تفقد سفراء دول الاتحاد الأوروبي، يتقدمهم ممثل الاتحاد في فلسطين السيد سفين كون بورغسدورف، اليوم الثلاثاء، جرحى العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزّة داخل مجمع الشفاء الطبي، إضافةً إلى توقيع اتفاقية لدعم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا" بمبلغ 97 مليون يورو، ثم تفقد مخازن جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني والاطلاع على نقص المعدات الطبية.
بدوره، قال ممثل الاتحاد الأوروبي في فلسطين، السيد سفين كون فون بورغسدوف: "إنَّ الناس في غزّة يُعانون بشكل كبير من المصاعب الناجمة عن 15 عاماً من الإغلاق والقيود الاقتصادية، والتي تفاقمت بسبب الجولات المتكررة من الهجمات العنيفة حيث فقد العديد من الفلسطينيين الأبرياء حياتهم وعانوا من الإصابات".
وأضاف بورغسدوف، خلال حديثه في مؤتمر صحفي: "جئت هنا اليوم مع ممثلي الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، لإظهار تضامننا مع ضحايا الجولة الأخيرة من الصراع العسكري ولتقديم دعم ملموس للاجئي فلسطين، ولا سيما الشباب والأطفال، من خلال شراكتنا الراسخة مع الأونروا".
وتابع: "في الوقت الذي نُشجع فيه جميع الأطراف على التقيد التام بوقف إطلاق النار، فإنّنا ندعو إلى تحقيق شفاف ومستقل في القتل غير القانوني للمدنيين، بمن فيهم العديد من الأطفال والنساء".
وأردف بورغسدوف: "بدون تغيير جذري في الوضع السياسي والأمني والاقتصادي بغزّة، بما في ذلك إنهاء الإغلاق وتحقيق المصالحة بين الفصائل الفلسطينية، سيكون المدنيون في غزّة هم من يدفع ثمن غياب الإرادة السياسية من جانب إسرائيل باعتبارها السلطة القائمة بالاحتلال والمسؤولين الفلسطينيين لتحقيق حل سلمي يسمح بإقامة دولة فلسطينية ذات سيادة وقابلة للحياة وديمقراطية تشكل غزة جزءًا لا يتجزأ منها".
وعلى هامش الزيارة التفقدية التي أجراها سفراء الاتحاد الأوروبي لجرحى العدوان الإسرائيلي في مجمع الشفاء الطبي، قال الناطق باسم وزارة الصحة بغزّة، د. أشرف القدرة: "إنّنا نتطلع من هذه الزيارة لرفع المظلومية عن أبناء شعبنا، خاصةً أنَّ سفراء الاتحاد الأوروبي استمعوا لشهادات حيّة على الانتهاكات التي تعرض لها شعبنا".
واستدرك القدرة، في حديثٍ خاص بوكالة "خبر": "إنَّ الوفد شاهد أجساد الأطفال والنساء الذين تعرضوا للإصابة خلال العدوان الأخير على غزّة"، مُضيفاً: "أمام الاتحاد الأوروبي فرصة لرفع الحصار عن قطاع غزّة، ورفع مظلومية شعبنا للمحافل الدولية، وتوفير الدعم اللازم للقطاع الصحي".
كما وقع سفراء الاتحاد اتفاقية مع الأونروا، سيُقدم بموجبها الاتحاد مساهمة بقيمة 97 مليون يورو لدعم أعمال التنمية البشرية للأونروا في عام 2022، ويشمل ذلك أكثر من نصف مليون فتاة وصبي يذهبون إلى مدارس الأونروا وحوالي مليوني لاجئ يسعون للحصول على الرعاية الصحية في عيادات الأونروا. وتشمل هذه المساهمة أيضاً زيادة قدرها 15 مليون يورو من مرفق الغذاء والصمود للتخفيف من تأثير الأزمة الأوكرانية على أسعار المواد الغذائية والأمن الغذائي للاجئين الأشد عرضة للمخاطر.
وعلى مدى أكثر من 50 عاماً، أثبت الاتحاد الأوروبي نفسه كشريك استراتيجي رئيسي للوكالة، حيث يدعم الأونروا في جهودها الرامية إلى مساعدة لاجئي فلسطين على تحقيق كامل إمكاناتهم على الرغم من ظروفهم الصعبة. وقد تطورت الشراكة بين الاتحاد الأوروبي والأونروا مع مرور الوقت، حيث أصبح الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه أكبر مانح متعدد الأطراف للمساعدة الدولية للاجئي فلسطين. وفي العام الماضي، وقع الاتحاد الأوروبي إعلانا مشتركا لدعم الأونروا للفترة 2021-2024.
وكوكالة، تتطلع الأونروا باستمرار إلى التكيف والتطور لتتناسب مع الأزمة التي طال أمدها والتي لم يتم حلها، وذلك بتوسيع الموارد لخدمة أشد الاحتياجات كل عام. ومنذ عام 2015، خفضت الأونروا التكاليف التشغيلية بمقدار 600 مليون دولار، مع الإبقاء على تقديم خدمات صحية وتعليمية عالية الجودة للاجئي فلسطين.
شاهد مؤتمر ممثل الاتحاد الأوروبي في فلسطين، السيد سفين كون فون بورغسدوف، كاملاً من هنا: