في ظل الضغوطات الإقليمية والدولية : هل تستطيع القيادة الفلسطينية اتخاذ قرارات مصيرية

الانتفاضة
حجم الخط

في الوقت الذي تسٌمر الفلسطينيون أمام شاشات التلفاز يوم أمس بانتظار ما سيقوله الرئيس محمود عباس في خطابه الذي أُعلن أنه هام، لم يفجر أيه مفاجئات بل كان أكثر من عادي، وتتطرق إلي قضايا بديهية من تجريم الاستيطان، ومماطلة إسرائيل في تنفيذ قرارات الشرعية الدولية، مما دعا بعض المراقبين لتوصيف خطابه  بأنه "يتكلم بلغة المخنوق"، بعد حديث في الكواليس عن قرب نهايته، لكن هل تأتي اجتماعات اللجنتين التنفيذية والمركزية بأي جديد؟ أم أن المراقب للمشهد الفلسطيني يستبعد أي قرارات مع تحكم فاعلين سواء إسرائيل وأنظمة عربية أو حتى دولية في القرار الفلسطيني.

القرار الفلسطيني بيد الانتفاضة

أعلن الرئيس "عباس" عن اجتماعات في الإسبوع القادم للجنتين المركزية والتنفيذية التابعتين لمنظمة التحرير الفلسطينية فأيُ قرارات متوقع أن تتخذها وقد سبق أن مضى ما يزيد عن خمسة شهور على اجتماعاتها السابقة دون تنفيذ أي من التوصيات المتعلقة بوقف العلاقات مع إسرائيل.

وبشأن القرارات المتوقعة من اجتماعات المركزي يقول استاذ العلوم السياسية في جامعة بيرزيت نشأت الأقطش "لوكالة خبر" أن " القرار الفلسطيني ليس بيد الفلسطينيين ممثلين باللجنة المركزية والتنفيذية والأجهزة الأمنية والرئاسة ولاحتى فتح وحماس، لأنها لا تملك القرار بشكل كامل".

وشدد " أنه بيد ثلاث جهات، الجهة الأولى أمريكا وإسرائيل والأنظمة العربية وهؤلاء متحدون لخدمة إسرائيل وحمايتها".

وأضاف "الجهة الثانية هي حماس وفتح المتفقون على حماية مصالحهم ومختلفون على المصلحة الوطنية وذلك بتعنتهم لما يزيد عن 9 سنوات على استمرار الانقسام "

وتابع  "أما الجهة الثالثة نحن الشعب الفلسطيني، ونحن لا نرى في كل هذه التوجهات أي مستقبل، فقد قرر بدمه وجهده دون اعتماد قرارات أحد، وهذه الفئة هى التي تربك إسرائيل".

واعتبر الاقطش أن كل انتفاضة تأتي بقيادات جديدة، وهذا حال الانتفاضات السابقة، فانتفاضة 1987م، كانت حماس والجهاد الإسلامي تنظيمان ناشئان، واليوم هما لاعبان أساسيان في الساحة الفلسطينية.

وتابع من المنتظر أن تتمخض عن الانتفاضة الحالية تنظيمات وقيادات جديدة ليس لديها ما تخسره بخلاف حماس وفتح.

وأكد الأقطش أنه قد سبق وأخذ المجلس المركزي قرارا بوقف التنسيق  مع إسرائيل واتفاق باريس الاقتصادي دون التنفيذ لأنهم ليسوا أصحاب قرار على حد قوله.

ونوه أن "القيادة الفلسطينية ليس بيدها أي ورقة ضغط على الاطلاق، لأن إسرائيل وأمريكا، والأنظمة العربية الجميع ضدهم وفي هذه الحالة ماذا يمكنهم أن يفعلوا؟"

"خطاب  بلغة المخنوق"

وحول تعليقه على خطاب الرئيس عباس يقول الأقطش  "الرئيس تحدث أمس "بلغة المخنوق "، لأنه يعلم يقين العلم أنه تم الاستغناء عنه، وأيامه الأخيرة اقتربت".

مؤكدا  أنه يجري حديث في الكواليس عن اجتماعات ثنائية من كل قيادات الفصائل الفلسطينية بما فيها فتح مع المصريين لإيجاد بديل لمنصب الرئاسة.

وحول ذهاب الرئيس إلى السعودية لأخذ ضوء أخضر باتجاه التصعيد مع اسرائيل يؤكد الأقطش أن "السعودية تمسك العصا من المنتصف باستمرار وهي تلتزم بالدعم المادي للسلطة الفلسطينية، لكنها تشكل مع مصر حلف عربي قوي للضغط على الفلسطينيين بأي ملف"

وكشف الأقطش أن " الأنظمة العربية وبالتحديد مصر قد اتخذت قرارا بالتخلي عن الرئيس عباس بعد رفضه المصالحة مع "محمد دحلان" مشددا أن الأنظمة العربية باتت تكسب من القضية بدلا من تقديم مساعدات حقيقية لها".

وشدد أن التحضير لمرحلة ما بعد عباس يجري بتنسيق من الأنظمة العربية وأمريكا وإسرائيل لإيجاد صيغة جديدة للمرحلة القادمة، وكذلك تحضير مصالحة بين الضفة وغزة.