افتتحت دائرة شؤون اللاجئين بمنظمة التحرير الفلسطينية والمركز الفلسطيني للثقافة والابداع وجمعية الشبان المسيحية مساء اليوم الأوبريت الوطني والمعرض الفني التشكيلي عائدون بمشاركة 130 رساماً وذلك في قاعات جمعية الشبان المسيحية بمدينة غزة برعاية الرئيس محمود عباس.
وحضر حفل الافتتاح عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية رئيس دائرة شؤون اللاجئين د. احمد أبو هولي، ورئيس المركز الفلسطيني للأبداء والثقافة مصطفى اللقان ومقرر اللجنة الثقافية في جمعية الشبان المسيحية الياس الجلدة والفنان التشكيلي الكبير فتحي غبن وأعضاء الأمانة عن الاتحاد العام للكتاب والأدباء وممثلي عن المراكز الثقافية ورؤساء وأعضاء اللجان الشعبية، ولفيف من الفنانين والرسامين والمثقفين والكتاب والناشطين والصحفيين وحشد كبير من أبناء شعبنا الفلسطيني.
وأكد د. "أبو هولي" في كلمته بان منظمة التحرير الفلسطينية ستبقى صمام الأمان في الحفاظ على الحقوق الفلسطينية والثوابت الوطنية، وفي حماية القدس وحق العودة من المؤامرات التي تستهدفهما لافتاً بان المنطقة لن تنعم بالاستقرار طالما الاحتلال الإسرائيلي جاثماً على الأرض الفلسطينية وحق العودة معطلاً.
وأوضح أن إقامة معرض الفن التشكيلي يأتي ضمن أنشطة وفعاليات احياء الذكرى (74) لنكبة فلسطين، لافتاً الى ان هذا المعرض جاء تحت شعار عائدون لنؤكد على ان العودة هو حق مقدس لا يسقط بالتقادم وباننا حتماً عائدون الى فلسطين عائدون الى ارض آبائنا وأجدادنا التي طردوا منها عنوة تحت قوة السلاح والمجازر الدامية في العام 1948 على يد العصابات الصهيونية".
وقال: "إرتأينا ان نخاطب العالم بكل اللغات بلغة السياسة ولغة الفن ولغة الرياضة ولغة الصورة التي تستحوذ على العقول والقلوب، وقادرة بنقل رسالة شعبنا بتمسكه بحقه في العودة وتقرير مصيره وبعدالة قضيته لقطاعات متعددة واجناس مختلفة من البشر وبلغاتهم المتعددة، فرُب صورة تُغني عن الف كلمة".
وأضاف د. أبو هولي: أن الصورة افضل من الالاف الكلمات وان الصورة تستطيع ان توصل عدالة شعبنا لكل أصقاع الارض صورة الشهيد والقدس واللاجئ وصورة شرين ابو عاقلة التي ولدت بالقدس لتستشهد بالمخيم لتربط قضيتين مركزيتين ثوابت القضية الفلسطينية القدس درة التاج بالمخيم وحق العودة هذا الحق المقدس، هذا الارتباط رُبط بالدم"
أكد د. أبو هولي بان الاحتلال الإسرائيلي لا يفرق بين مسلم ومسيحي وبين صحفي ولاجئ وبين الثائر والمواطن فكل من ينتمي الى فلسطين مستهدف من هذا المحتل الغاصب.
وأشار إلى أن المعرض شمل عشرات اللوحات الفنية التي ابدع الرسامون الشباب ذكوراً واناثاً في رسمها بريشتهم فجسدوا انفعالاتهم ونقلوا أحاسيسهم للوحة التي رسموها بعمق انتمائهم لهذا الوطن وتجذر شعبنا في ارضه منذ الازل وفي تثبيت الرواية والهوية الوطنية والتراث الفلسطيني التي عمد الاحتلال الإسرائيلي على سرقته وتسويقه حول العالم على أنه تراث إسرائيلي ، واسقطت مقولة الاحتلال الإسرائيلي بان الكبار يموتون والصغار ينسون.
وقال: "الشباب هم من يعبدون الطريق نحو العودة والحرية والاستقلال بلوحاتهم الفنية اطلقوا اليوم مئات الألاف من الكلمات والرسائل بان هذا الشعب الفلسطيني سيبقى متجذراً في ارضه متشبثاً بحقه العادل في العودة الى دياره التي هجروا منها عام 1948" لافتاً الى ان الرئيس محمود عباس رئيس دولة فلسطين يولي اهتماماً كبيراً بالشباب ويؤكد دوماً بان المستقبل للشباب الذين سيحملون الأمانة في الحفاظ على الحقوق وبناء الدولة.
وشكر د. أبو هولي في كلمته كل من شارك في كلماته ورسماته وابداعاته في انجاح هذا العرس الوطني المنطلق من احياء فعاليات ذكرى النكبة كما وشكر مجلس إدارة المركز الفلسطيني للثقافة والابداع ورئيس مجلس إدارة جمعية الشبان المسيحية سهيل ترزي وكافة أعضاء الجمعية على استضافتهم للمهرجان، لافتا الى ان جمعية الشبان المسيحية هي مؤسسة عريقة بتاريخها الممتد لأكثر من نصف قرن واحتضن فعاليات رياضية وثقافية واجتماعية ووطنية فلها كل الحب والاحترام والتقدير على استضافتها للمعرض.
من جهته أكد "اللقان" على أن جاءت فكرة المعرض لنقل رسالة شعبنا الفلسطيني الى العالم من خلال الفن والصورة مؤكداً بان النكبة الفلسطينية هي ذكرى اليمة على شعبنا، وتشكل الوجع الفلسطيني الذي يجب تذكير العالم به والمطالبة بحقنا العادل في العودة الذي لا يسقط بالتقادم.
وشكر دائرة شؤون اللاجئين ورئيسها د. احمد أبو هولي على ما يقدمونه من دعم واسناد لإنجاح مسيرة الابداع والفن في المحافظات الجنوبية.
من جهته رحب "الجلدة" بالحضور مؤكداً بان جمعية الشبان المسيحية ستبقى بيتاً مفتوحاً لكافة أبناء الشعب الفلسطيني مسيحيين ومسلمين، وان كافة امكانياتها ستبقى مسخرة لخدمة القضايا الوطنية وخدمة قضايا الفن والادب والابداع والثقافة.
وتابع: "نحن سعداء في إقامة هذا المهرجان في قاعات جمعية الشبان المسيحية لإحياء ذكرى النكبة ، التي لا تزال جرحاً غائراً لا يلتئم الى بالعودة الى فلسطين الى قرانا ومدننا التي احتلها الاحتلال الإسرائيلي عام 1948".
وثمن عمل دائرة شؤون اللاجئين في خدمة اللاجئين الفلسطينيين مؤكداً ان هذا المهرجان نقطة انطلاق لتعزيز الشراكة معها في خدمة القضية الفلسطينية، مشيداً بجهود رئيسها د. احمد أبو هولي.
وتخلل المهرجان عرض اوبريت يحاكي النكبة أعده الشاعر د. سعيد السعودي، وتفاعل الحضور مع الدبكة الشعبية والأغاني الوطنية والثورية بمشاركة فرقة نشامى البادية، وجال الحضور برفقة د. أبو هولي في اجنحة المعرض والاستماع من الرسامين عن قصة ومضمون كل صورة.