" ما زلنا نمد يدنا من أجل السلام " هذه كانت رسالة الرئيس محمود عباس في خطابه أمس .
" فالدعوة للسلام والانتفاضة الشعبية بالطرق السلمية والتأكيد على أن القدس الشرقية عاصمة لفلسطين" , من أبرز النقاط التي لا يمكن أن تغيب عن أي خطاب يلقيه الرئيس , وحتى خطابه الأخير لم يخل ُ منها.
وأثارالخطاب العديد من التساؤلات عن الرسائل التي حملها بالأمس, فسّرها الكاتب والمحلل السياسي "طلال عوكل" من وجهة نظره بأن الرئيس أراد أن يوصل رسالة سلام للعالم , بأن الفلسطينيين يريدون ويبحثون عن السلام وهذا ما يقدم صورة عملية متنافرة مع الصورة الاسرائيلية التي تقدم نفسها بطريقة ارهابية تدمر السلام عملياً مع الفلسطينيين .
وأضاف : أن الخطاب لم يتوقف عند الحديث عن السلام فقط ,بل كان اعادة تأكيد على بعض المواقف, والتي كان منها حل السلطة أو انهيارها أو تعيين شخصيات جديدة بمناصب معينة , فجاء ليقطع الشك باليقين بأن السلطة باقية .
وارتأى "عوكل" الى أن السلطة ليست باقية على ما هي عليه من وظائف ومن الممكن أن يحدث عليها العديد من التعديلات.
وبالاشارة الى التساؤلات , رجّح "عوكل" الى أن الرسائل التي حملها الخطاب موجهة للعالم الخارجي بالدرجة الأساسية وللإسرائيلين على وجه الخصوص .
ولفت "عوكل" الى أن الخطاب لم يحمل شيء مهم على الصعيد الداخلي كموضوع المصالحة الفلسطينية ومعبر رفح , الى جانب أنه لم يتحدث عن المجلس الوطني أو منظمة التحرير أو حتى عن مؤتمر حركة فتح , لذلك فالرسالة بالأساس رسالة خارجية .
اما بخصوص القراءة الاسرائيلية للخطاب , أوضح عوكل أنها ما زالت حذرة وأن الإسرائيليون مرتبكون , وأن البعض منهم يتهم الرئيس بالتحريض على العنف , الى جانب أنهم متخوفون من المواقف والسياسات الفلسطينية تجاه العلاقة مع اسرائيل , مشيراً الى أن الخطاب لم يحقق ردود فعل قوية عند اللإسرائيليين.
وفي اطار الحملات الشرسة التي يقودها الاعلام العبري على الرئيس الفلسطيني محمود عباس , والتي كان آخرها ما نشر اليوم حول ان التنسيق الأمني شهد تحسناً ملحوظاً هذا الشهر , في الوقت الذي كانت فيه السلطة الفلسطينية تصرح عن قطع العلاقات مع اسرائيل , اعتبر "عوكل" أن التنسيق الأمني ما زال مستمر , وأن الرئيس يحذر من الغاء التنسيق الامني وان هناك قرارات سابقة بهذا الشأن ولكن لم يتم حتى الآن أي تطبيق لهذه القرارات على ارض الواقع .
وبيَن أن الهدف مما ينشره الاعلام العبري حول -التنسيق الأمني- وانه في أفضل أوقاته هو التشويش على الوضع الفلسطيني .
وكان الرئيس ألقى كلمته في قصر الرئاسة بمدينة بيت لحم أمس، بمناسبة احتفال الطوائف الشرقية بأعياد الميلاد والتي دعا من خلالها لعقد مؤتمر دولي للسلام لتطبيق مبادرة السلام العربية, مؤكداً انه مستمر في مساعيه بمجلس الامن الدولي والجمعية العامة للامم المتحدة لتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني ووقف الاستيطان .