هل هي حالة الانقسام.. الاشاعات.. الفوضى.. صعوبة الانجاز.. تجاهل الرموز في حياتنا هي ما تجعلنا نتوه في رسم رمز يعبر عن فلسطين، رمز تم اختياره شعاراً للدولة وللحلم الفلسطيني بكل تفاصيله الذي يعبر عنا بشكله وألوانه كل على هواه، وقد يستميح "البعض" عذراً للفرد أن يخطئ رسم شعار دولة فلسطين، على اعتبار أنه خطأ مطبعي أو املائي أو اياً كان، لكن أن تخطئ المؤسسات الرسمية الفلسطينية برسم شعار دولة فلسطين من حيث المنقار وشكل الأرجل، وفي ألوان العلم الفلسطيني بداخله، فإن هذا ما نحسد عليه! بل وأن تخطئ مؤسسات تعتبر مصدر المعلومات في التعريف بفلسطين وشعارها وأبعاده وأصوله فهذا أيضاً غير مقبول في خضم الحالة الوطنية التي نحاول فيها استرجاع ولو حبة رمل من أرضنا!
ومن أبرز الاستخدامات الخاطئة والتي بدلاً من أن يكون داخل النسر اللون الأخضر للعلم الفلسطيني إلى اليسار، كان إلى اليمين وهو ما غير معالم وتفاصيل العلم الفلسطيني والشعار الرسمي لدولتنا، ومنها وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" في تعريفها عن الشعار في مركز المعلومات التابع لها، فكيف للباحث وللمؤسسات الباحثة عن شعار فلسطين أن تعتمد على صورة مغلوطة؟
والمفاجأة كانت موقع مجلس الوزراء الذي أخطأ أيضاً في استخدام الشعار... كما أن وزارة الاعلام استخدمت الشعار الصائب كأساس صفحتها الإلكترونية فيما استخدمت الخاطئ في أخبار أخرى في الصفحة، ومثلهم سلطة جودة البيئة ووزارة الاقتصاد الوطني ووزارة النقل والمواصلات ووزارة التربية والتعليم العالي.
ولم تسلم من الخطأ طوابع ايرادات تستخدم في معاملة جواز السفر بكل ما تعنيه رموز السيادة في الطابع والجواز، فيما سلمت مواقع أخرى من الخطأ مثل موقع مكتب الرئيس ووزارة الاتصالات ووزارة الشؤون الخارجية، ولم تسلم المركبات الحكومية من هذا الخطأ، ولا حتى المؤسسة الحامية لهذا الشعار وللسيادة الفلسطينية، حيث طبع الشعار على يسار يد الشرطي صحيحاً وعلى صدره خاطئاً وعلى سيارات الشرطة خطأ، وحيث تقال كلمة الفصل أي في المحاكم الفلسطينية الخطأ متواصل وعلى مدخل النيابة العامة في مجمع المحاكم في رام الله..
كما لم تسلم المواقع الإلكترونية التابعة لحركة حماس من الأمر في مواقع الكترونية عديدة لها ولحكومتها الانقلابية.
الشعارباختصارهو النسر الفلسطيني بمواصفات وأبعاد واضحة موجودة لدى الفريق الوطني للمعلومات التابع لمكتب الرئيس والذي بذل جهوداً في رصد عشرات الأخطاء في هذا المجال عدا عن المراسلات للمؤسسات الوطنية بضرورة التعديل وعدم قانونية الوضع القائم والتي تغير من شكل الشعار، إلا أن المواقع الالكترونية ومنها "وفا" أخطأت في شرح تفاصيله بأنه نسر صلاح الدين الأيوبي، بينما شعار الدولة الأيوبية هو صقر وليس نسرا..
ويبدو أن المرسوم الرئاسي رقم (3) لسنة 2013 بشأن اعتماد شعار "الصقر العربي" تحت مسمى فلسطين، صقر وليس نسرا فيما كان جاء في كتاب رئاسة الوزراء اعتماد النسر وليس الصقر! ويبدو أن الحقيقة مختلفة حسب دراسة للتوجيه السياسي والوطني ومفادها أن النسر رمز فلسطيني خالص أولاً -قبل أن يكون أيوبياً-، إلا أنه النسر الذهبي والذي يعتبر وجوده في الطبيعة الفلسطينية فريداً وهو ما يميزها حسب باحثي جمعية الحياة البرية - ولا تتجاوز أعداده حالياً العشرة أزواج، يصل ارتفاعه عن الأرض المتر وعرض أجنحته أثناء طيرانه تصل إلى 230 سم، شوهد النسر عام 2010 في وادي القلط شرق القدس لأول مرة منذ تاريخ البحث العلمي الفلسطيني.
النسر الذهبي هو ملك الطيور في المنطقة يلاحقها البيئيون الفلسطينيون بالتعاون مع رجال المخابرات كما تؤكد جمعية الحياة البرية بل إن قوات الاحتلال الاسرائيلي اقتحموا الخليل لمعرفتهم بأن مواطنا فلسطينيا بحوزته هذا الطائر، إن النسر يأخذ بعداً دراميا حيث يباع بيضه في السوق السوداء إن وجد طبعاً.
أما العلم الفلسطيني فكان أول استخدام فلسطيني مسجل له من قبل الحركة الوطنية الفلسطينية عام 1917 وأعيد ترتيب ألوانه كما هو اليوم واعترفت به جامعة الدول العربية، لذا فإن كل أركانه ذات دلالة وذات سيادة رفيعة المستوى، وتستغرق وقتاً وبحثاً قبل أن يتم التوافق عليها، ناهيكم عن شكل النسر والذي يكون كل مرة بشكل مختلف فمرة تكون ساقاه على شكل كوفية تفصلها ثلاثة خطوط طولية، ومرة تكون أمواجا بحرية – ان صح التعبير-، كما أن منقار النسر معروف أنه معكوف إلى الأسفل بعكس الصقر فكيف يكون مرة معكوفاً ومرة لا؟ لابد للمستوى الشياسي حكومة وشعباً أن يعي أن شعار أي دولة وأي مؤسسة حتى هو أيقونتها وشعاع الضوء الذي يميز مؤسسة عن أخرى.
النسر وهو شعار الدولة يشبه شعارات عدة دول عربية منها مصر وليبيا واليمن والعراق، مع اختلافات في تفاصيله وخاصة العلم داخل النسر، وقد استوحت الدول العربية نسورها من شعار الدولة الأيوبية، وفي مصر تحديداً تغير شعارها عدة مرات تبعاً للمناخ السياسي فكان نسراً أحمر كأول شعار يعبر عن مصر في عهد الدولة الأيوبية بعد القضاء على الدولة الفاطمية، وفي عهد عبد الناصر كان في صدر النسر هلال وثلاثة نجوم مع خلفية خضراء تدل على أن الاسلام هو الدين الرسمي والثلاثة نجوم الأخرى تمثل الديانات الرئيسة في مصر، وخلال الوحدة مع سوريا صار في وسطه نجمتان تمثلان مصر وسوريا، ثم تغير مرة أخرى في عهد السادات وفي عهد اتحاد الجمهوريات العربية مصر وسوريا وليبيا، وفي عهد مبارك اعتمد الشعار الحالي.
فماذا عن التغييرات في الشعار الرسمي لدولة فلسطين سيما أهم مكوناته؛ "العلم" هل هو رمز للفوضى؟! الأمر بسيط انظروا صورة العلم المرفق فحين يستخدم في الشعار يقلب العلم ويصبح رأس المثلث الأحمر إلى الاسفل، وهذا يعني أن يكون اللون الأسود إلى اليمين؟ بسيطة!