.
وقال الأمين العام للحزب الشيوعي السوري نمر حنين إنّ «عقد هذا الاجتماع في دمشق هو دلالة أكيدة على مكانة سوريا في العالم وعلى دورها المحوري في الشرق الأوسط وتمسكها بالحقوق العربية المشروعة».
وأوضح حنين أنّ حزبه أعد وثيقة سياسية تشكل الأرضية التي ستبنى عليها مناقشات المشاركين في الاجتماع وتشمل استعراضا تاريخيا للقضية الفلسطينية والطبيعة العدوانية للصهيونية وللانتفاضات التي قام بها الشعب الفلسطيني منذ الانتداب البريطاني، إضافة إلى وثيقة تتعلق بالجولان المحتل، والمحاولات الإسرائيلية لتغيير معالمه، وموضوع القدس والاستيطان وجدار الفصل العنصري، وحق العودة والأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية وجرائم الحرب الإسرائيلية والقانون الدولي.
من جهته، قال الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني خالد حدادة لـ«السفير» إنّ اللقاء السنوي للأحزاب الشيوعية أخذ على عاتقه، ومنذ بدايات عقد هذا التجمع، مهمة «الإطلاع على القضايا العالمية، لاسيما في ما يتعلق بالمشروع الأميركي الذي يستهدف السيطرة على العالم ونهب ثرواته»، مشيراً إلى أنّ «فكرة هذا اللقاء تندرج في إطار تنسيق المواقف وتقديم المعرفة اللازمة لكافة الأحزاب الشيوعية والعمالية للاضطلاع على خصوصيات الدول التي ينفذ فيها هذا المشروع».
ويشدد حدادة على الطابع التنسيقي لهذا اللقاء، مشيراً إلى أنّ الحزب الشيوعي اللبناني سعى إلى عدم تحويله إلى «مركز جديد»، على غرار ذاك الذي كان قائماً أيام الاتحاد السوفياتي. ويوضح أنّ هذه الصيغة «أثبتت فعاليتها، خاصة أنّ الأحزاب المنضوية في هذا اللقاء تتحرك عن قناعة تامة، بعيداً عن قرارات مركزية، وهذا ما تبدّى من خلال التحركات التي شهدها العالم خلال الحربين الإسرائيليتين على لبنان وغزة».
وعن لقاء دمشق يشير حدادة إلى أنّ «الشرق الأوسط يشكل نقطة مركزية في المشروع الأميركي، وما يجري في فلسطين لا ينفصل عن طبيعة هذا المشروع، خاصة أنّ القضية الفلسطينية عرضة اليوم لخطر جدي لم ينته مع الرئيس الأميركي السابق جورج بوش، فهو مستمر، وإن بملمس أكثر نعومة، مع سلفه باراك أوباما».
ويضيف حدادة أنّ طبيعة هذه الأخطار المحدقة بقضية فلسطين بدأت تتضح لاسيما في ما يتعلق بـ«يهودية الدولة» التي تسعى حكومة بنيامين نتنياهو إلى فرضها، والتي كانت «جوهر خطاب أوباما أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة»، بما يعني ذلك من «ترانسفير جديد يطال أكثر من مليون فلسطيني ويؤدي إلى تنفيذ مخططات التوطين»، مشيراً إلى أنه «لهذه الأسباب وجدنا، نحن وعدد كبير من الأحزاب الشيوعية والعمالية، أنّ العام الحالي سيكون مصيرياً بالنسبة للقضية الفلسطينية، ما استوجب استباق الاجتماع السنوي بلقاء مخصص للبحث في هذه الأخطار وسبل التصدي لها».
ويوضح أنّ لقاء دمشق سيشهد مناقشة العديد من الوثائق والدراسات، بدءً بتاريخ القضية الفلسطينية، مروراً بملف الاستيطان وسرقة إسرائيل للمياه، وصولاً إلى الخسائر التــي تعرض لها العالم العربي بسبب المشرع الأمــيركي، كما سيبحث في تطويــر الوســائل القانونــية لملاحقة إسرائيــل والولايات المتحــدة عن الجرائم التي ارتكبت في المنطقة.
وحول مدى مساهمة لقاءات كهذه في تبديل وجهة الرأي العام العالمي، المنحاز تاريخياً لإسرائيل، لفت حدادة إلى أنّ «التظاهرات التي عمت عواصم العالم خلال حربي لبنان وغزة أكدت أنه بالإمكان تحقيق ذلك»، مستذكراً الزيارات التي قام بها عدد كبــير من المتضامنــين والبرلمانيين من أوروبا وكافة دول العالم منذ الأيام الأولى لــحرب تموز، ومشاركتهم لاحقاً في مؤتمر دعم المقاومة (تشـرين الثاني العام 2006)، إضافة إلى محاصرة المتظاهريـن للســفارات الإســرائيلية في العام خلال حرب غزة.
ويوضح حدادة أنّ هذا اللقاء الشيوعي - العمالي يضم «الأحزاب الأكثر جذرية في التصدي للمشروع الأميركي - الإسرائيلي»، لكنه يشير إلى أنّ «محاولات عديدة بذلت لانخراط قوى أخرى مناهضة للعولمة في هذه الجهود، وقد نجحت في إيجاد تناغم كامل بين هذه كل هذه القوى». وأضاف أنّ التمثيل الفلسطيني في هذا اللقاء قائم من خلال حزب الشعب والجبهة الديموقراطية، فيما يجري العمل على قبول عضوية الجبهة الشعبية فيه، لافتاً إلى أنّ من شأن توسيع مشاركة اليسار الفلسطيني في اللقاء أن يعيد تصويب وجهة القضية الفلسطينية، من ذاك «الانقسام على السلطة الوهمية» إلى مشروع مقاوم.
ويختم حدادة، إنّ اللقاء الذي سيلي مؤتمر نيودلهي بعد شهرين سيعقد في الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن بيروت هي العاصمة المرشحة الأولى لاستضافته.