هدايا "إعدام شيرين" بيد "الفاشية اليهودية"..هل تستكمل ام تغتال مرتين!

1638599527-781-3.jpg
حجم الخط

كتب حسن عصفور

 دون أن تفكر يوما بما كان..سجلت شيرين أبو عاقلة يوم 11 مايو 2022 باعتباره تاريخا فلسطينيا خاصا، يوم إعدامها بيد القوات الفاشية اليهودية، لن يتم مسحه من "الذاكرة الإنسانية" العالمية، ولعلها المرة الأولى منذ بدء العملية الروسية في حرب أوكرانيا، يصبح الخبر الأول في كل ما له صلة بعالم الأخبار فلسطينيا خالصا دون منافس.

منذ اغتيال الخالد ياسر عرفات بيد قتلة شيرين فاشيي العصر الحديث في دولة الكيان، لم يستحوذ خبرا فلسطينيا على الواجهة الإعلامية – السياسية وبشكل تعاطفي مطلق، دون التباس كما حدث مع "إعدام شيرين"، لم تبق مؤسسة أو كيان معلوم ودول تمثل الغالبية المطلقة من أعضاء المنظومة الدولية، دون أن تدين، تستنكر وتطالب بكشف الحقيقة، ما أجبر أمريكا بمؤسساتها المختلفة أن تدين القتل دون ان تدين القاتل، ودون غيرها حاولت ان تجد مسافة بين القتل والقاتل، كونها تعلم تماما أن العاطفة الإنسانية العالمية لا يمكن أن تقبل الصمت، فهربت الى تلاعب لغوي بعيدا عن الإجراء السياسي – القانوني.

"إعدام شيرين"، الحدث الذي هز البلادة الكونية تجاه الخبر الفلسطيني، والذي كاد ألا يكون له مكان، لولا بعض "نتوءات ساخنة" تسللت الى زوايا ضيقة في مواقع الخبر العام، وتلك الهدية الأولى الكبرى التي قدمتها "فقيدة فلسطين" لقضيتها، كأنها تواصل عملها دون رحيل.

"إعدام شيرين"، اجبر دولة الفصل العنصري، وجهازها الفاشي على التراجع عن القيام بعملية اقتحام جنين وارتكاب مجازر وتصفيات وإعدامات ميدانية، تستهدف من رفع قبضه رفضا للغزو والخنوع الذي سيطر على المشهد طويلا، فأمام جسد الراحلة توقفت دبابات العدو القومي، وتراجعت مكرهة ورعبا وكأن جسدها تحول "الى السد المانع" في طريق الإرهاب الجديد.

"إعدام شيرين"، فتح الباب واسعا لإحياء وتسريع التحقيق في جرائم الحرب التي ترتكبها الفاشية اليهودية وكيانها العنصري، بكل الأشكال الممكنة، بما فيها تشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة، كما حدث مع اغتيال الراحل الكبير رفيق الحريري، لجنة يمكنها أن تمنح قوة مضافة للشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية الكبرى.

"إعدام شيرين"، فتح الباب على ما سبق من جرائم حاولت أمريكا ودولة التطهير العرقي في تل أبيب الهروب منها والمخزن الأرشيفي مملوء بها، وألقت ضوءا عملوا كثيرا لئلا يشعل، فكان الحدث الذي لم يكن ضمن حسابهم.

"إعدام شيرين"، أربك "مؤقتا" مؤامرة الاغتيال التي خططتها "الفاشية اليهودية" ضد قيادات فلسطينية، داخل بقايا الوطن، وخاصة في قطاع غزة وخارجه، علها تعيد تركيب "المشهد القيادي الفلسطيني" وفقا لمخطط سياسي يرسم في دوائر الظلام.

"إعدام شيرين"، وضع دولة العدو في حالة من الارباك والتلعثم الإعلامي لم ينفعها كثيرا كل ما حاولت ان تفعله، نكرانا وتجاهلا للحقيقة فهزمت بها أسرع مما توقعت، وبدأت هزيمة روايتها من ذاتها بتخبط اتهام غيرها لتبدأ تتراجع خطوات غير منظمة.

"إعدام شيرين"، تحول الى حالة رمزية وطنية لتكون أول صحفية – صحفي فلسطيني يتم تشييعه في 4 مدن رئيسية، جنين، نابلس، رام الله والعاصمة المقدسة وطنيا ودينيا، وأول مراسم وداع رسمية بمشاركة رئيس السلطة وقادتها.

"إعدام شيرين"، حرك المشهد الوطني الفلسطيني تفاعلا ونشاطا تحت راية واحدة، فهزم جسدها "راية الجاهلية الحزبوية"، لصالح راية وطنها، التي احتلت سماء فلسطين وكل من خرج حاملا صورتها وبجانبه علم وطنها، وذلك مشهد غاب طويلا بعدما أنهكت "الجاهلية الفصائلية" الوعي العام، وشوهته الى حد القرف الوطني رغم كل نقاب حاولت قوى الجاهلية الاختباء تحته.

"إعدام شيرين"، منح الرسمية الفلسطينية ما لم تحسب له حسابا دون ان تصاب بأي خسارة ذاتية، لتقود هجوما سياسيا حقيقيا من أرض فلسطين الى كل مكان ممكن، وليصبح يوم 15 مايو 2022 "يوم نكبة سياسية" على دولة الفصل العنصري وطغمتها الفاشية...

"إعدام شيرين"، حدث لن يبق الحديث عنه كل الوقت بالتأكيد، ولكن لا يجب أن ينتهي اغتيالها بمرور الوقت، ويصبح ناسيا منسيا وخبرا في "الذاكرة الإنسانية"، يعاد بين حين وآخر.

"إعدام شيرين"، حدث ..خبر.. وقاطرة...فأي منها ستختار قيادة الرسمية الفلسطينية تفاعلا...؟

ملاحظة: انحطاط الجاهلية الفكرية وصل قمته بفضح ذاتهم في التعامل مع "إعدام شيرين"..جهلة  ينصبون ذاتهم حكاما لمن يجب أن يحاكمهم..هل عرفتم لما تحرص دولة العدو على وجودهم وتغذية انتشارهم بكل ما أتيح له من قدرات!

تنويه خاص: الوسام الأعلى الذي تنتظره "شيرين" من الرئيس عباس ليس نجمة وقلادة للصورة، بل وساما كفاحيا للتاريخ الوطني...!