العدوان الجديد وموقف حماس

حجم الخط

غزة - منير الغول 

 

 

لم يكن مفاجئا للوسط المحلي الفلسطيني ان تقوم اسرائيل بخطوات استباقية في محاولة للنيل من المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة وذلك بالقيام بسلسلة عمليات اغتيال لعدد من القادة يتقدمهم قائد سرايا الشمال في الجهاد الاسلامي تيسير الجعبري وذلك نظرا لكافة التجارب السابقة مع الاحتلال الاسرائيلي الذي لا يعرف سوى لغة القتل والاغلاق والحصار والتدمير ...

 

كان متوقعا ان تنطلق شعلة معركة جديدة يسخر فيها الجيش الاسرائيلي كل ما يمتلكه من عتاد وقوة عسكرية في محاولة لتدمير العناصر الحيوية في الجهاد الاسلامي والقضاء عليها لكن دروس المعارك السابقة اثبتت قدرة المقاومة على التصدي ببراعة للعدوان والنهوض مجددا رغم حجم الخسائر والشهداء والجرحى …

 

ما يهمنا في موضوع اليوم وحديث الساعة من العدوان هو الموقف الكبير الذي تقوم به حركة حماس التي تثبت انها على قدر المسؤولية من خلال الاهتمام بسكان  واهالي القطاع من خلال الحرص على عدم تصعيد الموقف لانها تدرك جيدا  ان اسرائيل تبحث عن ذريعة لمواصلة التصعيد والاستمرار بالعدوان على قطاع غزة ..

 

ان المسؤولية التي تبديها حماس بهذا الحرص وهذا الاهتمام بمصالح ابناء القطاع وعدم الانجرار للتصعيد الاسرائيلي تشكل حجرا مهما في زاوية انهاء العدوان على شعبنا الفلسطيني في القطاع باسرع وقت ممكن ومن هنا يبرز الدور المسؤول لحماس وهي الجهة المتنفذة والحاكمة والمسؤولة عن قطاع غزة في كل المجالات وهذا من شأنه ان يوفر بصيص امل ولو قليل لسكان وابناء القطاع لالتقاط الانفاس بدلا من الدخول في دوامة ومعركة كبيرة لا تحمد عقباها …

 

حركة حماس القوية التي لا تتاثر بالمنظمات الاقل شأنا في القطاع والاقل نفوذا وتاثيرا وتثبت انها على قدر المسؤولية وسيكون لموقفها اثر ايجابي على مستقبل قطاع غزة لان كافة الانفاق المغلقة فيها اطراف خيوط يجب ان تدرك المقاومة كيفية التعامل معها لاعادة النور الى القطاع المظلم والحزين بسبب الحصار الذي يتواصل منذ ١٦ عاما …

 

من البديهي ان تدخل جهود الوساطة المصرية والقطرية والاممية على الخط مباشرة لوقف العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة ومن شأن موقف حماس ان يساهم كثيرا بوقف العدوان وعدم استمراره وبشكل سريع هذه المرة لانها تدرك اهمية البناء على محاولات الحفاظ على النسيج الاجتماعي والحياة شبه الكريمة للمواطنين في القطاع وعلى فرص العمل المتاحة حاليا في الداخل الفلسطيني والحرص على توفير المسكن والملبس وهي امور بديهية لكن الحفاظ عليها لا يأتي الا من خلال موقف حكيم ومتوازن يقدر  اهمية الربط بين الحفاظ على المنجزات والمقاومة من جهة وعلى الاساسيات والحاجيات الضرورية لسكان القطاع لانه من غير المعقول ان يدخل القطاع في دوامة عدوان مرة كل عام …

 

القطاع يحتاج لمرحلة نهوض شاملة وذلك لا يتحقق الا بجهود كبيرة لوقف العدوان والابقاء على الحياة والعيش الكريم لمواطني القطاع ومن هنا نجد في موقف حماس الجديد توجها لصالح الحفاظ على حياة الناس والاهتمام بمصالحهم على الرغم من ادراك حماس وكافة الفصائل الاسلامية والوطنية الفلسطينية لخطورة الموقف الاسرائيلي وانتهاكاته المتواصلة واعتداءاته المتكررة لكن لا بد من موقف يضع الكرة في الملعب المناسب ويحركها بتوقيت جيد ليثبت للعالم ان المعركة غير متكافئة وان اهدافها واضحة وتتجلى بمحاولات مستمرة من الاحتلال لتدمير كل اشكال الحياة في القطاع ومن الضروري تفويت الفرصة على هذا المحتل والتصدي لهجومه تارة بالسلاح وتارة اخرى بالفكر والدماغ لاننا لا نحتمل سقوط عشرات ومئات الشهداء والاف الجرحى في معركة اخرى وعدوان اخر نحن في غنى عن تبعياته واثاره المدمرة …

 

عدوان نتمنى ان يكون وقته قصيرا وان تنتصر فيه ارادة الشعب الفلسطيني في القطاع لتفويت الفرصة على المحتل الذي يظهر امام العالم بثوب الحمل الوديع لكنه في الاساس عنصر القلق والتوتر الوحيد والدائم في الشرق الاوسط