تبقى يومان فقط قبل اجراء الانتخابات الاسرائيلية، الى ذلك الحين و وفقا للقانون الاسرائيلي لا يسمح بالدعاية الانتخابيه و لا يسمح باجراء استطلاعات للرأي العام.
الاستطلاعات الاخيره التي اجريت يوم الجمعه، اشارت الى تفوق المعسكر الصهيوني برئاسة هرتسوق بين اثنين الى اربع مقاعد على قائمة الليكود التي يتزعمها نتنياهو، رغم ان نفس الاستطلاعات تشير الى ان تتنياهو ما زال رئيس الوزراء المفضل على الاسرائيليين بالمقارنه مع منافسه هرتسوق و بفارق كبير، و لكن ليس هذا هو الذي سيحدد من سيكون رئيس الحكومة او شكل الحكومة القادمة.
الذي سيحدد هي احزاب الوسط سواء من خلال عدد المقاعد التي ستحصل عليها ، او توصيات كل منهم لرئيس الدوله بمن يرغبون ان يكلف بتشكيل الحكومه القادمه.
الشعور في اسرائيل ان السيناريو الذي كان عام ١٩٨٤ هو الذي سيتكرر، حيث بعد الانتخابات لم يكن هناك خيار امام رئيس الدوله سوى الدفع باتجاه تشكيل حكومة وحده وطنيه في ظل عدم قدرة اي من رؤساء الكتل على تشكيل حكومة.
لا شك ان هناك تراجع في قوة نتنياهو ، و ان الهجمه التي شنتها قيادات امنيه سابقة خاصة رئيس الموساد السابق و رئيس الشاباك السابق اضافه الى العديد من جنرالات الجيش السابقين قد اتت اوكلها في احداث تغيير و لو طفيف في الرأي العام.
الصحافه الاسرائيلية ايضا و كبار الصحفيين و كبرى الصحف لم ترحم نتنياهو مما جعله يتصرف بنوع من الخوف و الارباك، خاصه عندما نشرت الاستطلاعات التي تشير الى تفوق هرتسوق و لو بشكل طفيف.
حتى الان ، التقديرات ان عدم قدرة اي من الزعيمين تشكيل حكومه في ظل التساوي بين المعسكرين هي الاقرب ، و بالتالي قد يضطروا مكرهين الى الذهاب الى تشكيل حكومة وحدة وطنية.
لكن اذا نجح هرتسوق في تشكيل حكومة، حتى لو كانت ضعيفه، الارجح ستكون نهاية نتنياهو السياسيه، حيث سيعود بقوة لزعامة الليكود جدعون ساعر الذي كان وزيرا في حكومة نتنياهو و استقال و فكر في منافسة نتنياهو داخل الليكود و لكنه تراجع.
و الخيار الاخر هو في عودة كحلون الى صفوف الليكود في حال الفشل الذي ايضا كان يتمتع بشعبيه داخل الليكود . ما سينقض نتنياهو في حال فشله لتشكيل الحكومه هو اختباءه في حكومة وحدة وطنيه حتى وان كان بشكل مؤقت.
في كل الاحوال التقديرات في اسرائيل ان مهمة تشكيل حكومة سواء كانت بزعامة نتنياهو او بزعامة هرتسوق او حكومة وحدة وطنية، ستكون مهمة صعبة جدا و قد تستغرق وقت طويل.
و السؤال الذي يهمنا نحن الفلسطينيين هو كيف ستنعكس هذه السيناريوهات على اوضاعنا الداخلية وفقا للثلاث خيارات الممكنه و التي لا رابع لها.
لن يكون هناك جديد في حال نجاح نتنياهو في تشكيل حكومة يكون اساسها الليكود و المستوطنين، ما كان هو الذي سيكون، حكومة ستعزز من الاستيطان و تتهرب من اي استحقاق سياسي و ستعمل على رعاية الانقسام و حمايته و تعزيز الفصل بين شطري الوطن.
اما اذا نجح هرتسوق و ليفني في تشكيل حكومة ، و مهما كانت ضعيفه ، سيكون لها اجندة مختلفه بعض الشيء عن اجندة نتنياهو و اليمين، حتى لو كان من حيث الشكل فقط. حكومة ستعمل على اعادة استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين و حتى و ان كان الثمن تجميد الاستيطان باستثناء الكتل الاستيطانية الكبيره. ستعمل مباشره على استئناف تحويل عائدات الضرائب التي تحتجزها حكومة نتنياهو . هذه الحكومة التي ستعتمد في احسن الاحوال على اغلبية متواضعه ستعمل على ترميم العلاقة مع الولايات المتحدة و الرئيس اوباما و التركيز اكثر على الصعيد الداخلي سيما ان كحلون و لبيد سيشكلا الاساس لهذه الحكومة.
اما في حال تحقيق الخيار الثالث ، و الذي هو الاقرب وفقا لاخر استطلاعات للرأي فأن هذه الحكومه اولا لن يكون عمرها طويل و لن تستطيع التقدم على اي مسار سوى التركيز على المسار الداخلي و التحضير للانتخابات القادمه التي لن يطول انتظارها.