لماذا يكذب الأطفال وما العلاج؟ يمكن أن تكون لحظة مفاجئة وصعبة على أحد الوالدين عندما يمسكا بطفلهما وهو يكذب للمرة الأولى. قد تشعر بالارتباك فهل عليك توبيخه أو معاقبته أو تجاهل هذا السلوك. يعتمد الأمر في الغالب على الموقف ونوع الكذبة وعمر الطفل.
متى يبدأ الكذب؟
يكذب العديد من الأطفال بين الحين والآخر ومن الطبيعي تمامًا أن يفعلوا ذلك لأنهم يتعلمون كيفية العمل في المجتمع. لكن إذا كان طفلك يكذب كثيرًا ويستمتع بذلك، فعليك التدخل في هذه المرحلة المبكرة.
يمكن أن تكون هناك عدة أسباب وراء لجوء الطفل إلى الكذب بدلاً من قول الحقيقة. ربما يجعله الكذب يشعر بأنه مسيطر أو ربما يستخدم الكذب للتباهي أمام الآخرين أو ربما ارتكب خطأً فادحًا ويخاف أو يخجل من قول الحقيقة، أو ربما قام بأذى معين ولا يريد التعرض للعقوبة. يمكن أن تكون الأكاذيب بريئة ويمكن أن تكون ضارة بالطفل وكذلك للآخرين. من المهم تحديد وتتبع سلوك الكذب واتخاذ خطوات للسيطرة على الموقف بشكل فعال.
كيف نعالج مشكلة الكذب عند الأطفال؟
بعض الأطفال يكذبون بدون وعي ولكنها تصبح عادة وجزءً من شخصيتهم. ويصبحون غير قادرين على التحكم في هذه العادة. فيما يلي بعض الاستراتيجيات التي يمكنك تجربتها لتشجيع طفلك على قول الحقيقة.
1. اكتساب ثقته لمشاركة الحقيقة
إذا لم تكن على علاقة جيدة بطفلك أو كنت صارمًا للغاية عندما يرتكب حماقة ، فمن المحتمل ألا يثق طفلك في مشاركة أخطائه أو اللحظات المحرجة معك. تحتاج أيضًا إلى أن تكون لديك طبيعة متسامحة (وإن لم يكن دائمًا) ولا تغضب أو تنزعج من طفلك عندما يخطئ. الغضب والعقوبة الصارمة تدفع الطفل لإخفاء الحقيقة عنك. تحدث مع الطفل واشرح له أن الصدق لن يؤدي إلى العقاب. إذا واجهت الطفل بغضب شديد وعقوبات صارمة، فقد يتراجع عن قول الحقيقة، ويختبئ داخل قوقعته وقد تتطور لديه الأكاذيب ليحمي نفسه. وللأسف كلما زاد تعلقه بالكذب كلما برع فيه أكثر.
2. استخدم القصص الملهمة
في إحدى الدراسات المثيرة للاهتمام ، وجد الباحثون أن القصص التي تشجع على قول الصدق لاقت رد فعل إيجابي عند الأطفال، وجعلت الأطفال أقل ميلاً للكذب، مقارنة بالقصص التي تأتي مع عقاب للكذب. بصرف النظر عن القصص، يمكنك أيضًا مشاركة قصص واقعية لأشخاص يعرفهم طفلك وتعلمهم كيف أن الصدق كان مفيدًا لهم.
3. كن قدوة لأطفالك
غالبًا ما يكذب الآباء على الأطفال للتلاعب بهم من أجل تحسين سلوكهم أو لتجنب بعض المواقف المحرجة. عندما يدرك طفلك أو يلاحظ أنك تكذب عليه أو على أي شخص آخر حوله، يمكنه اختيار هذا السلوك وقبول الكذب كشيء لا بأس به. وجدت دراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا ، سان دييغو أن أطفال المدارس الابتدائية الذين سمعوا كذبة من شخص بالغ حول وجود حلوى في غرفة أخرى كانوا أكثر عرضة للكذب من غيرهم. من المهم أن تكون قدوة وتتحلى بالقيم الجيدة بنفسك وسيختار طفلك بسهولة هذه القيم الجيدة من بيئته.