأحمد السنوسي.

وفقدت الساحة الإعلامية التونسية المناضل اليساري البارز، والكاتب الصحفي الهاشمي الطرودي بعد معاناة مرضية عن عمر يناهز السبعين عاماً، والصحفي بقناة “حنّبعل” لطفي السلامي ، وفي ظروف غامضة توفي المدون والصحفي التونسي حسام السعيدي في الجزائر، فيما غاب عن الساحة الحقوقية الناشط الحقوقي التونسي القاضي مختار اليحياوي.