"إسرائيل اليوم" : "حزب الله" يصعّد: حذارِ من مواجهة غير مرغوب فيها

-شوفال-e1637423521657.jpg
حجم الخط

بقلم: ليلاخ شوفال

 

 




توجهت مصادر إسرائيلية رفيعة المستوى في الأيام الأخيرة إلى الولايات المتحدة، وطلبت أن يعمد الوسيط الأميركي في مسألة الحدود البحرية بين إسرائيل ولبنان، عاموس فوكشتاين، إلى تسريع المفاوضات بين الدولتين قبل أن تؤدي استفزازات "حزب الله" إلى تقديرات مغلوطة في إسرائيل، وإلى تصعيد غير مرغوب فيه.
في إسرائيل معنيون بإنهاء المفاوضات قبل أيلول القادم، حيث من المتوقع أن تبدأ إسرائيل إنتاج الغاز من طوافة كاريش. والتخوف هو أنه إذا لم يوقّع الاتفاق حتى هذا الموعد سيشدد "حزب الله" الاستفزازات، التي ستشعل مواجهة خطيرة تخرج عن السيطرة.
خلفية الأمور هي تقدم مهم في المفاوضات بين إسرائيل ولبنان في ترسيم الحدود البحرية. عندما تحل المسألة يمكن للبنان أن يتقدم مع تطوير حقول الغاز الطبيعي التي توجد في أراضيه، والضرورية له بسبب الأزمة الاقتصادية.
في جهاز الأمن يشيرون إلى أنه في ضوء التوقع بإنهاء المفاوضات قريباً، يحاول أمين عام "حزب الله"، حسن نصر الله، خلق استفزازات، وكسب النقاط، ضمن أمور أخرى كي يأخذ صورة "درع لبنان" ويدعي لاحقاً أن إسرائيل "تراجعت" تحت تهديداته.
في إسرائيل يعتقدون أن هذا هو السبب الذي جعل "حزب الله" يطلق في الأسابيع الأخيرة المسيّرات نحو الطوافة. حقيقة أن المسيّرات التي اعترضت لم تكن مسلحة تعزز التقدير بأن هذا استفزاز.
في شعبة الاستخبارات "أمان" لا يستبعدون إمكانية محاولات أخرى لـ"حزب الله" لإطلاق مسيّرات نحو الطوافات في الفترة القريبة القادمة، بديلاً لتنفيذ استفزازات أخرى. وحسب مصادر إسرائيلية يأخذ نصر الله مخاطر في سلوكه، ولا يأخذ في الحسبان أن إسرائيل يمكن أن ترد بشكل حاد على الاستفزازات من جانبه.
في جهاز الأمن يشددون في محادثات مغلقة وفي تهديدات علنية على أن إسرائيل سترد بشدة على أي استفزاز من جانب "حزب الله". لا تستبعد إمكانية أن يجر رد إسرائيلي حاد رداً قاسياً من جانب "حزب الله" أيضاً، وهكذا تجد إسرائيل نفسها في عدة أيام قتال في شمال البلاد. من هنا يمكن أن نفهم أيضاً زيارة رئيس الوزراء، يائير لابيد، إلى قيادة المنطقة الشمالية، أول من أمس.
في أيلول ستبدأ إسرائيل بإنتاج الغاز في طوافة كاريش وصحيح حتى هذا الوقت لا توجد نية إسرائيلية لتأجيل بدء الإنتاج.
التخوف في جهاز الأمن هو أنه إذا لم يوقّع الاتفاق بين إسرائيل ولبنان حتى بدء إنتاج الغاز من الطوافة سيشدد "حزب الله" محاولاته الاستفزازية، بشكل يلزم إسرائيل بأن ترد أيضاً بشكل أخطر بكثير.
التقدير هو أنه إذا وقّع الاتفاق قبل إنتاج الغاز من خلال طوافة كاريش، سيكون ممكناً تقليص مخاطر التصعيد الذي ليس معنياً به أحد، ولأن الشركة التي تحتاج إلى الحفر في لبنان هي الشركة التي ستحفر في إسرائيل. مهما يكن من أمر، فإن الفترة القريبة القادمة ستكون متوترة على الحدود الشمالية. يمكن فقط الأمل في أن تنتهي المفاوضات على الحدود البحرية في أقرب وقت ممكن.

عن "إسرائيل اليوم"