لو ترشح البرغوثي للرئاسة .. هل تدخل حماس معترك الانتخابات؟

12506628_10206790824382408_2147465719_n
حجم الخط

الحالة السياسية " المتشققة "، العامل المشترك بين جناحي الوطن المنقسم على نفسه في الضفة الغربية وقطاع غزة ليُضاف إلى التقسيمة الحدودية التي اقرتها الاتفاقيات الدولية والتي جعلت من  القدس المحتلة وأراض 48عامل انقسام اخر تتقاطع مع العامل الأول في التشقق والتفتت السياسي .

لا نستطيع إلا أن نجزم بأنه لا أحداً لم يهرُم من هذا الانقسام البغيض، أطفالاً حتى قبل الشباب والنساء، جهود عربية ودولية كثيرة لم تنجح في وأد الانقسام ولا اصلاح التشقق السياسي الذي تعيشه المنطقة الفلسطينية.

يعتبر البعض أن المفتاح الوحيد للخروج من هذا المأزق أو " أداة السحر" هو الاحتكام لقرار الشعب الفلسطيني من خلال انتخابات تشريعية ورئاسية بما فيها المجلس الوطني وتفعيل منظمة التحرير الفلسطينية.

وفي سياق الانتخابات وبالعودة للزمان سبع  سنوات من حكم حركة حماس لقطاع غزة بعد فوزها بانتخابات 2006 التشريعية، عانت الحركة خلالها من عزلة سياسية كبيرة لا يستطيع أحد – منهم خاصة- إنكارها، كما تعرضت لعوامل تقويض من الشقيق الاقليمي " مصر" خاصة بعد خلع الرئيس محمد مرسي وتولي الرئيس عبد الفتاح السيسي ورفضه الاعتراف بحركة حماس لاعتبارات أمنية خاصة بها ، ومن الجانب الآخر وبسبب رفض التنسيق الأمني أحكمت اسرائيل حصارها البري على القطاع ، مما جعل قطاع غزة يُعاني إلى جانب الانقسام من حصار شلّ كافة مناحي الحياة.

حماس والرئاسة

وبسبب تكرار تساؤلات المواطنين عن امكانية اعادة التجربة لحركة حماس في الانتخابات او العودة مرة أخرى للإبقاء على الخيار المقاوم، أكد القيادي في الحركة "د. أحمد يوسف "، لـ "خبر"

على أنّ حركته لن تغيب عن مشهد " الحكم والسياسة"، ومشاركة حماس في الانتخابات لابد منه سواء من خلال تقديم مُرشح أو دعم مُرشح.

وبحسب " د.يوسف" فإن الحديث عن هذا الأمر ما زال مبكراً، لأنه لم تتضح الرؤية لقرب هذا الاجراء، لافتاً إلى أنه من المبكر أيضاً تقديم أي أسماء لترشيحها أو دعمها في هذا السياق، ذلك أن المشهد السياسي ما زال بعيداً عن أجواء الانتخابات .

و أشار " د.يوسف" ، إلى أن الحركة تدعم وجود شراكة وتوافق وطني في الحياة السياسية ، وأضاف أن البرنامج السياسي يُمكن أن يضم الخيار المفاوض وعدم اقتصاره على المقاومة، هذا الأمر يعتمد على أحداث الساعة، وليس بالضرورة الاعتماد على خيار واحد، لأن القضية مرتبطة بعمق اقليمي ودولي، مضيفاً أنها حسب توافق الحزب الداخلي ورغبة الجهات الداعمة أيضاَ .

و عن امكانية عقد الانتخابات، رأى "د. يوسف" أنه يجب تصفية الأمور وتسوية الأمور السياسية ومن ثم الذهاب لانتخابات، مضيفاً أنه لابد وأن يكون هناك لقاءات للاطار القيادي المؤقت وتفعيل لجنة منظمة التحرير كما أن المجلس الوطني هو أحد الأمور التي تم التوافق عليها في تفاهمات القاهرة ولا علم لدى الحركة إن سيكون هناك تغيير أو تعديل عندما يجد الجد على تلك التفاهمات .

 

ما الذي يمنع حماس من الرئاسة ؟

وفي سياق الحديث عن إمكانية ترشح حركة حماس للانتخابات، أرجح الكاتب والمحلل السياسي " حسام الدجني "، أن مشاركة الحركة في الانتخابات يمُكن أن تكون بناء على شروط أولها ألا تكون انتخابات انتقائية، بمعنى عدم اقتصارها على التشريعية والرئاسية ، بل لابد أن تشمل المجلس الوطني أيضاً."

في إطار التساؤل هل ستشارك حماس بالانتخابات الرئاسية انتهازاً لفرصة " الانقسامات " داخل حركة فتح ، أشار إلى  أن لا شيء يمنعها من المشاركة في الاساس، ويمكن القول أن حماس لم تعارض الانتخابات حتى في ظل  قوة فتح وعدم انشقاقها.

ويرى أن حركة حماس أقرب لـ " الأسير مروان البرغوثي، ولربما تنوي الحركة أن تتنازل عن الرئاسة للبرغوثي " وهذا ما يفسر إصرارها على أن يكون البرغوثي ضمن صفقات التحرير .

وأضاف أنه يجب أن ندرك أننا ما زلنا تحت احتلال وعلى البرامج السياسية كافة أن تتنافس على انهاء الاحتلال وألا نغفل عن هذا في ظل الواقع السياسي المتشقق.

ويرى " الدجني" أنه يجب أن يتم حل كل تداعيات الانقسام قبل اجراء أي انتخابات و أن تتم المصالحة المجتمعية والتوافق الوطني مما يُمكّن من بناء نظام سياسي يستطيع مجابهة التحديات، مضيفاً أنه لا يعُقل أن يباشر الفائز من اليوم الأول بحل مشاكل الموظفين والمعبر والحصار.

وأكد على أنه يجب أن يتم تصفير كافة المشاكل حتى تنجح أي انتخابات قادمة، وأن الشعب لا يريد انتخابات تؤصل الاقصاء حيث تقُصي حركة فتح إن فازت حماس، والعكس.

وفي سياق البرنامج السياسي، فيرى أنه يجب أن يكون أكثر مرونة لكن بشرط ألا يفرط بالثوابت الوطنية ، معتقداً  " الدجني" أن حماس يجب أن تتبنى برنامج سياسي يخترق جدران الغرب والعرب، لابد أن تكون منفتحة على الجميع حتى لا تبقى في إطار الحصار.

وأضاف – أنه حتى ننصف الحركة – فإنها كانت قادرة على كسر العزلة وفك الحصار منذ أول يوم لكن شروط الرباعية لم تكن عادلة- ولم تقدم شيئاً حتى لأبو مازن-  ، ولا يعقل أن نطالب حماس بما فشل به الآخرون، لافتاً إلى أن كسر العزلة سيكون على حساب المواقف والثوابت الوطنية .

فجوة كبيرة 

على الرغم من الاختلاف الفكري بين حركتي فتح وحماس إلا أن الهدف يبقى واحد في صعيد التحرر الوطني ، ولابد أن يشكل هذا الهدف حافزاً لتحقيق المصالحة الفلسطينية واصلاح التشقق العميق الذي احدثته  الاختلافات في  الفترة الماضية .

وان الفجوة بين الحركتين كبيرة، بحسب ما وصف المواطن " علي قشطة"، حيث تنادي حماس بمشروع الإخوان المسلمين والذي يسعى لقيادة العالم وليس فقط فلسطين، حيث يرى الاسلاميون أنفسهم منزهين عن كل خطأ وان أخطأوا فإنهم لا يعترفون به ، ويضيف أنه يتوقع لا انتخابات ستجري ويجب ألا نحُلم بهذا .
 

كما وقرر المواطن " نبيل ملكة"  عدم المشاركة بأي انتخابات قادمة ذلك أنه لا يرى أي شخصية قيادية الآن على الساحة الفلسطينية تستحق الترشح ولا الانتخابات .

واعتقد المواطن علي فهيم أنه لابد من حل جميع حيثيات الانقسام أهمها المصالحة المجتمعية وملف الأمن معللاً أنه لو جرت انتخابات فإن الطرف الفائز سيرفض تسليم حكومة الوفاق لذلك لابد من التخلص من عثرة الانقسام أولاً . "

 

يُشار إلى أن الرئيس الراحل ياسر عرفات  عمل على توظيف الخلاف السياسي مع حركة حماس في تعزيز موقف منظمة التحرير التفاوضي، فتفادى التصادم بين البرامج السياسية لحركتي فتح وحماس، بينما جاء موقف الرئيس محمود عباس أكثر وضوحاً وحسماً تجاه تبنّي الوسائل السلمية ورفض العمل العسكري في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي. ورغم توجه الرئيس أبو مازن لدمج حركة حماس ضمن النظام السياسي ومؤسسات السلطة الفلسطينية، إلا أنه لم يتوصل إلى اتفاق وسط معها حول البرامج السياسية، الأمر الذي عكس الخلافات بين الحركتين، بعد انخراط حركة حماس لاحقاً في النظام السياسي الفلسطيني إثر فوزها في الانتخابات التشريعية.