طلب روغل ألفر العمل على ازالة أو تمزيق اللافتة التحريضية القبيحة لـ "إن شئتم" ضد منظمات المجتمع المدني وحقوق الانسان، عن المبنى في جادة روتشيلد في تل ابيب ("هآرتس"، 27/12). لكنني أعتقد أنه لا حاجة لانزال اللافتة. فنجاعة الدعوة لإنزالها أقل كثيراً من نجاعة إبقائها.
ستكون هذه اللافتة، مثل خريطة المستوطنات في المناطق أ وسجن عوفر وكتاب القوانين الذي تكتبه اييلت شكيد وبنيامين نتنياهو وبتسلئيل سموتريتش، مادة لرواية التاريخ الفظيع لدولة اسرائيل. تمثل اللافتة المخجلة الجميع، وتمثل الخلل، وتغطي ليس فقط المبنى بل العين الاسرائيلية بشكل عام.
مع ذلك، لماذا يجب احترام اليسارية التي يتحلى بها سكان جادة روتشيلد؟ إما أن يتم احترام الإنسانية واحترام الناس لكونهم كذلك وإما لا. "إن شئتم" لا تحترم أي شيء. لا تحترم اليهود الذين يحبونها، لذلك فان حقيقة أن أموالها الاجنبية تم استثمارها في تغطية المبنى في موقع مركزي ورمزي، هي استفزاز آخر لا حاجة الى التطرق اليه بشكل هستيري.
قبل ست سنوات شاهد روعي يلين لافتة لـ "إن شئتم" صورت نعمي حزان على أنها صاحبة صندوق. نكتة لفظية سيئة لكنها فعالة. واقام روعي مجموعة على الفيس بوك. وردا على ذلك قال له رونين شوفال "إن شئتم هي حركة فاشية" وهدد من صمموا الويكيبيديا إذا قاموا بتسمية منظمته يمينية، وأخضعهم. رسالة طلب فيها إلغاء هذه المجموعة فورا.
رداً على ذلك قال يلين "تسلمت رسالتك المضحكة"، وبالطبع رفض حذف المجموعة التي أقامها من الفيس بوك.
حينما تطوع المحامي ميخائيل سفارد، والمحامي يشاي شندور والمحامي شلومي زخاريا للمساعدة، كان واضحاً أنهم لن يصارعوا فقط على طرح الرأي بل سيُثبتون "صحة الاقوال". وهذا ما حدث. ومنذ ذلك الحين تحولت الجملة "تسلمت رسالتك المضحكة" الى اشارة على الشجاعة. كيف تتم الاجابة على احاطة مبنى في تل ابيب برسالة تحريضية كاذبة؟ "وصلتنا رسالتكم المضحكة".
لماذا العمل على اخفائها؟ فالفاشية الاسرائيلية بدأت تنضج واحدى مميزات هذا السلوك الهجومي هي أن كل واحد يمكنه التحول الى غير موالٍ للنظام. صحيح أن اللافتة تشير الى "المدسوسين" (تطالب بالتعرض للمنظمة التي تمول المساواة الاجتماعية للمجموعات الضعيفة مثل "الصندوق الجديد"). لكنها عامة بما يكفي كي تنقل رسالة الى جميع مواطني اسرائيل الذين ما زالوا يتمتعون بثمار الديمقراطية. الشعب ضد المدسوسين. احذروا من خروج الشعب ضدكم.
هذه اللافتة هي شهادة واشارة تحذير: هكذا ستبدو الفاشية بصورتها الكاملة. اليوم يستهدفون من يحتج ضد احتلال "المناطق" والاستيطان فيها مع قمع الذين يعيشون فيها وقمع مقاومتهم التي تقتل وتتسبب بالاصابة، لكنها غير ناجعة. وغدا سيوجهون سهامهم اليكم. الى من قال شيئا عن قائده في الجيش أو قال نكتة في المكتب عن رئيس الحكومة أو من له صديق فلسطيني.
لماذا التوجه الى المحكمة؟ لماذا العمل على انزال لافتة؟ النقطة السوداء ستبقى. كي لا يقول أحد "لم نرَ".
عن "هآرتس"
-