ذكر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن العملية الروسية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، والممتدة منذ أكثر من شهرين، تساهم في عملية تحرير العالم من الاضطهاد الاستعماري الجديد الذي يقوم به الغرب، وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية.
وقال في مقابلة مع وكالة أنباء (شينخوا) الصينية، اليوم السبت: "أولئك الذين ينتهجون نهجا مستقلا في السياسة الداخلية والخارجية، يحاول الغربيون قمعهم بأكثر الأساليب وحشية"، مضيفًا: "وليس فقط ضد روسيا. نحن نرى كيف يتم فرض تفكير الكتلة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ وبروح عقيدة مونرو القديمة، تسعى الولايات المتحدة إلى إملاء كيف وبأية معايير العيش في أمريكا اللاتينية، والضغط المستمر على بيلاروس. هذه القائمة يمكن أن تستمر".
وأعرب لافروف عن ثفته بأن محاولات "الغرب الجماعي" لوقف المسار الطبيعي للتاريخ وحل مشاكله على حساب الآخرين محكوم عليها بالفشل، لأن العالم الحديث متعدد الأقطاب: "يتمتع كل فرد بحرية حقيقية في الاختيار، بما في ذلك طرق التنمية والمشاركة في مشاريع التكامل. كما تساهم عمليتنا العسكرية الخاصة في أوكرانيا في عملية تحرير العالم من الاضطهاد الاستعماري الجديد للغرب، الممزوج بشدة بالعنصرية والتدخل مجمع التفرد.
وأفاد بأن الغرب وتوابعه يحاولون أن يكونوا "حكما لمصير البشرية" مضيفا :"لقد وصل الأمر إلى نقطة أن الأقلية الغربية تحاول استبدال الهيكلية المركزية للأمم المتحدة والقانون الدولي الذي تم تشكيله نتيجة للحرب العالمية الثانية بـ" نظام قائم على القواعد .واشنطن وحلفاؤها يكتبون هذا بأنفسهم ثم تفرضها على المجتمع الدولي باعتبارها ملزمة، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة وحلفاؤها تنسى أن العالم متعدد الأقطاب "كلما تعامل الغرب بشكل أسرع مع الحقائق الجيوسياسية الجديدة، كان ذلك أفضل لنفسه وللمجتمع الدولي بأسره.
وأشار إلى ثفته في أن الخط الغربي المعادي لروسيا ليس له آفاق "في الولايات المتحدة الأمريكية، وبريطانيا، وكندا، ودول الاتحاد الأوروبي، لا يخفون هدفهم بـ"خنق" اقتصادنا ، وعرقلة المزيد من التطور التدريجي للبلد، قائلًا: "من الواضح أن هذا الخط المعادي للروس لا يمكن تبريره فقط بأي شكل من الأشكال، ولكن ليس له أيضا أي آفاق. وقد استعرض الرئيس فلاديمير بوتين ذلك، إذ صمدت روسيا أمام هذا الضغط غير المسبوق. الآن الوضع يستقر، على الرغم من أنه، بالطبع، لم تنته جميع المخاطر بالفعل".
وبين لافروف، أن الدوائر الحاكمة في الغرب لا تشعر بالحرج لأن العقوبات ضد روسيا بدأت بالفعل في إلحاق الضرر بالمواطنين العاديين في دولهم، كما أن الديناميكيات الاقتصادية في الولايات المتحدة والعديد من الدول الأوروبية آخذة في التدهور، والتضخم والبطالة في تزايد.
ووجه اتهاماًا للولايات المتحدة والناتو بتأجيج المشاعر المعادية لروسيا في أوكرانيا لفترة طويلة، معتبرين ذلك أداة لاحتواء موسكو، مضيفًا "في موضوع الأزمة في أوكرانيا، يجب أن نتحدث عن الخط التدميري طويل الأمد للدول الغربية بقيادة الولايات المتحدة، والذي كان أحد مكوناته التوسع الطائش لحلف شمال الأطلسي نحو الشرق، رغم الالتزامات السياسية بعدم توسيع التحالف".
ووفقًا لتصريحات لافروف، تعتزم واشنطن والاتحاد الأوروبي محاربة روسيا "حتى آخر أوكراني"، فهم غير مبالين بمصير أوكرانيا كدولة مستقلة، مشددا على أن دول الناتو تبذل قصارى جهدها لمنع استكمال العملية الخاصة في أوكرانيا من خلال التوصل إلى اتفاقات سياسية بين موسكو وكييف.
وأكد الوزير، على أنه يتعين على الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي التوقف عن إمداد كييف بالأسلحة إذا كانا يريدان حقا حل الأزمة الأوكرانية، منوهًا إلى أن التشكيلات المسلحة الأوكرانية، باستخدام المدنيين كـ "درع بشري" ، تنفذ "قصفا بربريا على المدن" ، وأيضا تسخر من أسرى الحرب الروس، وتنشر ذلك على الإنترنت.
وختم بالقول: "وفي الوقت نفسه، بمساعدة رعاتهم الغربيين ووسائل الإعلام العالمية التي يسيطر عليها الغربيون، يتهمون الجيش الروسي بارتكاب جرائم حرب.. فقد حان الوقت للغرب للتوقف غير المشروط عن "التبييض" وتغطية كييف (دعمها)، وإلا فإن واشنطن وبروكسل والعواصم الغربية الأخرى يجب أن تدرك مسؤولية التواطؤ في الجرائم الدموية.