بحسرة العوذ وضيق الحال ومرارة الفراق، روت عائلة الشاب حُسني أبو عربية "26 عاماً"، من سكان مدينة غزّة، والذي أنهى حياته بإضرام النار في جسده النحيل أمام مرأى ومسمع والديه، تفاصيل اللحظات الأخيرة لوفاته في ظل ما يُعانيه القطاع المُحاصر منذ 15 عاماً وما يزيد من أزمات متتالية ألقت بظلالٍ كارثية على حياة غالبية الفلسطينيين خاصةً فئة الشباب التي أينعت في واقعٍ ومستقبلٍ مجهولين.
والدة أبو عربية، عبّرت في حديثها لمراسلة وكالة "خبر"، عن حجم الأسى والألم لتلك اللحظات التي ستبقى حاضرةً في وجدانها ما حيت، وهي التي حاولت إنقاذ فلذة كبدها لكِن النار أحرقت جسدها أيضاً، ليُفارق نجلها الحياة أمام أعينها في مشهدٍ لا يُمكن تخيله.
وقال والد حُسني: "إنَّ نجله أحرق نفسه بسكب مادة البنزين على جسده، ولم يتمكن من إنقاذه أو إطفاء الحريق الذي التهم جسده"، مُعبراً عن حزنه الشديد لرؤية نجله في هذا المشهد
من جانبهت، أوضحت والدة حُسني، أنَّ نجلها أثناء احتراقه عاد إلى أحضانها، وطلب منها إطفاء النيران المشتعلة في جسده، لافتةً إلى أنَّه أضرم النار في جسده بسبب ضيق الحال والفقر، وعدم وجود بيت يضم العائلة بين جدرانه.