مراقبون لـ"خبر" : التقارب التركي الإسرائيلي سيعيد العلاقات بين إيران وحماس

1
حجم الخط

كشفت كلاً من تركيا واسرائيل الغطاء عن المباحثات و المطالبات السرية بين الطرفين، وعقب ذلك ,مطلب تركيا بمنحها موطئ قدم في ادارة قطاع غزة التي تسيطر عليه حركة حماس منذ الإنقسام، مقابل تطبيع علاقاتها مع اسرائيل، وفقاً لتفاصيل نشرها الإعلام العبري.

 ورأى مراقبون أن احتمالات إعادة النظر من قبل طهران في دعم حركة حماس أمراً وارداً لقطع الطريق أمام أي وجود رسمي عثماني في القطاع.
وكانت مصادر سياسية إسرائيلية وصفتها صحيفة "اسرائيل اليوم" بالمحسوبة على حزب الليكود قالت إن:" تركيا طلبت من إسرائيل منحها موطئ قدم في ادارة قطاع غزة مقابل تطبيع العلاقات بينهما"، و قد رفضت القيادة في حركة حماس التعقيب عليه، وكان الرد الذي حصلت عليه وكالة خبر الفلسطينية " الإعلام الإسرائيلي كاذب، والتاريخ لا يعود إلى الوراء".
ويبدو أن الحكومة الاسرائيلية لن تستجيب هذه المرة أيضا للطلب التركي ولن تمنح العثمانيين موطئ قدم في ادارة القطاع، ووفقا للمصادر السياسية الإسرائيلية التي أضافت لصحيفة "إسرائيل اليوم":" سبق أن طلبت تركيا ذلك خلال حرب تموز 2014 ,لكن بنيامين نتنياهو رئيس حكومة الإحتلال فضل حينها البوابة المصرية ورفض تدخل تركيا.
حسن عبدو الباحث في مركز فلسطين للدراسات والخبير في الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلية أوضح أن طلب تركيا خلال مفاوضاتها التي جرت مؤخراً مع إسرائيل، بعودة الوجود العثماني إلى  قطاع غزة، سيدفع طهران إلى إعادة تقديمها الدعم لحركة حماس، في حال تخلت عن تركيا.
وأوضح عبدو في تحليله لوكالة "خبر" ,أن حماس بحاجة إلى ترميم علاقاتها مع طهران، لاسيما وأنها تدرك أنه لا مقاومة في المنطقة، بدون الجمهورية الإسلامية الإيرانية، مبيناً أن سقف طهران السياسي معروف للعالم، ويطالب بإزالة إسرائيل وإعادة الحق كاملاً للشعب الفلسطيني.
وأضاف أن السقف السياسي لطهران يؤكد أن إسرائيل مركز لإثارة عدم الاستقرار في المنطقة، معتبراً أن هذا السقف يلتقي مع حماس، في حين تلقي فيها حماس مع تركيا، قائلاً:" تركيا ثاني دولة اعترفت بإسرائيل عام 1948م، اليوم تخوض مفاوضات معها، لإعادة العلاقات بينهما إلى مستوى الشراكة الاقتصادية والعسكرية، وهذا يتطلب موقفاً من حماس، أو بحث عن داعمين جدد للمقاومة".
وحدث مؤخراً وبشكل مفاجئ تقارب تركي إسرائيلي بعد اجتماع عقد في سويسرا بين يوسي كوهين رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) وجوزيف سيتشانوفر المبعوث الإسرائيلي من جهة وفريدون سينيرلي أوغلو وكيل وزارة الخارجية التركية جهة أخرى.
ونجم عن الاجتماع ورقة تفاهمات، رفعت التمثيل الدبلوماسي المتدني بين الجانبين منذ العام 2010، نتيجة الاعتداء الإسرائيلي على سفينة مرمرة التركية، إلى مستوى القائم بالأعمال، وهو ما اعتبره مراقبون سياسيون بانه لن يأتي بالسلب على القطاع، بقدر ما سيساهم بإنهاء الحصار الإسرائيلي الذي وعد به سابقاً الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
غير أن مصادر سياسية إسرائيلية ثانية وصفتها الإذاعة العبرية بـ"الكبيرة" ,قالت إن "إسرائيل لن ترفع بأي شكل من الأشكال الطوق الأمني المفروض على قطاع غزة".
ويرى عبدو أن التقارب الإسرائيلي التركي قد يعجل في اتجاه عودة العلاقات بين طهران وحماس، موضحاً أن حماس تحاول وتسعى لتحسين علاقاتها مع طهران، معتقداً أنها ستواجه صعوبة في ذلك لأن البيئة الإقليمية غير جاهزة، مشيراً إلى أن تقدم حماس في إعادة علاقاتها مع طهران هذه الفترة سيعد نحاج كبير لها.
وأشار إلى أن أبرز الصعوبات أمام حماس لعودة علاقاتها بإيران، هي أن طهران لم تعد تقبل المواقف المحايدة من قبل حماس ,مشيرا الى أن حماس في نظر الإيرانيين ليس كما في السابق، رغم أن هناك نقاط التقاء بين الطرفين في الملف الفلسطيني ولكن هناك اختلاف في المواقف اتجاه القضايا الإقليمية".
وأوضح عبدو أن طهران متمسكة في الملف الفلسطيني، وأن الصلة بينها وبين جناح حماس المسلح "كتائب القسام" لم تنقطع، لكن الدعم الذي توقف بالكامل هو الدعم الذي كانت تتلقاه حكومة حماس بغزة، ويقدر بعشرة ملايين دولاراً شهرياً، مشيراً إلى أنه في حال جرى التوافق بين الطرفين بشأن المواقف الإقليمية فإنه العلاقات يمكن أن تعود تدريجياً.
يشار إلى أن العلاقات بين إيران وحركة حماس شهدت تراجعا بعد موقف الحركة الرسمي والرافض لتأييد النظام السوري الذي يتزعمه الرئيس بشار الأسد.