هارتس : هاجِم نتنياهو يا بينيت، بصورة مباشرة وواضحة

عوزي برعام.jpeg
حجم الخط

بقلم: عوزي برعام

 

 


لستُ مقتنعاً سيدي رئيس الحكومة بأنك ترى بصورة صحيحة البدائل الموجودة أمامك وأي منها هو المفضل.
يكمن خطأك الكبير في نظر القاعدة اليمينية في حقيقة أنك نجحت في إقصاء بنيامين نتنياهو وتجرأت على الاعتقاد بأنك يمكن أن تحل محله. من هنا يندلع كل الغضب. ليس لأنك أدخلت «راعم» الى الحكومة ولا بسبب قصة الحب الدائمة لك مع يئير لابيد. ولا بسبب سحقك لقيم اليمين – حسب تعبيرهم. حقيقة، انظر ماذا هم مستعدون لفعله من اجل إعادته الى السلطة – التصويت ضد مواقفهم الاساسية وضد جزء من القاعدة. إسقاطك وتعيينه من جديد هو كل الموضوع. ليس هنالك موضوع آخر.
ولكن، ليس كل مصوتي الليكود ينتمون الى القاعدة المستخذية. ليسوا جميعهم ضدك بسبب الرغبة في اعادة نتنياهو. ثمة في داخلهم أناس يعتقدون بأنه يجب الا يوضع زمام الحكم في يديك نظراً لأنك لين جداً، «رجل دولة جدا»، اعتذاري جداً. أي أنك لست جزءًا من خط الانتاج للزعامة التي يعتقدون انها مطلوبة في دولة اسرائيل.
السؤال الأول الذي عليك أن تسأله هو «من أنا وماذا أريد؟». الاجابة ستحدد الإستراتيجية المطروح هنا تطبيقها.
انا اقترح ان تجيد بأنك تريد ان تقود الحكومة – الآن او بعد الانتخابات. وأنك لست ظاهرة عابرة والتي فقط بسبب ضغط الوقت نجحت في الحلول محل نتنياهو. اذا كنت تفكر هكذا، عليك أن تدرك حقيقة ان توزيع المقاعد في الاستطلاعات لا يعكس الجبهة الواسعة التي تعارض من كل قلبها عودة نتنياهو الى السلطة.
واذا كان هذا هو واقع الحال، فانه ملقى عليك واجب ان تكون الناطق باسم هذه الجبهة، حتى وان انضم احد اعضاء «يمينا» الى نتنياهو وأدى ذلك الى إجراء انتخابات جديدة. من المحظور أن يشل الخوف من ظهور عيديت سيلمان اخرى خطواتك.
ربما انك لا تقدر كما ينبغي المكانة التي خلقتها لنفسك، والمناخ الجديد الذي دفعت به قدماً. لكن التقدير الذي تحظى به، كسياسي وكرئيس حكومة نجح في الجسر بين متناقضات، تمكنك من أن تضع نفسك كزعيم موجود في مواجهة مباشرة مع نتنياهو. من أجل ذلك عليك أن تأخذ بالحسبان أنه في إسرائيل 2022 الرسائل الأكثر استيعاباً هي الرسائل القصيرة، الواضحة المحرضة.
لا تتردد في الادعاء بصورة قاطعة بأنك أكثر استقامة وأكثر موضوعية منه. وأنك ملتزم بقيم – من بينها حماية الديمقراطية الإسرائيلية وفتح الباب لشراكة مع العرب من مواطني الدولة، الذين مستقبلنا كدولة مرتبط باندماج مع القوى الإيجابية في الجانب الآخر.
لا تخجل من إدانة نتنياهو لأنه مستعد لتشكيل حكومة مع أناس مثل ميري ريغف ويئير لفين وديفيد امسلم وايتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش. ونظراً لأنه يمنحهم الشرعية لتسميم المجتمع الاسرائيلي بكراهية شديدة.
هاجِمه بصورة مباشرة وواضحة. تحدث عن عبادة الفرد وعن البلاط البيزنطي. إن كل مراقب غير منحاز سيقول بأنك رئيس حكومة أفضل منه. وأنك خلافاً عنه، لست معنياً بأعضاء كنيست هم قطيع من المستخذين.
ما الذي ستحققه؟ تأييد هائل من معارضي نتنياهو، الذين سيفهمون ان فقط شخصاً مثلك، والذي سبق وشغل منصب رئيس حكومة، يميني متدين معتدل، يمكنه ربما تشكيل حكومة حتى بعد الانتخابات. ولليمين الأكثر رخاوة عليك ان تقول انك ستحافظ على الخطوط الحمراء له.
لست ساذجاً وانا أعرف كم يتشوق اليسار وجزء من الوسط لدولة ذات قيم مختلفة. ولكن الواقع يظهر، انه امام اليمين والحريديين وزيادة قوة الكهانيين ليس هنالك فرصة لمرشح يمثل بصورة واضحة قيَمنا ويحارب من أجلها.
لا أعرف إن كان أصدقاؤك في الفكر سيذهبون معك لكن هذا هو خيارك الوحيد لتقديم بديل حقيقي للحكم الذي يعارضه نصف الشعب بشدة.

عن «هآرتس»