يديعوت : "حسابات" حكومة الشلل في إسرائيل

ناحوم-برنياع.jpeg
حجم الخط

بقلم: ناحوم برنياع

 



أمس، بعد أن هضم رؤساء الكتل في الائتلاف حجم السقوط، توجهوا إلى قياس الأضرار. مورست على غيداء ريناوي الزعبي من "ميرتس" ومازن غنايم من الموحدة ضغوط جسيمة للاستقالة فورا من الكنيست. لكل واحد منهما توجد قصة خاصة به. عيديت سيلمان من "يمينا" التي منعت بتصويتها رفيقها في الكتلة لأن يعين مرة أخرى وزيرا، ستعالج بشكل مختلف. التوقع هو أن في المرحلة الأولى، سينحيها "يمينا" عن رئاسة لجنة الصحة في الكنيست. وفي المرحلة الثانية، سيبذل محاولة للإعلان عنها كـمنفصلة. التصويت يوم الاثنين ليلا، قرر حقيقتين سياسيتين لا يمكن الفرار منهما. الأولى، حكومة بينيت هي من الآن فصاعدا حكومة أقلية؛ الثانية، محاولة دمج حزب عربي كشريك مساوٍ في إدارة دولة إسرائيل فشلت. عندما انتخبت أميركا لأول مرة أفرو - أميركي رئيسا، كان الأمل أن يشق الانتخاب الطريق لمصالحة عرقية. حصل العكس. المجتمع الإسرائيلي لا يختلف كثيرا: المصلحة السياسية تدمج فيها قوى مع الكراهية للعرب كقطاع، مع العنصرية.
هذا لا يعني بالضرورة أن أيام حكومة بينيت انتهت. هذا يعني أنه طرأ تراجع في مسيرة النضج السياسي لدولة إسرائيل. في نظري هذه بشرى حزينة. وفي مستوى آخر فقدت الحكومة قدرتها على إجازة القوانين، إقرار ميزانية، إحداث إصلاحات. يمكنها أن تشن حملة عسكرية ليس أكثر من هذا. في كل ما يتعلق بالكنيست، هي معدة للشلل. إقدام أعضائها ستكون في الحكومة لكن عيونهم ستتطلع إلى صندوق الاقتراع، كل كتلة وبرنامجها، كل كتلة وناخبيها.
ستتميز هي عن حكومات الشلل السابقة بميزة واحدة، جد مهمة: نتنياهو لن يقف على رأسها، وسموتريتش، بن غبير وإخوانهم من "الليكود" ومن الأحزاب الحريدية لن يهزوا ذيلها. هذا سيكون تفوقها في نظر بعض الاسرائيليين، هذه ستكون خطيئتها الرهيبة في نظر آخرين.
جدعون ساعر سياسي محنك. سار نحو الأزمة بعينين مفتوحتين. على الورق، كان في وضع "Win - Win". إذا كان أعضاء الائتلاف المتمردون، من اليسار ومن اليمين، سيتراجعون في اللحظة الأخيرة ويصوتون لصالح القانون، سيكون النصر له. إذا افشل العرب الائتلاف فإنه سيتخذ صورة زعيم اليمين في الحكومة. بينيت ولابيد لم يستطيبا العلنية العالية التي منحها للتصويت على القانون – وهكذا فقط دفع العرب إلى الخارج. وقد واصل، امس، الخط ذاته.
قصة مازن غنايم بسيطة: فهو يريد أن يعود إلى رئاسة بلدية سخنين. كل تصويت مع الحكومة في مواضيع تغيظ ناخبيه يقلص فرصه. هو ليس عضوا في الحركة الإسلامية. فقد جاء من الخارج وجلب معه، بتقديري 25 ألف صوت رفعت القائمة فوق نسبة الحسم. معقول الافتراض أن تنتهي الأزمة معه بصفقة، استقالة من الكنيست مقابل دعمه لرئاسة البلدية. هذه مصلحة متبادلة، وليس فكرا. وعليه فليس مهما جدا من يدخل مكانه.
أما قصة ريناوي زعبي فأكثر تعقيدا. فهي تجد صعوبة في أن تقرر إلى أين وجهتها. "متقلبة، مزاجية"، قال عنها، امس، احد زملائها، وهي كلمات لن يتجرؤوا في "ميرتس" ان يقولوها علنا عن امرأة. نيتسان هوروفيتس جاء بها إلى "ميرتس" استجابة لمطلب الوجوه الجديدة. هي لم تجلب ناخبين ولم تندمج في الكتلة. عندما سألها أحد زملائها لماذا تهدد بالانسحاب، أجابت أن أبناءها يضغطون عليها.
لتصويتها وزن اكثر دراماتيكية مما تصورت. وحسب كل المعطيات، يريد ناخبو "ميرتس" استمرار ولاية الحكومة. وإذا اعتقدوا بأن ممثلة "ميرتس" في الكنيست أدت إلى سقوطها، فإن "ميرتس" سيتحطم في صندوق الاقتراع. فدون ذلك "ميرتس" يتعثر على شفا نسبة الحسم. وعليه فقد مورس عليها، امس، ضغط جسيم للاستقالة، من جانب لابيد ومن جانب كبار مسؤولي "ميرتس". وقد فتشوا لها حتى عن وظيفة محترمة يعرضونها عليها في الخارج – على أن ترحل فقط. بالمقابل، طالب رؤساء بلدات عربية منها أن تتراجع وان تصوت مع الحكومة. فهم بحاجة لتأييدها حيال المالية. احد لم يدعها "بطلة"، مثلما دعوا سيلمان. وقد تلقت الضربات في الشبكة بالعربية من كل الجوانب.
إذا ما سرنا نحو الانتخابات، فإن الحزب الوحيد الكفيل بأن يكسب هو "يوجد مستقبل": لابيد اثبت نضجا، زعامة وتحكما بأعضائه في الكنيست. وهو يفترض أن ينهل الأصوات من الحزبين على يساره. هذا الإنجاز سيجعله رئيس المعارضة، وليس رئيس الوزراء. وها هو سبب وجيه آخر من ناحيته، لأن يقاتل في سبيل استمرار وجود الحكومة. قبل نحو أسبوعين، أجرى الحزب رحلة ترفيه لأعضائه. بشكل عام يأتي إلى مثل هذه المناسبة نحو 300 نشيط. هذه المرة جاء 1.000. إذا لم يكن بفضل لابيد، فبفضل زخم كتلة نتنياهو.

عن "يديعوت أحرونوت"