تحتجز سلطات الاحتلال "الإسرائيلي" جثامين 105 شهداء في الثلاجات، إضافةً إلى حوالي 256 شهيداً في ما تُسمى بـ"مقابر الأرقام"، من بينهم 9 أطفال، و3 شهيدات، و8 أسرى أمضوا فترات مختلفة، وذلك في إطار حربها على الفلسطيني حياً كان أو ميتاً.
واحتجاز الجثامين تُمثل حالات "قتل متعمد للمواطنين الفلسطينيين"، وهي "جرائم إعدام خارج القانون"، حيث يتم احتجاز جثامين الشهداء الفلسطينيين في مقابر الأرقام والثلاجات، في امتهانٍ واضح لكرامة الإنسان الفلسطيني في حياته وبعد موته، وعقوبة جماعية ومخالفة لمبادئ القانون الدولي الإنساني والأعراف الدولية.
وبحسب معطيات تداولتها الصحافة الإسرائيلية، فإنَّ تلك المقابر تفتقد للحد الأدنى من المواصفات التي تصلح لدفن الأموات من البشر، حتى أنَّ بعضها ربما يكون قد أزيل تماماً من الوجود بفعل انجرافات التربة، كما أنَّ الطريقة التي يتم فيها التعامل مع الشهداء الذين يدفنون فيها تبدو مهينة وتمس بكرامتهم، إذ يتم في أغلب الأحيان طمر الشهيد بالرمال والطين دون وضع عازل إسمنتي، كذلك يُدفن أحياناً أكثر من شهيد في نفس الحفرة، وربما تضم الحفر شهداء من الرجال والنساء.
ويؤكد باحثون فلسطينيون أنَّ المقابر الأربع التي كشف عنها خلال السنوات الأخيرة، تقع داخل أراضي عام 1948، وهي مقبرة "جسر بنات يعقوب" التي تقع في منطقة عسكرية عند ملتقى حدود فلسطين ولبنان وسورية، وتضم رفات مئات الفلسطينيين واللبنانيين الذين قتلوا في حرب 1982 وما بعد ذلك وفيها قرابة 500 قبر.
كما يرفض الاحتلال إعطاء معلومات عن أماكن احتجاز أغلب الجثامين، ومن أخطر الأمور المتعلقة بشهداء مقابر الأرقام هو ما يتم تداوله بين الحين والآخر عن استغلال إسرائيل لجثامين الشهداء، وسرقة أعضاءهم واستخدامها في معالجة مرضى إسرائيليين.
عدنان رواجبة، وهو عضو حملة استرداد جثامين الشهداء، ووالد الشهيد بلال، قال لـ"وكالة خبر": "إنَّ الاحتلال يحتجز جثامين شهداء من مختلف أطياف الشعب الفلسطيني، وبينهم أيضاً من المؤسسة الرسمية الفلسطينية"، مُؤكّداً على أنَّ هؤلاء الشهداء دفعوا دمائهم من أجل حرية شعبهم.
وفي حديثٍ خاص بوكالة "خبر"، أوضحت ريهام زعاب، وهي إحدى أقارب الشهيد محمد يونس، المُحتجز جثمانه لدى الاحتلال، أنَّ محمد اُستشهد في تاريخ 2021/12/6، ومنذ ذلك التاريخ فإنَّ ملفه سرياً لدى سلطات الاحتلال، حيث ترفض الأخيرة طلبات المحامين للكشف عن مصيره.
من جهتها، بيّنت أزهار أبو سرور، وهي والدة الاستشهادي عبد الحميد أبو سرور، لـ"وكالة خبر"، أنَّ الاحتلال احتجز جثمان نجلها الشهيد منذ تاريخ 2016/4/20، بعد تنفيذه عملية في القدس، بالإضافة إلى نقل جثمانه لمقابر الأرقام بعد عام من استشهاده، لافتةً إلى أنّ عائلته علِمت بدفنه بعد 4 شهور.