عقَّب المتحدث باسم حركة فتح في مدينة القدس، محمد ربيع، على فتح الشرطة الألمانية تحقيقًا أولياً ضد الرئيس محمود عباس، على خلفيه تصريحاته الأخيرة التي شبَّه فيها ممارسات "إسرائيل" بالمحرقة "الهولوكوست".
وقال ربيع، في تصريحٍ خاص بوكالة "خبر": "إنَّ الإعلان عن فتح هذا التحقيق، دليلٌ على إفلاس هذه الدول والمجتمع الدولي"، مُشدّداً في ذات الوقت على أنَّ ما جاء في حديثه الرئيس، يُمثل الشعب الفلسطيني ويمثل كذلك كل الأصوات التي تتحدث عن عدالة القضية الفلسطينية.
حقائق تاريخية
وأضاف: "إنَّ ما تحدث به الرئيس، مُرتبط بالرواية الوطنية الفلسطينية والتي تجسد معاناة الشعب الفلسطيني طيلة عقود طويلة مضت؛ وبالتالي له علاقة بحقائق تاريخية ومجازر ارتكبها الاحتلال مُنذ نكبة 1948 حتى يومنا هذا".
وأكّد على أنَّ الحملة التحريضية من حكومة الكيان الصهيوني ضد الرئيس وشعبنا، هي محاولة لحرف البوصلة عن الجرائم "الإسرائيلية" المنظمة بحق شعبنا الفلسطيني، وإظهار الاحتلال أمام العالم كضحية على حساب الضحية الحقيقية، وهي الشعب الفلسطيني الذي يرزح تحت الاحتلال مُنذ 74 عاماً.
وأكمل: "الاحتلال وجهات أخرى في العالم، لديهم على الدوام عقدة تاريخية، يُحاولون تصدريها للشعب الفلسطيني؛ لحرف الأنظار عما يجرى في الأراضي الفلسطينية من عمليات الإعدامات والقتل والمجازر المستمرة".
وأشار إلى أنَّ جزءًا من مؤسسات المجتمع الدولي تُحاول أنّ تتساوق مع الاحتلال؛ الأمر الذي يعكس نفاق المجتمع الدولي وازدواجية المعايير في هذا العالم، عندما يتعلق الأمر بالشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.
ودعا المجتمع الدولي إلى التعامل بمعايير موحدة وليس بازدواجية، مُشدّداً على أنَّ مصطلح المحرقة ليس حكرًا على جزء من هذا العالم دون الآخر، ولا بد من وضع الأمور في نصابها، لافتًا إلى أنَّ توصيف الرئيس حقيقي وجميع أبناء شعبنا وقواه خلف هذا التوصيف في وصف معاناة شعبنا الفلسطيني.
وكان الرئيس محمود عباس، قد قال خلال مؤتمر صحفي مع المستشار الألماني أولاف شولتز، يوم الثلاثاء الماضي، إنّه "منذ عام 1947 ارتكبت إسرائيل 50 مجزرة… 50 مذبحة.. 50 هولوكوست".
وقد أثارت هذه التصريحات استياء المستشار الألماني والمسؤولين في "إسرائيل"، حيث أبدى شولتز استياءه من تصريحات الرئيس عباس في تغريدة قال فيها "أشعر بالاشمئزاز من التصريحات الفاضحة التي أدلى بها الرئيس الفلسطيني".
ويُعد التقليل من أهمية المحرقة جريمة جنائية في ألمانيا، لكِن فتح تحقيق أولي لا يترتب عليه تلقائياً إجراء تحقيق كامل، بحسب صحيفة بيلد الألمانية.
بدورها، شدّدت وزارة الخارجية الألمانية، على أنَّ الرئيس عباس باعتباره ممثل السلطة الفلسطينية سيتمتع بالحصانة من الملاحقة القضائية، لأنّه كان يزور ألمانيا بصفة رسمية.
ليست الحملة التحريضية الأولى
أما عن كيفية مواجهة هذه الحملات الممنهجة والتي تستهدف القضية برمتها، قال ربيع: "إنَّ هذه الحملة التحريضية ضد القيادة وشعبنا ليست الأولى، وتأتي للتغطية على إرهاب الاحتلال وجرائمه ضد شعبنا"، مُشيراً إلى أنَّ المتطرف أفيغدور ليبرمان، يُهاجم على الدوام الرئيس محمود عباس، ويصفه بأنّه يُمارس الإرهاب السياسي والدبلوماسي.
وأردف: "دولة الاحتلال تُهاجم القيادة الفلسطينية، عندما يتعلق الأمر بالواجب الوطني، ويصفون القيادة، بأنّها تدعم وتمول الإرهاب الفلسطيني من خلال دفع رواتب الأسرى والشهداء، وكل ذلك يأتي في إطار الحملات التشويهية".
وأشار إلى ضرورة تكثيف الخطاب الإعلامي دبلوماسيًا، لتوضيح الصورة الحقيقة وكشف الحرب المسعورة التي يشنها الاحتلال الصهيوني ضد القضية الفلسطينية، من أجل حرف الانتباه عن إرهابه المنظم بحق شعبنا.
كما جدّد التأكيد على أنَّ جرائم الاحتلال بحق شعبنا لا تتوقف، حيث يُحيي الشعب الفلسطيني في هذا اليوم الذكرى الـ53 لحرق المسجد الأقصى؛ الأمر الذي يُبيّن مسلسل الجرائم الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته الإسلامية والمسيحية؛ مُوضحاً أنَّ القيادة تقوم بكل مهنية بكشف وتعرية جرائم الاحتلال بحق شعبنا.
الاحتلال هو العدو المركزي
أما عن كيفية البناء على وحدة الموقف الفلسطيني ضد حملات التشويه بوحدة سياسية، قال ربيع: "إنَّ الرئيس محمود عباس، وقف موقف شجاع، ضد محاولات وسم حركات وطنية فلسطينية بالإرهاب"، مُردفاً: "إسناد الحركات الوطنية لبعضها رغم الخلافات، يُؤكد على أنّ ما يجمعنا أكثر مما يفرقنا، وأنَّ العدو المركزي لنا هو الاحتلال الصهيوني".
واستطرد: "في ظل الأوضاع الراهنة أصبحت إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية، ضرورة ملحة، خاصةً في ظل تنافس الأحزاب الصهيونية في حكومة الاحتلال على حساب الدم الفلسطيني من أجل الوصول إلى سدة الحكم"، مُؤكّداً في ذات الوقت على أنَّ الوحدة الوطنية هي الدرع الحامي للشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال.