المجتمع الصهيوني لم يعد يتحمل ضربات المقاومة

قيادي في الجهاد لـ"خبر": جريمة اعتقال الشيخ السعدي لن تمر مرور الكرام وكتيبة جنين تتمدد

الجهاد الإسلامي
حجم الخط

جنين - خاص وكالة خبر - مي أبو حسنين

عقَّبت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، اليوم الثلاثاء، على جريمة جيش الاحتلال "الإسرائيلي" يوم أمس في جنين، والتي جرة خلالها اعتقال قائد الجهاد في الضفة الغربية الشيخ بسام السعادي، إضافةً إلى استشهاد الشاب ضرار الكفريني (17) عامًا.

وقال القيادي بالجهاد أحمد المدلل، في حديثٍ خاص بوكالة "خبر": "إنَّ هذه الجريمة لن تمر مرور الكرام"؛ مُردفاً: "لذلك استنفرت سرايا القدس نفسها في كل بقاع فلسطين للرد على هذه الجرائم التي تطال عموم أبناء شعبنا".

استنفار سرايا القدس

وأضاف: "إنَّ جريمة اعتقال الشيخ السعدي وغيرها من الجرائم الإسرائيلية، لن تُثني المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية عن الاستمرار في مواجهة الاحتلال"، مُؤكّداً في ذات الوقت على أنَّ هذه الجريمة ودماء الشهداء، ستزيد من إصرار الجهاد الإسلامي على الاستمرار في مواجهه الاحتلال ورد الاعتبار للمقاومة الفلسطينية التي يُمثلها الشيخ السعدي.

وكانت "كتيبة جنين"، قد كشفت في بيانٍ مقتضب، أنَّ مقاتليها تصدوا ببسالة كبيرة لقوات الاحتلال التي اقتحمت المخيم، واعتقلت القيادي بسام السعدي.

واُستشهد الشاب ضرار رياض الكفريني، وأصيب آخر بالرصاص، مساء يوم أمس، خلال مواجهات واشتباكات عنيفة عقب اقتحام قوات الاحتلال مخيم جنين؛ والتي انتهت باستشهاد الشاب الكفريني واعتقال القيدي السعدي.

وتشهد مدينة جنين ومخيمها وبلداتها في الآونة الأخيرة تصعيداً وتوتراً أمنياً كبيراً ومواجهاتٍ شبه يومية، بفعل إجراءات الاحتلال واستهدافه الوحشي للمخيم، زادت ذروتها في الأسابيع الأخيرة، ما أسفر عن استشهاد عدد من أبناء المخيم، وإصابة العشرات.

الاحتلال يعيش حالة من الهلع

وبالحديث عن إغلاق الاحتلال معابر قطاع غزة؛ خشية من رد فعل سرايا القدس على اعتقال الشيخ السعدي، قال المدلل: "إنَّ الاحتلال الصهيوني في كل مستوياته يعيش حالة من الهلع بعد استنفار المقاومة وسرايا القدس للرد على جريمة اعتقال الشيخ السعدي ودماء الشهداء في مخيم جنين"، مُشدّداً على أنَّ إغلاق الاحتلال لمعابر القطاع، يُعبر عن حالة الفشل والعجز والإرباك الذي يعيشه الاحتلال الصهيوني في مواجهه المقاومة.

وأكمل: "الاحتلال حاول من خلال الصور التي بثها للشيخ السعدي، أنّ يُعيد قوة الردع التي هزمتها المقاومة"؛ مُستدركاً: "لكِن رغم كل ذلك تزداد قوة المقاومة والتفاف شعبنا حولها".

وأفادت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، قُبيل ظهر اليوم الثلاثاء 02 آب/أغسطس 2022، بأنَّ جيش الاحتلال الإسرائيلي قرر رفع مستوى التأهب في منظومات القبة الحديدية في الجنوب للحالة القصوى.

وبحسب الصحيفة العبرية، فإنَّ رفع حالة التأهب في الجنوب يأتي خوفاً من هجمات انتقامية للجهاد الإسلامي بعد اعتقال زعيم التنظيم في الضفة الغربية بسام السعدي.

وأشارت إلى أنّه تم وضع بطاريات القبة الحديدية في حالة تأهب للرد على إطلاق الصواريخ، وأغلقت عدة مراكز طرق في قطاع غزّة أمام حركة المرور خوفاً من إطلاق صواريخ مضادة للدبابات. كما تم إيقاف حركة القطارات من عسقلان إلى نتيفوت وسديروت.

كتيبة جنين تمتد

أما عن اعتقال الشيخ السعدي على خلفية عمل المقاومة في جنين، أوضح المدلل، أنَّ المقاومة تمتد ويزداد التحاق الشباب في كتيبة جنين، مُتابعاً: "الشعب الفلسطيني من 74 عاماً يُقدم تضحيات كبيرة وهو أكثر إصراراً على التشبث بحق المقاومة".

والشيخ بسام راغب عبد الرحمن السعدي، "62 عاماً"، من مخيم جنين، ولد بتاريخ 1960/23/12م، وهو أحد أبرز قادة حركة الجهاد الإسلامي في الضفة المحتلة.

واُعتقل السعدي، سابقاً عدة مرات في سجون الاحتلال على خلفية عضويته ونشاطاته في صفوف حركة الجهاد الإسلامي، حيث أمضى ما يزيد عن 15 عاماً في معتقلات الاحتلال، وكان الاحتلال قد أبعده ضمن إبعاد مجموعات مرج الزهور مطلع التسعينات.

كما اُعتقلت زوجته نوال سعيد سليمان السعدي "أم إبراهيم" في سجون الاحتلال وأمضت حوالي ثلاثة أعوام في الأسر على نفس خلفية نشاطات زوجها.

واُستشهد ولديه عبد الكريم بتاريخ 2002/09/01م، وإبراهيم بتاريخ 2002/11/16م، برصاص قوات الاحتلال، وهما من عناصر سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي.

كما تم اعتقال أبناء الشيخ عز الدين وصهيب وفتحي ويحيى عدة سنوات في سجون الاحتلال فيما أصيب عز الدين بجراح خطرة مطلع انتفاضة الأقصى.

واستهدف الاحتلال منزل السعدي خلال معركة مخيم جنين عام 2002 بعدة صواريخ، كما تعرض السعدي بتاريخ الأول من أغسطس للاعتداء والإصابة، خلال مداهمة الاحتلال منزله، حيث جرى اعتقاله برفقة صهره أشرف الجدع.

وختم المدلل حديثه، بالقول: "إنَّ الاحتلال حاول من خلال بث صور الشيخ السعدي بعد اعتقاله، تهدئة الوضع خوفاً من ردود الفعل لدى المقاومة وسرايا القدس؛ لأنّه لا يُمكن أنّ تمر الجهاد عن هذه الحادثة مرور الكرام"؛ مُضيفاً: "المجتمع الصهيوني لم يعد يتحمل ضربات المقاومة؛ لذا حاول الاحتلال تهدئة الشعب الفلسطيني على حياة الشيخ السعدي؛ لكِن كل ذلك سيزيد من إصرارنا على المقاومة".