خلال حرب يونيو/ حزيران 1967

صحفي إسرائيلي يكشف عن تفاصيل صادمة حول حرق جنود مصريين وهم أحياء شمال الأراضي المحتلة

ابادة جماعية
حجم الخط

وكالة خبر

كشف الصحفي الإسرائيلي، مراسل موقع (واي نت) العبري يوسي ميلمان، عن تفاصيل صادمة، لنتائج تحقيق أجراه قبل عدة سنوات عن حرق جيش الاحتلال الإسرائيلي جنود صاعقة مصريين وهم أحياء، منوهًا إلى أن سلطات الاحتلال رفضت نشره حينها، قبل أن توافق في الأيام الأخيرة على النشر.

وحسب ما أوردته الـ(بي بي سي)، اليوم الإثنين، أوضح ميلمان أن الرقابة العسكرية قد رفعت السرية عن هذا الأمر بمرور 55 عاما، مع تفاصيل عدة يشير بعضها إلى حرق الجنود المصريين أحياء.

وفيما يتعلق بوجود مقبرة جماعية لنحو 80 جنديا مصريا تعود إلى حرب عام 1967، أكد ميلمان أن أكثر من 20 جنديا منهم أُحرقوا أحياء، ودفنهم جيش الاحتلال في مقبرة واحدة، ولم يتم وضع علامات عليها، في مخالفة لقوانين الحرب.

ونشر ميلمان تغريدة عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، قال فيها إنه حصل على تلك المعلومات من القائد العسكري الإسرائيلي المشارك في تلك العملية، زئيف بلوخ (90 عاما)، الذي كان قائدا لفرقة "نحشون" التي شاركت بتلك الحرب.

ووفقًا لتقارير نشرتها وسائل إعلام عبرية في وقت سابق، فإن قوات الاحتلال الإسرائيلي قتلت الجنود المصريين، ثم دفنتهم سرًا في منطقة اللطرون (منطقة بين القدس وتل أبيب ومقام عليها حاليا متنزه يسمى "ميني إسرائيل"، التي شهدت معارك بين جيش الاحتلال والجنود المصريين خلال الحرب.

وأشارت الـ(بي بي سي)، نقلًا عن بلوخ إن جرافة إسرائيلية دفنت، الجثث في مقبرة جماعية حفرت للجنود المصريين، موضحًا أن "المعلومات التي توفرت لديه أشارت إلى أن الجنود المصريين جاءوا فيما بدا في اليوم السابق على الواقعة غير منظمين ولم تكن معهم خرائط أو مرشدون أو أدوات استطلاع".

وأضاف: "تكشف للجنود الإسرائيليين أن هناك جنودا (من المصريين) في الوادي، فصوبوا النيران عليهم وتمكن بعضهم من الفرار وحوصر الباقون في المنطقة، التي صارت لاحقا متنزه ميني إسرائيل".

وعن واقعة حرق جنود مصريين أحياء قال بلوخ: "بقي جزء من الجنود المصريين في المنطقة العازلة وهي منطقة غير ممهدة، بها كثير من العشب والأشواك الجافة، ونتيجة لإطلاق النار والقذائف اشتعلت النار في المنطقة. وبحسب تقديري فإنه لم ينجح حوالي عشرين جنديا مصريا وربما أكثر في الفرار من النيران. وبعد أن انطفأت النيران صدرت لنا تعليمات بجمع الأشلاء ودفنها في قبر جماعي".

ومن جانبه، روى اللواء المصري المتقاعد أحد مؤسسي قوات الصاعقة المصرية، مختار الفار (82 عاما)، وكان حينها برتبة نقيب، شهادته لـ "بي بي سي" قائلا: "بعد استدعائي للانضمام إلى مجموعة قتالية مصرية توجهت إلى الأردن ومنه إلى قواعد في الضفة الغربية، ترجلت مع المجموعة من الضفة بأسلحة خفيفة إلى مناطق بالأراضي المحتلة لمهاجمة المطارات التي تنطلق منها طائرات الاحتلال، تنفيذا للاتفاق المصري والأردني".

وفي 31 مايو عام 1967، وقعت مصر والأردن اتفاقية للدفاع المشترك تقضي بأن ترسل مصر إلى الأردن، ومنها إلى الضفة الغربية، كتيبتين من قوات الصاعقة المصرية في محاولة للسيطرة على المطارات التي تنطلق منها طائرات الاحتلال والقريبة من مناطق الضفة.

وأوضح الفار أنه كان قائدا لدورية تضم بين 70 و100 فرد ضمن عدة دوريات اقتربت من عشرة أُرسلت إلى المنطقة حسب الاتفاق، ويروي أن المعركة لم تستمر طويلا، إذ سرعان ما اكتشف أن المرشدين الذي رافقوا تلك الدوريات من الأردن مرورا ببلدات الضفة الغربية صوب غرب المناطق الفلسطينية المحتلة كانوا يجهلون الطرق وليس معهم خرائط أو معلومات عن المسارات الصحيحة وآخر عهدهم بتلك البقاع هو عام 1948.

وأضاف: "لقد كانت هناك خيانة من الأدلة (المرشدين). كان مع كل دورية دليلان أو ثلاثة، بيد أنه مع الاقتراب من المناطق المستهدفة فروا جميعا في توقيت واحد بمن فيهم أحد دليلين كانا معي. وقبضت على الآخر".

وتابع: "بعد دخولنا الأراضي المحتلة تاهت منا المهام التي جئنا من أجلها وكانت جميع الاشتباكات عشوائية، جرت اشتباكات لغرض الإغارة والحصول على مؤونة الخصم للبقاء على قيد الحياة".

وبخصوص ما يتذكره عنما يُروى عن مقبرة جماعية في اللطرون، قال: "علمت في يوم 17 حزيران/ يونيو من الجنود الناجين من دورية كان يقودها ضابط يسمى مدحت الريس أنه جرى معه اشتباك في يوم 6 يونيو مع ما يزيد على مئة مدرعة ومئة دبابة كانت متجهة إلى احتلال الضفة الغربية".

وأردف: "حدث اشتباك مع الدورية (دورية الريس) فأصيب منها 30 فردا هم ثلث القوة، بينما تمكن القائد من الفرار بالباقين وتنفيذ إغارات حتى عودتهم في 17 حزيران/ يونيو إلينا في القاعدة في قليقلة.. أما المصابون فحاصرتهم الدبابات وقتلوا".