أصدرت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، اليوم السبت، بيانًا صحفيًا في ذكرى اليوم الوطني لشهداء الجبهة الديمقراطية، الذي يُصادف اليوم الرابع من يونيو من كل عام.
وقالت الجبهة في بيانها: "نحيي هذا اليوم باعتباره ليس فقط يومًا لاستذكار الشهداء فحسب، على عظمة الذكرى وأهميتها، وليس فقط من أجل استعادة معاني تضحياتهم الكبرى على عظمة هذه التضحيات وتاريخيتها وليس فقط للوقوف أمام أضرحتهم على جلالة هذه الوقفة وقدسيتها بل وكذلك من أجل أن نجعل هذا اليوم وكل يومٍ في مسيرتنا النضالية محطةً من محطات التأكيد الدائم على التمسك بمسيرة النضال والكفاح والتضحية من أجل تحرير كل شبرٍ من أرضنا الفلسطينية المحتلة وإقامة دولتنا المستقلة كاملة السيادة على حدود، 5 حزيران/ يونيو 67 ، وعاصمتها القدس".
وأضافت: "من أجل الفوز بحق اللاجئين من أبناء شعبنا بالعودة إلى ديارهم وممتلكاتهم التي هجروا منها منذ العام 1948، ومن أجل الالتحام مع أهلنا في أراضي ال48 من أجل حقوقهم القومية وصون أرضهم وكرامتهم الوطنية في مواجهة سياسة التطهير العرقي والتمييز العنصري على يد المنظومة السياسية والأمنية لدولة الاحتلال".
وتابعت: إنّهم "تصاعدوا كل يومٍ في القدس، في أنحاء الضفة الفلسطينية المقاومة الشعبية الناهضة بكل أشكالها المتاحة تقدم الشهيد تلو الشهيد، والأسير تلو الأسير، ويتعزز صمود شعبنا في قطاع غزة المحاصر في تصدٍ أذهل العالم وقواه السياسية وفرض احترامه لشعبنا الفلسطيني ومقاومته الباسلة في مواجهة كل أشكال البطش الدموي والفاشي لقوات الاحتلال وعصابات المستوطنين من قتلٍ بالدم البارد واعتقالات جماعية ومصادرات للأرض وزحفٍ للاستيطان الاستعماري وتعطيل للحياة اليومية، بقيادة حكومةٍ فاشية على رأسها نفتالي بينت أحد رموز الاستعمار الاستيطاني الذي لا يتردد في إصدار تعليماته لجيشه ومستوطنيه من أجل المزيد من القتل والبطش وإهدار الدم الفلسطيني بلا حساب".
وأكّدت أنّه "بالمقابل ورغم علو همة المقاومة الشعبية بكل أشكالها الميدانية، مازالت القيادة السياسية للسلطة الفلسطينية تبني رهانها على وعودٍ أمريكية أكدت الوقائع مدى هشاشتها وكذبها وخلوها من أيةِ مصداقيةٍ بما في ذلك المكالمة الأخيرة لوزير خارجية البيت الأبيض، والتي ردت عليها دولة الاحتلال بمزيدٍ من القتل وهدم المنازل والاعتداء على مسيرات تشييع الشهداء وإغلاق المناطق وتعطيل الحياة اليومية لشعبنا".
ووجهت دعوة إلى "اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية للانعقاد فوراً من أجل الشروع في تنفيذ قرارات المجلسين الوطني والمركزي بما في ذلك وقف العمل بالمرحلة الانتقالية لاتفاق أوسلو، عبر سحب الاعتراف بدولة الاحتلال ووقف كل أشكال التنسيق الأمني معها، والانفكاك عن بروتوكول باريس الاقتصادي وعن كل الاتفاقات الموقعة مع إسرائيل. لقد تخلت دولة الاحتلال عن اتفاق أوسلو الفاشل وأسقطت كل التزاماتها ولم يتبقَ منه سوى الالتزام الرسمي الفلسطيني، إن مثل هذا الالتزام من جانب واحد هو في حد ذاته إهانةً للكرامة الوطنية لشعبنا وشهدائه وأسراه".
ودعت إلى "رص الصفوف من خلال التمسك بالدعوة الى حوار وطنيٍ شاملٍ ومسؤولٍ وذي مغزى، ينهي الانقسامات ويعيد الاعتبار للوحدة الميدانية من خلال التوافق على استراتيجية كفاحية جامعة لعموم قوى شعبنا وفئاته في كافة مناطق تواجده بما يستنهض عناصر القوة الكفاحية ويعزز مقاومته الميدانية وعلى رأسها المقاومة الشعبية بكل الوسائل والأساليب في ظل مركز قيادة موحد تحت علم واحد علم فلسطين وبقيادة منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا".
وشدّدت على "ضرورة العمل على توفير شروط الصمود والنصر من خلال إصلاح النظام السياسي الفلسطيني باعتباره نظاماً برلمانياً ديمقراطياً يعتمد المؤسسات ومبدأ التوافق الوطني بعيداً عن كل أشكال الهيمنة والتفرد، الأمر الذي يتطلب تنظيم انتخابات عامة في السلطة وفي منظمة التحرير بما في ذلك انتخاب مجلسٍ وطنيٍ جديد بنظام التمثيل النسبي يشارك فيه الجميع دون استثناء ودون شروط مسبقة ووفقاً للقانون، وينتخب بدوره لجنةً تنفيذيةً جامعة مسلحةً بدوائرها المختصة وباعتبارها القيادة السياسية الوطنية لشعبنا ومرجعيته العليا".
وطالبت بتشكيل حكومة وحدة وطنية معنيةٍ برسم الخطط والآليات لتوحيد المؤسسات والتحرر من اتفاقية أوسلو واستحقاقاتها والتزاماتها، توفر عناصر ووسائل وشروط الصمود الميداني لشعبنا ومقاومته.
وحثّت كافة القوى الوطنية والتقدمية والديمقراطية واليسارية في وطننا العربي، على تعزيز دعمها لنضالات شعبنا بما في ذلك مقاومة كل أشكال التطبيع مع دولة الاحتلال الإسرائيلي صوناً لمصالح شعوبنا العربية وقضيتنا الوطنية الفلسطينية.
وتوجهت بالنداء إلى "القوى الديمقراطية في العالم الغربي تدعوها للوقوف الى جانب شعبنا وتعزيز دعمه عبر إدانة جرائم الاحتلال وفرض العزلة على "إسرائيل" ومقاطعة منتجاتها ودوائرها السياسية والثقافية والأكاديمية والرياضية وغيرها".