الشابة الفلسطينية لانا شاهين نموذج نسائي وقيادي، لم تستسلم للقيود المجتمعية والحصار، وخرجت من القوقعة وصولاً للعالمية.
مؤسسة فلسطينيات عقدت لقاءً بعنوان "تجربة إعلامية" باستضافة الصحفية لانا شاهين، حيث تضمن الحوار حول عملها في عدة محطات متنوعة منها: "تعلم اللغة الإنجليزية، وإدارة الأعمال، وصناعة المحتوى، وفترة الدراسة في الخارج، بجانب ذلك مرحلة العمل مع الكونغرس الأمريكي، بحضور مجموعة من الإعلاميات وعضوات المؤسسة"، لاسيما أن المرأة الفلسطينية تحاول الوصول إلى أعلى قمم النجاح بالإرادة وحب الاستكشاف.
وتمثل ذلك في عزيمة الصحفية لانا شاهين 27 عاماص، الحاصلة على أربع شهادات علمية وصولاً لدرجة الماجستير في الإعلام والصحافة من معهد الدوحة، كما خاضت عدة تجارب ثرية ساهمت في تطوير شخصيتها وقدراتها.
وحول كتابة المحتوى، قالت شاهين: "أنا دائماً أقول ليس بالضرورة أن أكون أول ما أحصل على الخبر وإنما مصادره صحيحة وصياغته سلسة، لقد كان بداياتي في قناة الجزيرة وأتذكر نصيحة أحمد عاشور حينما قال ليس من المهم أن نكون من أوائل القنوات في إصدار الخبر و لكننا نسعى لنشر معلومات صحيحة وصادقة بعيداّ عن الإشاعات و البلبلة".
وأكدت على اتباع قاعدتين في غاية الأهمية، الأولى القراءة والبحث الدقيق في أطر الموضوع، والثانية مصداقية المعلومات والمصادر، مضيفةً: "هنالك عبارة تقول كلما كان البحث أشمل يكون المحتوى أعمق، وكلما كانت القراءة أكثر كانت اللغة أفضل".
وعن أهمية تعلم لغات أخرى بجانب اللغة العربية، قالت: "لقد حصلت على منحة لدراسة تخصص الأدب الإنجليزي في جامعة إنديانا في الولايات المتحدة الأمريكية، و اكتسبت خبرات ومهارات جديدة، ومن المهم تعلم لغات أخرى بجانب اللغة العربية خاصةً الصحفيات الفلسطينيات وبالتحديد اللغة الإنجليزية".
وأوضحت أن تعلمها للغات أخرى بدأ بعدة خطوات أولها الاستماع ثم الترجمة، وصولاً إلى آخر خطوة وهي الكتابة.
أما عن تجربة السفر، فقالت: "نتفق أن السفر مهم لكل إنسان حيث كلما سافر أكثر تعلم أكثر، وبالرغم من أنني أراه جزء أساسي إلا أنه ليس شرطاً أن تسافر كي تصبح متعلماً وذو خبرة، وفي نفس الوقت تطويرك في العلم في الخارج يجعلك تنحرف عن مسار مجالك وتتقن هوايات جديدة، لذا السفر مجرد إضافة".
واستذكرت أول تجربة لها في السفر إلى أمريكا وصعوبة الحياة في البداية، والتشتت الذي راودها حول سرعة التعرف على الأماكن والجامعات، فقررت الذهاب إلى أجانب؛ لتعلم اللغة الإنجليزية وتصحيح أخطائها اللغوية.
وأردفت: "من الجميل عندما نستقر بعيداً عن العائلة ونخرج من القفص أن نعتمد على أنفسنا ونعيل شؤون أحوالنا، وبالتحديد الفتيات لابد أن يكونن بقدر المسؤولية ولديهن استقلال مادي ومعنوي، ليس بالضرورة أن يتزوجن ليمتلكن بيوتاً خاصة بهن ويديرن أمور حياتهن على الصعيد العملي والعلمي".
من جانبها، قالت الصحفية ماجدة البلبيسي خلال مداخلة الأسئلة: "حتى هذا اليوم أفكر بدراسة اللغة الإنجليزية حيث إنني أقرأ التقارير الإنجليزية وأحاول فك الأسطر، وفي نفس الوقت عظيم أن يمتلك كلاً منا مهارة جديدة، كما أنني أحب نماذج النساء القويات والقياديات وأعتز بهن".
وتساءلت: "أين قضايا المرأة في كتابة المحتوى؟، وكيف يمكن توصيل رسالة النساء الفلسطينيات من مناضلات، أسيرات، ربات المنزل باستخدام كلمات تحقق الهدف والشعور؟".
وختمت حديثها، بالقول: "هنالك جهل ليس بسيط حول القضية الفلسطينية، حيث إن العالم أجمع ينظر إلى فلسطين وكأنها دولة ذات تفاصيل رمادية اللون، وهذا الأمر يتطلب منا مجهود ومسؤولية كبيرة نحو توضيح النظرة والصورة الحقيقة عن فلسطين وشعبها لدول الخارج، وأشدد ندائي على ضرورة تعلم لغات عديدة لمخاطبة كل مجتمع بلغته حتى نحقق الهدف المطلوب".
وفي حديث خاص لمعدة التقرير، قالت شاهين: "سعيدة جداً بوجودي في مؤسسة فلسطينيات لأسرد تجربتي الخاصة في الصحافة والإعلام كوني فنانة تشكيلية أيضاً، وعلى صعيد حياتي الشخصية يُدرك من يعرفني كيفية انتقالي من مكان لآخر في مجال البحث عن هويتي، وكنساء في المجتمع الفلسطيني خاصةً في قطاع غزة لابد من التمسك بأهدافنا وأمنياتنا".
وفي رسالة للشابات، جاء فيها: "إن لم تجدِ نفسك في المكان الصحيح والذي تحبين، فاتركيه وابحثي عن المكان الذي ترين به نفسك بشكل صحيح و أفضل في أي مجالٍ كان".