اتسمت العلاقات الايرانية السعودية بالاحتقان الشديد وذلك بسبب الخلافات السياسية والمذهبية على مر التاريخ , وزاد التوتر في العلاقة بين البلدين بعد ان قامت السلطات السعودية في الثاني من يناير 2016 باعدام 47 شخص بتهم متعلقة بالارهاب , حيث كان اربعة من المتهمين من الشيعة وأبرزهم نمر النمر وهو عالم دين شيعي سعودي ذو نشاط سياسي معارض , وله روابط بالنظام الايراني .
فالى اين ستصل العلاقات الايرانية السعودية ؟ وهل سنشهد قطيعة دبلوماسية ام حرب ؟ وبسبب التوتر بالعلاقات هل سنشهد تصعيد على جبهة اليمن من قبل الحوثيين ضد السعودية وأيضا الجماعات المسلحة كداعش والتنظيمات الموالية للسعودية في سوريا ضد النظام ؟؟
في ضوء ذلك أوضح الباحث المختص في شؤون الشرق الاوسط حسن عبدو انه من المؤكد ان هذه التطورات التي حدثت على صعيد العلاقات الايرانية السعودية ستشهد المزيد من التوتر , خاصة بعد الاعلان عن حادث اعدام نمر النمر الذي اعتبره بأنه صب الزيت على نار هذه الخلافات والتي تعتبر حاصلة في معظم ملفات الاقليم , مشيراً الى ان جميع هذه الاحداث ستؤدي لقطيعة دبلوماسية طويلة الامد.
وأضاف : ان كل ما يجري يؤدي لتأجيج كافة الملفات لأن العلاقات وصلت الى اللاعودة بين الطرفين على حد وصفه .
وعلى الصعيد العملي ,لفت الى أن تصعيد وصدام وتضارب مصالح بين السعودية وايران موجود حاليا في سوريا , فكل منهما يحمل المسؤولية للطرف الاخر ,مشيرا الى ان السعودية تحمل ايران مسؤولية عد سقوط النظام لهذه اللحظة , وايران تحمل السعودية مسؤولية انتشار الجماعات التكفيرية المسلحة كداعش والنصرة وغيرهم .
وأشار ان هذه الاتهامات ستزداد في المرحلة القادمة وستزيد حجم المواجهات بين الطرفين.
ورجح عبدو ان الامر قد يذهب لمواجهة عسكرية , خاصة وان هناك تهديدات من الجيش الايراني وكبار المسؤولين بذلك .
وكان اعدام النمر قد أثار موجة ردود فعل بين الشيعة في الشرق الأوسط عموماً وفي إيران خصوصاً، حيث أدانت ايران عملية الاعدام وهاجم المئات من المتظاهرين مبنى القنصلية السعودية في مدينة مشهد وقاموا باضرام النيران في اجزاء منها وانزال العلم السعودي .
وأدى ذلك لاعلان وزير الخارجية السعودية عادل الجبير عن قطع العلاقات الدبلوماسية بين طهران والرياض، وطالب أعضاء البعثة الدبلوماسية الإيرانية بمغادرة السعودية خلال 48 ساعة .