أكّد القيادي في حركة فتح، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأمريكية بجنين، جمال حويل، على أنَّ قوة ردع المقاومة في مدينة جنين ومخيمها الذي لا تتجاوز مساحته 1 كيلومتر مربع، هي السبب وراء عدم اقتحام الاحتلال الإسرائيلي للمدينة، وإعادة فتح حاجز الجلمة.
وقال حويل، في حديثٍ خاص بوكالة "خبر"، اليوم السبت: "إنَّ الاحتلال أدرك بأنَّ استمراره في فرض العقوبات الاقتصادية على جنين؛ سيؤدي إلى وجود العشرات مثل الاستشهادي رعد خازم، كذلك والده فتحي المختفي تمامًا عن أعين الاحتلال؛ لذلك تراجع عن عقوباته لتخفيف الاحتقان".
وأضاف: "إنَّ الاحتلال حاول بعد معركة جنين عام 2002، بكل الطرق من خلال الرشاوي والإغراءات الاقتصادية، إبعاد أهالي جنين عن قضيتهم الرئيسية وهي الحرية والاستقلال لكِنه فشل بذلك".
وأكمل: "مسؤول الرباعية الدولية آنذاك توني بلير، ووزيرة الخارجية الأمريكية في ذلك الوقت كوندليزا رايس، زارا جنين أكثر من رام الله، وأعلنا عن رغبتهما في تحويل جنين من "مركز للإرهاب" إلى " نموذج للسلام"، لكِن السلام لا يكون إلا بحل سياسي ودون ذلك غير ممكن".
وبالحديث عن زوال الخطر عن المقاومين بعد تراجع الاحتلال عن اقتحامه للمدينة، شدّد حويل، على أنَّ المقاومين حذرين؛ لأنَّ الاحتلال طبعه الغدر والجبن وارتكاب أفظع المجازر في كل الأوقات سواء كان المعبر مفتوحًا أم مغلقًا، مُستدركاً: "ربما يكون عدم اقتحام جنين، تمويه للقيام بضربه هنا وهناك ضد المقاومين".
وأشار إلى أنَّ المقاومين مع استمرار الحركة التجارية في المدينة؛ لأنّهم من بين الناس ومن قلب المدينة، مُوضحاً أنَّ الاحتلال يُحاول الاستفراد بكل منطقة لوحدها؛ لكِن التكامل بين المقاومين خلق قوة ردع للاحتلال سواء في غزّة أو جنين، الأمر الذي دفعه للتراجع عن اقتحامه لجنين؛ حتى لا يتحمل أيّ تكلفة عسكرية وأمنية في ظل التغيرات التي تشدها المنطقة والعالم، وعلى الرغم من ذلك فإنّه من الممكن أن يرتكب فظائع في غزّة أو الضفة بأي وقت.
وبيّن أنَّ المقاومة موحدة في الميدان؛ لكِن القادة السياسيين لا يجسدوا الوحدة السياسة لأبطال التنظيمات في الميدان، مُعتبراً أنَّ استمرار الانقسام بمثابة "غباء سياسي"، لأنّه من مصلحة التنظيمات الذاتية أنّ تتوحد.
وختم حويل حديثه، بالقول: "شعبنا الفلسطيني ينتظر تجسيد الوحدة بين كافة فصائل العمل الوطني بدون استثناء؛ من أجل وضع استراتيجية شاملة لمواجهة الاحتلال وتقصير عمره؛ والقضاء على الاحتلال الذي يُريد تدمير الشعب الفلسطيني وشطب قضيته".