أعلن نائب الأمين العام للجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين، جميل مزهر "أبو وديع"، اليوم الأربعاء، عن نتائج المؤتمر الوطني الثامن للجبهة في مؤتمر صحفي عُقد بفندق "الكومودور" بمدينة غزّة.
وقال مزهر خلال حديثه بالمؤتمر: "إنّه ووفاءً للحركة الأسيرة ومكانتها الوطنية وخنادق تموضعها الأولى في مواجهة الاحتلال وإرهابه، ووفاءً للقائد النموذج الذي حمل الأمانة وكان وفياً للشهيد الرمز/ أبوعلي مصطفى اتخذ المؤتمر قراراً بالاجماع بالتجديد الاستثنائي للرفيق الأمين العام أحمد سعدات، خاصة وأن النظام الداخلي للجبهة حدد فترة اشغال مهمة الأمين العام ونائبه والمكتب السياسي بدورتين متتاليتين، وأكد المؤتمر على احترام النظام وعدم المساس به، أو إجراء أي تعديلات عليه فيما يتعلق بأعضاء المكتب السياسي".
وأضاف: "إنَّ المؤتمر شمل ساحات العمل في الخارج وقطاع غزّة والسجون، ونظراً لخصوصية الضفة وحجم الملاحقة والمطاردة والاعتقالات والاستهداف المستمر ، خَولّ المؤتمر الهيئات القيادية المنتخبة بإجراء الترتيبات والخطوات اللازمة لضمان تمثيل الضفة الكامل بكل الهيئات القيادية المنتخبة اللجنة المركزية العامة والمكتب السياسي ولجنة الرقابة، وبما يراعي أوضاعهم، ويضمن حضورهم وتفاعلهم في مختلف القضايا".
وأكّد على أنَّ الجبهة الشعبية ستبقى عصية على الاقتلاع والتصفية، مُحذّراً الاحتلال من الاستمرار في سياساته وإجراءاته التي ستواجهها قواعد الجبهة بعقيدة المقاومة التي أنجبت أبطال عمليتي دير ياسين وعين بوبين وعشرات الشهداء والمقاومين.
وتابع: "إنَّ قيادة الجبهة استمرت في تقديم النماذج الديمقراطية بالتخلي عن المراكز القيادية الأولى، التزاماً بالنظام وتغليباً للديمقراطية، وافساح المجال لضخ دماء شابة جديدة، وعلى رأسهم نائب الأمين العام القائد أبو احمد فؤاد، والرفاق أعضاء المكتب السياسي/ ليلى خالد، د.مريم أبو دقة، ماهر الطاهر، أبو علي حسن، مروان الفاهوم، غازي الصوراني، وأعضاء اللجنة المركزية العامة، الرفاق/ سميرة موسى، محمد طومان، ووديع أبو هاني، وعاطف عودة. وقبلهم الرفاق/ جميل المجدلاوي، يونس الجرو وعبد العزيز أبو القرايا وأبوعلي ناصر وكوكبة من الرفيقات والرفاق في مختلف الساحات تلك النماذج التي اقتدت بالنموذج والمثل والقدوة الأولى المؤسس الدكتور جورج حبش؛ الذي تخلى طواعية عن موقع الأمين العام. فكل التحية لهذه النماذج المشُرفة في مسيرة الكفاح والنضال، واعتبرت الجبهة بأن الحلقة التنظيمية حلقة مركزية من حلقات الكفاح والمقاومة لشعبنا، تستوجب من كل عضو في الجبهة الشعبية الالتحام في خطوط الاشتباك والمواجهة عبر ترجمة عضويته لعمل كفاحي منظم".
وأكمل: "جدّدت الجبهة تأكيدها على هويتها الطبقية والفكرية التقدمية، ومواصلة تبني هموم أبناء شعبنا بشكل عام والكادحين والفقراء منهم بشكل خاص باعتبارهم أصحاب المصلحة بالتحرير، بما يُمكّن حزبنا من توفير القدرة في كل الظروف على مواصلة المقاومة ودعمها وإعادة الاعتبار للبعد الجماهيري والشعبي للانتفاضة".
وأردف: "خلص التقرير الحزبي إلى الاحصائيات التالية: بلغت نسبة التجديد في اللجنة المركزية العامة 53%، ومتوسط أعمار العضوية فيها 55 عاماً، وبلغت نسبة التجديد في أمانة سر اللجنة المركزية العامة 100%، ومتوسط أعمار عضويتها 48 عاماً، وبلغت نسبة التجديد في المكتب السياسي 75%، ومتوسط أعماره 60 عاماً، وبلغت نسبة التجديد في لجنة الرقابة المركزية 44%، ومتوسط أعمارها 59 عاماً، وبلغت نسبة التوسع في عموم العضوية بالحزب 45%، ونسبة العمال 47%، والمرأة 25%، والشباب 61%، والمزارعين 13%، والمهنيين 22%".
واستدرك: "استناداً لرؤية الجبهة لطبيعة الصراع مع العدو الصهيوني، وحقيقة هذا الكيان وجرائمه المستمرة التي أسقطت كل أوهام التصالح أو التسوية معه بما فيها اتفاقيات أوسلو والتزاماتها السياسية والأمنية والاقتصادية، وقف المؤتمر أمام البرنامج السياسي للجبهة ليؤكد على الخيار الاستراتيجي بتحرير فلسطين، كل فلسطين من النهر إلى البحر، وإقامة دولة فلسطين الديمقراطية على كامل التراب الوطني الفلسطيني، كما عاهدت الجبهة الشعبية جماهير شعبنا في الوطن والشتات بأن عقيدتها الوحدوية ستبقى سلاحاً في مواجهة جماعات الانقسام وأصحاب المصالح، وستناضل مع القوى الحية والوطنيين والأحرار لإنهاء الانقسام الأسود واستعادة الوحدة الوطنية، وتحرير مؤسساتنا الوطنية من التفرد والهيمنة والاقصاء، والالتحام معاً في ميادين المواجهة والكفاح على امتداد الساحات بما يجسد الوحدة السياسية والميدانية لشعبنا".
وقال: "إنَّ المؤتمر أكد على مكانة منظمة التحرير الفلسطينية كمنجز وطني وممثل شرعي ووحيد لشعبنا تعمد بالدماء والتضحيات وعذابات الأسرى، وأكد على أهمية تخليصها من سياسات التفرد والهيمنة، ودعوة القيادة الرسمية للإفراج عن قرار الغاء الانتخابات الوطنية الشاملة كأداة لإعادة بناء النظام السياسي الفلسطيني وفي القلب منه منظمة التحرير الفلسطينية وذلك عبر إجراء انتخابات لمجلس وطني جديد لتمثيل جميع أبناء شعبنا في الداخل والخارج، وأكد المؤتمر على ضرورة وأهمية النضال من أجل إجراء الانتخابات في الجامعات والبلديات والاتحادات والنقابات بهدف تعزيز الحياة الديمقراطية، باعتبارها أداة لإصلاح ودمقرطة مؤسساتنا الوطنية، كما أكد على ضرورة تعزيز صمود شعبنا في مواجهة الاحتلال وعدوانه، مما يتطلب من الجهات الحكومية المسؤولة اتخاذ خطوات وإجراءات من شأنها الحد من الفقر والبطالة، بما يُخفف من معاناة وآلام شعبنا".
وأضاف: "جدّدت الجبهة تأكيدها على أن القدس ستبقى محور الصراع ودرة التاج، وقلب الهوية الوطنية الفلسطينية بكل أحيائها وازقتها ومقدساتها، وستبقى خطاً أحمراً لن يتسامح شعبنا مع أي تجاوز على أهلها ومقدساتها، وستقف الجبهة كما كل فلسطيني بالمرصاد للاعتداءات الإرهابية الصهيونية على القدس وأهلها وهويتها، وأكد المؤتمر على وحدة الدم والمصير ودعمها وشراكتها لشعبنا في الداخل الفلسطيني المحتل، المتجذر بأرضه، وباعتباره جزءاً أصيلاً وأساسياً في معركة التحرير والعودة، مشدداً على أن تصعيد عمليات المقاومة الفردية والشعبية والمنظمة طريقاً رئيسياً وناجعاً لمواجهة الإرهاب الاستيطاني الصهيوني وتحقيق الانتصار على العدو".
أما على الصعيد العربي، فقال مزهر: "إنّه أمام حالة الانكشاف للنظام الرسمي العربي بالتطبيع العلني مع الكيان الصهيوني والتحالف معه سياسياً وعسكرياً واقتصادياً في مواجهة قوى مقاومة المشروع الامبريالي الجديد القديم، ورغم محاولات الامبريالية وحلفائها لخلق هويات مذهبية وقبلية بديلة للهوية العربية التقدمية الجامعة لوحدة الأمة العربية ونهوضها وازدهارها، أكدت الجبهة على فشل كل المشاريع الهادفة لهزيمة قوى ومعسكر المقاومة، أو محاولات تدجين الجماهير العربية عبر التطبيع، ورأت بأن حرية الأمة ووحدتها ونهضتها لا يمكن أن يتحقق بدون وحدة القوى التحررية العربية لمقاومة هذه الهجمة الصهيونية الامبريالية الرجعية".
والصعيد الدولي، أوضح أنّه "أمام ما تحمله الساحة الدولية من تحولات من عالم أحادي القطبية إلى عالم متعدد الأقطاب، وبقدر ما ستكون مؤلمة باسقاطاتها السلبية على نضالنا الوطني والقومي وعلى شعوب العالم كافة، ستحمل في طياتها أيضاً ولادة نظام دولي جديد يفتح الباب أمام شعوب العالم خيارات نوعية جديدة لاختيار طريق نموها وتطورها، وتعزيز نضالها لتحقيق استقلالها السياسي والوطني والاقتصادي والثقافي، وانعتاقها من قيود التخلف والتبعية والخضوع لهيمنة الامبريالية. وفي هذا المناخ أيضاً تطرح فرصاً نوعيةً لانتعاش دور القوى اليسارية التقدمية والجذرية، وبناء أدواتها الكفاحية الأممية، وتوسيع دائرة ومساحة نضالها لبناء نظام دولي جديد قائم على التكافؤ بين الشعوب والاقتسام العادل للثروة، خالٍ من كل أشكال القهر القومي والطبقي والتمييز العنصري، وإن ما يجري على الساحة الدولية كشف عن توحش المعايير المزدوجة للعالم أحادي القطبية المتمثل بالامبريالية المتوحشة في تعاملها مع قضايا الشعوب، وهو ما يستوجب النضال القانوني والدبلوماسي والشعبي لاسقاط هذه المعايير، وكشف جرائم الامبريالية والصهيونية بحق الشعوب".
وفي ختام المؤتمر، قال مزهر: "ينتصب أمامنا تحديات كبيرة وعملاً شاقاً ومثابراً ودؤوباً، وفي ضوء ذلك نعدكم بأن نسير على خطى ودرب قادتنا ورموزنا، الحكيم جورج حبش، وأبو علي، ووديع وغسان وجيفارا غزة وأبو ماهر اليماني، ومها نصار وشادية أبو غزالة، وأبو أمل وصابر محي الدين والخواجا، ورباح مهنا وأبويحيى سليمان، وآلاف الشهداء ممن عمدوا طريق الثورة والنضال".