جسَّد فنانون فلسطينيون فصول العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزّة، اليوم الثلاثاء، بمحاكاة رسومات فنية للشهيدة الفنانة دنيانا العمور، التي اُستشهدت إثر قصفٍ إسرائيلي استهدف منزلها وبين لوحات فنها، وذلك في فعالية نظمتها جمعية الثقافة والفكر الحر من مسرح الجريمة في منزلها بمحافظة خانيونس جنوب القطاع.
والدة الشهيدة دنيانا العمور، قالت لمراسلة وكالة "خبر": "إنَّ ابنتها اُستشهدت وهي جالسة على سريرها بين لوحاتها الفنية وتُمارس فنها، وبينما كانت تستعد لزيارة منزل عمتها للتهنئة بنتائج الثانوية العامة"، مُشيرةً إلى أنَّ دنيانا كانت تُحب الرسم والزراعة، وتحلم بالمشاركة في معرض فني تعرض من خلاله رسوماتها.
من جانبه، أوضح منسق البرامج المجتمعية في جمعية الثقافة والفكر الحر، علي الشنا، أنَّ الهدف من اختيار منزل الشهيدة دنيانا لهذه الفعالية، هو إيصال رسالة للمُحتل بأنّه إذا ما اغتيال الأدوات الخاصة بالشهيدة فإنّ لدى شعبنا الآلاف من أمثال دنيانا
وأضاف الشنا، في حديثه لمراسلة وكالة "خبر": "نسعى لعقد شراكات ثقافية مع مؤسسات محلية ودولية، لإبراز فن الشهيدة دنيانا والرسائل التي كانت تود إيصالها للعالم، والتي تتركز على الحياة والمستقبل تأكيداً على استمرار شعبنا في السعي لتعزيز مستقبله".
من جهتها، بيّنت الفنانة التشكيلية، عائشة الأغا، أنَّهم جاءوا اليوم إلى منزل دنيانا، كونها زميلتهم في كلية الفنون، وصديقة هادئة ومهذبة وفنانة، مُوضحةً أنَّ الهدف من رسمتها هو تسليط الضوء على بشاعة الاحتلال الذي قضى على طموحات الفنانة دنيانا.
وأشارت الأغا، في حديثها لمراسلة وكالة "خبر"، إلى أنَّ لوحتها الفنية تُجسد ما حدث مع الشهيدة الفنانة دنيانا، من حيث تحطيم جدار بيتها جراء القصف الإسرائيلي وتدمير اللوحة الفنية وتحطيم أحلامها، باستخدام القلم والفرشاة.
كما قالت غدير مطر، وهي إحدى المشاركات في الفعالية: "إنَّ أيّ شخص في قطاع غزّة كان مُعرضاً لأنّ يكون مكان دنيانا، حيث لم يترك الاحتلال وسيلة للضغط على شعبنا إلا ومارسها، ولم يكن أمام الشباب والشابات سوى مختلف أنواع الفنون للتعبير عن خوفهم وحصارهم، لكِن الاحتلال جعل كل تلك الأدوات هدفاً له".