نعم نجحت دولة الاحتلال الإسرائيلي في تحقيق أهدافها العدوانية في القتل واستهداف المدنيين وخاصة الأطفال والنساء، وتدمير المنشئات المدنية والبني التحتية وقصف منازل المواطنين على رؤوس سكانها باستخدام أسلحة محرمة دوليا ومواصلة الحصار علي القطاع ومنع الإرساليات الدوائية والإنسانية ومنع إدخال الوقود لمحطة الكهرباء لتحويل حياة السكان لمستوي الكارثة الإنسانية، ومواصلة جرائم الاستيطان الاستعماري وسرقة أراضي المواطنين، وممارسات الاعتقال التعسفي والتنكيل بالأسرى والسماح باقتحام المسجد الأقصى لفرض التقسيم الزماني والمكاني.
إضافةً إلى هدم المنازل والإعدامات الميدانية والاغتيال خارج إطار القانون المقاومين وهم ليسوا في ميادين القتال مع عدم الاكتراث بالمدنيين المحميين وهذا جوهر دولة الإرهاب المنظم والاحتلال العدواني والتمييز العنصري من دولة بات معظم مواطنيها دواعش العصر لا يؤمنون بأي حقوق الشعب الفلسطيني أو أي معايير حقوق الإنسان أو قواعد القانون الدولي الإنساني.
وقد ساعدهم في ذلك استمرار غياب المحاسبة لقيادتهم السياسية والعسكرية كمجرمي حرب ، واستمرار مؤامرة الصمت وازدواجية المعايير وانتقائية إنفاذ القانون الدولي من قبل المجتمع الدولي وضعف العامل العربي، واستمرار حالة الانقسام الفلسطيني والتفرد في إدارة الشأن العام والإبقاء على التنسيق الأمني والعلاقة مع الاحتلال وإبقاء الرهان على أوهام التسوية.. ولحين ترتيب البيت الداخلي وإعادة بناء كل مؤسسات النظام السياسي على أسس الشراكة وفق مشروع وبرنامج وطني واستراتيجية نضالية تقوم على تدويل الصراع ورفع كلفة الاحتلال لحينها لا خيار إلا الصمود ومقاومة الاحتلال باعتبار ذلك حق وواجب على الشعب الواقع تحت الاحتلال.
كل التقدير والاحترام لكل السواعد الحرة المناضلة القابضة على الحقوق الوطنية المدافعة عن شعبنا والتي تخوض الآن معركة الدفاع المشروع عن الحقوق الفلسطينية لإفشال أهداف الاحتلال في فصل الساحات وتحقيق اغراض انتخابية واستعادة الردع وتغيير المعادلات التي فرضها شعبنا ومقاومته في معركة سيف القدس في مايو 2021 ..
وبعيد عن التقييم الآن عن أسباب اندلاع العدوان وتحقيق الاحتلال اي انجازات ومناقشة قدرة الفلسطيني علي تجنيب قطاع غزة الملئ بالتحديات والمعاناة مخاطر العدوان
إلا أن المعركة اندلعت والعدوان متواصل والاستهداف يتسع للمدنيين والمنشاءات المدينة ومنازل المواطنين التي هدم بعضها علي رؤس من فيها ، الأمر الذي يتطلب تحركًا وانضماما من الكل الوطني وفي كافة التجمعات والساحات وفق ظروف ومعطيات كل تجمّعٍ، بما يعظم من الاشتباك الشعبي والكفاحي ضد دولة الإجرام والإرهاب المنظم ويحشد التأييد والتضامن العربي الدولي مع نضال وحقوق شعبنا ويقصر من مدي العدوان ويعرقل قدرة الاحتلال علي تحقيق مراميه من هذا العدوان .
وعلى الرغم من تفهم ميزان القوي ومبررات أي طرف بأنه ما كان لنا أن ننجر إلى هذه الجوالة من الصراع لاعتبارات متعددة إلا أن العلاقة مع الاحتلال تقوم على قاعدة رفع كلفته ليرحل وبكل طرق المقاومة والتي تتناسب طرديا مع ظروف ومعطيات الواقع والميدان والساحات بما يمنع تخصيصها أو التفرد في التحكم فيها ، وبما يبقيها مقاومة لكل الشعب وبكل الطرق ومتحررة من قيود السلطة أو الحكم أو التفرد من أي طرف وفي إطار قيادة جماعية تقرر في السلم والحرب.
ورغم أي ملاحظات قد يضعها البعض في إطار التبرير أو قياسات الربح والخسارة أو ادعاءات الجدوي والعقلانة، إلا أنه لا عذر لأي فصيل أو تجمع في التراخي أو السلطة التي تستمر في الإبقاء على العلاقة مع الاحتلال في ظل الاستطيان والتهويد للقدس واقتحام المسجد الاقصي وجرايم القتل الميداني والاقتحامات للمدن والمخيمات الفلسطينية والعدوان في الضفة والقدس وعزة ، كما لا يمكن الاكتفاء او البقاء في إطار منزلة بين منزلتين(الحكم ،والمقاومة ) في غزة رغم اهمية الدعم السياسي والإعلامي وإتاحة المجال للجهاد وفصائل المقاومة للرد في ظل هذا العدوان الشامل علي غزة وعلي شعبنا وحماية ظهر المقاومين ، مع إدراكنا أنها ليست معركة فصل أو حسم إلا أننا ندرك أن انتصارنا على العدو يتم عبر تراكم النقاط في ظل ميزان قوي مختل وصراع يدور علي هذه القاعدة التي تتطلب مراكمة الانجازات عبر إطلاق المقاومة في كل التجمعات ودخول الكل الوطني في هذه المعركة بما يمنع من الاستفراد بفصيل أو تجمع فلسطيني ، ما يجعل من دخول الاشتباك الآن من الكل الوطني مع دولة الاحتلال فرض عين لاظهار عوامل القوة الشعبية والكفاحية لاستنزاف العدو ولمنعه من تحقيق أهدافه من هذا العدوان المبيت، فالعدوان على طفل فلسطيني أو فصيل أو قائد هو عدوان على كل الشعب، الذي يخوض معركة التحرر الوطني منذ ٧٤ عامًا ضد نظام عنصري عدواني استيطاني استعماري معتدٍ ومجرم.