بعد تأكيدنا الدائم على المبادئ الاساسية للحل العادل والشامل ومن ضمنها عدم الاعتراف بالاحتلال وأهمية التوصل الى تسويه سياسية وعدم الاعتراف بيهودية الدوله طالما لا تعترف بالاقليه العربية الفلسطينية داخل اسرائيل وتنهي الاحتلال .. الخ
وهنا نلفت النظر الى انه ، احيانا يقال شيء ويقصد به ما يقال فعلا ، واحيانا يقال شيء ويقصد به شيء عكسه تماما. ؟؟ لنأخذ مثلا لفظة " اكسوميرون " وتعني الشيء ونقيضه ، هذا هو بالضبظ ما قاله الرئيس الامريكي بايدن عندما وصف نفسه بانه صهيوني وان حلّ الدولتين ما زال قائما ، فالشق الاول من الجمله السابقه صحيح انه صهيوني ومع حل الدولتين ولكن حل الدولتين بحاجة إلى عودة المسيح للعمل على انشائها ، فالشق الثاني يؤكد فيه عكس الشق الأول ، اي ان حلّ الدولتين قد انتهى . وهذه النتيجه مؤكدة للاسباب التاليه :
1. احد اهم مبادئ الحركه الصهيونية هو قيام دوله يهودية على ارض فلسطين التاريخيه واقتلاع الشعب الفلسطيني من جذوره .
2. امريكا الصهيونيه احتضنت المفاوضات خلال اكثر من خمسة عقود ولم تبد اية نيّه او قصد لقيام دوله فلسطينية ، فلو كانت لها نية حقيقيه لقامت دوله فلسطينيه منذ زمن بعيد ، فهم يريدون تمييع القضية وتضييع الوقت .
3. حكومات اليمين ، بعد مقتل اسحاق رابين على غير استعداد لمناقشة موضوع المفاوضات مع الجانب الفلسطيني .
4. من ناحيه جغرافيه ، الموارد الطبيعية والبشرية وحجم الاستيطان الذي يقارب المليون مستوطن في الضفه الغربيه ، لا يسمح بقيام دولة فلسطينية , لان الدوله يجب ان تكون متواصله وليست جبنة.
سويسريه مليئة بالثقوب . لذلك لم يبق للشعب الفلسطيني الا خيار الدولة الواحدة وهو تحدي للمشروع الصهيوني الامريكي الذى اتى لقلع الشعب الفلسطيني من ارضه ومن جذوره ، ضمن ادارة صراع طويل الامد ، والذي لا يغيره الا مشيئة الرب من خلال معجزة الهيه من السماء وكما نعلم ، فقد انتهى زمن المعجزات ، فها هي نبوءة زوال اسرائيل لهذا العام يبدو أنها " فشنك " مع الاعتذار للشيخ بسام جرار .. ؟؟.
ومن هنا نحن اهل القدس في مفترق طرق ، يجب علينا ان نختار احد الامكانيات لادارة شؤوننا اما :
1. ان نحيي امانة العاصمة ، حسب البرنامج الذي اعده الباحث د. وليد سالم .
2. ان نقيم بلدية منفصلة عن بلدية القدس الغربيه ، حسب قانون البلديات من فترة الانتداب الانجليزي
والمعمول به في اسرائيل حتى ايامنا هذه .
3. او المشاركة في انتخابات بلدية القدس ومن ثم المطالبة بالفصل واقامة بلديتين في القدس الشرقيه
والقدس الغربية .
4. دولة اسرائيل لا تريد ان يشارك اهل القدس الشرقية في انتخابات البلدية ، في الحقيقه ، هي لا تريد تقسيم كعكة القدس ، فجميع الموارد الطبيعيه والسياسية والمالية تريدها فقط للشعب اليهودي وتريد تهجير اهل القدس بواسطة هدم البيوت وعدم اعطاء رخص بناء وتدمير المجتمع المقدسي كما فعلوا في يافاوعكا . هذه الافكار جميعها منصوص عليها في الاتفاقيه الدوليه للحقوق الاجتماعية والسياسية منذ سنة ١٩٦٦, والموقّع عليها من قبل اسرائيل والسلطة الفلسطينية وحسب الماده الثانية والمادة 25 حيث يحق للشعب الموجود تحت الاحتلال ان يدير شؤونه الاجتماعية والسياسية بنفسه كما يختار ، وهذا لا يفقده حق تقرير المصير ويجب وضع عشرين خط تحت هذه الجملة.
بعد موت حلّ الدولتين ، لم يبق لنا سوى خيار حلّ الدوله الواحدة .
ومن هنا اتت فكرة المشاركه في انتخابات البلديه و - او المطالبة باقامة بلدية عربية منفردة لشرقي القدس او أحياء أمانة العاصمة .
وعلى ضوء حالة النقاش والجدل في الشارع المقدسي في الاشهر الأخيرة بخصوص موضوع الانتخابات ، نريد ان نؤكد اننا مجموعة من النشطاء السياسيين ، نثير مع بعض الاشخاص والشخصيات الوطنية والدينية , عصفا ذهنيا للتوصل الى نتيجة تخدم المقدسيين وتعزز صمودهم ، وحسب ما يقرره الاجماع الوطني في النهاية ، فنحن مع الاجماع الوطني في نهاية المطاف.
ونعيد التأكيد انه بعد النقاش والعصف الذهني مع مجموعات وفصائل العمل السياسي والاسلامي ، اذا لم يكن هناك اجماعا وطنيا تاما على اي مسار من المسارات اعلاه ، فإننا سنكون اول الملتزمين بهذا الاجماع ، المهم ان نسهم في تحريك المياه الراكدة والتفكير خارج الصندوق ، لعلنا نهتدي إلى مسار وأليات تحمي المقدسيين من الاقتلاع والتهجير قبل فوات الأوان..؟؟
وفي هذا النقاش يجب علينا الاخذ بعين الاعتبار موقف جيش الانقاذ المآساوي سنة ١٩٤٨ ، بدعوته للخروج من شمال فلسطين الى الدول العربية لاقامة جيش كبير من اجل تحرير فلسطين من المغتصب الصهيوني وموقف رئيس بلدية الناصرة يوسف الفاهوم وتوقيعه على طلب الاستسلام ، ولكنه بالمقابل حافظ على عروبة الناصرة وضاعف عدد سكانها اضعافا مضاعفة فيما أدى موقف رئيس بلدية يافا الدكتور يوسف هيكل الذي قال بعد عودته من الاردن والشام سنة ١٩٤٨ " انا مهاجر واللي بدو يهاجر معي اهلا وسهلا واللي بدو يضل في البلد يضل ..؟؟؟ " . فكان ان أضحت يافا مجرد حي صغير هو حي العجمي بعد أن كانت أكبر المدن الفلسطينية سكانا في ذلك الوقت . فاتعظوا يا اولي الألباب..والله من وراء القصد ..