أزمة مركزية فتح الداخلية تطفو على السطح

مصادر خاصة: تولي عساف مسؤولية الإعلام الرسمي جاءت لقطع الطريق على عقلاء فتح

12540226_10206806603976888_1774791293_n
حجم الخط

أصدر الرئيس محمود عباس قرارا بتعيين أحمد عساف مشرف عام على هيئة الإذاعة والتلفزيون ورئيس مجلس إدارة وكالة وفا.

القناة الرسمية في حركة فتح إعتبرت أن التغيير لم يكن إطاحة برضوان الحسن بقدر ما تعتبر الحركة "عساف" شخصية اعلامية بارزة لحركة فتح على حد وصفها.

أحمد عساف يعتبر اصغر رئيس هيئة اذاعة وتلفزيون على مدار تاريخ تأسيسها , حيث كان اول من تسلّم رئاستها رضوان ابو عياش وعدد من الشخصيات السياسية او الاعلامية الفلسطينية كـ"باسم ابو سمية" و "هشام مكي" , ياسر عبدربه , نبيل شعث , نبيل عمرو , نمر حماد وآخرهم رياض الحسن .

ويرى مقربون من الرئيس محمود عباس أن تعيين عساف جاء من أجل فتح المجال لقدرات الشباب في إدارة المؤسسات خصوصا بعد تعيين د إيهاب بسيسو وزيرا للثقافة.

بينما يرى كوادر حركة فتح أنه من الأجدر بهذا المنصب المنحك سياسيا واعلاميا د جمال نزال المتواجد حاليا في أوروبا ,وأيضا جدير بأن يدر الاعلام الحركي لفتح والخرج به من عنق الزجاجة .

ويصفه آخرون: بأنه مثير للجدل في تصريحاته ,ولا يمتلك حنكة قوية ,وان الذي أبرزه في فترة الإنقسام هو "السب والشتم" على حركة حماس في بداية الإنقسام واستمر فيها.

على الجانب الآخر والحقيقي لمجمل التغيرات التي حصلت في حركة فتح مؤخرا والضغوطات التي يتعرض لها الرئيس من قبل مجموعة متنفذة تمتلك القرار في اللجنة المركزية لحركة فتح " محمود العالول و جمال محيسن و الطيب عبدالرحيم " والذي سبقت هذه المجموعة وقامت بقطع الطريق على الجهود المصرية للمصالحة الداخلية بعد ايعازهم لـ"عساف" الخروج بتصريح نسف كل التطورات ,تحاول هذه المجموعة إحكام الدائرة المغلقة على الرئيس محمود عباس والسيطرة على مركزية القرار سواءا في حركة فتح او القيادة الفلسطينية بشكل عام والمتمثلة في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أيضا.

التحالف القوي الذي برز مؤخرا بين جبريل الرجوب وتوفيق الطيراوي ,زلزل عرش اللجنة المركزية ,خصوصا بعد أن خرج نائب أمين سر اللجنة المركزية جبريل الرجوب عبر شاشة التلفزيون الرسمي الذي يتبع مؤسسة الرئاسة مباشرة وانتقد على الملأ الإشكاليات التي تعاني منها حركة فتح.

الرجوب والطيراوي يعتبران الشخصان الحريصان على حركة فتح وإعادة إصلاحها ,وكثيرا ما انتقدا الرئيس في اجتماعات اللجنة المركزية ,وسبق وأن تقدم الطيراوي بعدة مشاريع إصلاحية للحركة من أجل ضمان محدتها وعدم انقسامها ,كذلك الرجوب الذي يتسلم منصب حساس في الحركة ويناضل من أجل إستعادة وحدتها ويطالب دائما بتنحية الاشكاليات الشخصية عن المصلحة العامة.

مصادر خاصة أكدت لوكالة "خبر" على أن إجتماع مصغر لبعض أعضاء اللجنة المركزية عقد أواخر الأسبوع الماضي بعد لقاء الرجوب على تلفزيون فلسطين ,وتحدثوا بكل صراحة على قطع الطريق أمام ما وصفوهم "بتحالف دحلان" ,خوفا من السيطرة على الإعلام الرسمي الذي يعتبر البوابة الرسمية لوكالات الأنباء والمواطنين ,وكتبوا مذكرة للرئيس طالبوه فيها بتعيين أحمد عساف مشرفا عاما على اتحاد الإذاعة والتلفزيون ووكالة وفا.

المصادر أشارت إلى أن تغيرات محدودة ستطرأ أيضا على قيادات بعض المؤسسات الرسمية لقطع الطريق على توسع التحالف الفتحاوي الذي يربط الجنوب بالشمال "الرجوب من الخليل والطيراوي نابلس" والوسط الذي يمثله سلام فياض "تحالف من أجل السلطة".

ونوهت الى أن الرجوب والطيراوي من الشخصيات التي ترفض المقاومة الشعبية وتطالب بعودة نهج الكفاح المسلح والسير على خطى الرئيس الراحل ياسر عرفات.

ويوصف الطيراوي بأنه من عقلاء حركة فتح ,وأكثر شخص حريص على الحركة الذي تربى وترعرع في كنفها منذ نعومة أظافرها وكان أبرز شخصياتها الأمنية.

يشار الى أن خلافات قوية عصفت في الاشهر الاخيرة بين أعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح ,وصلت إلى حد الإنقسامات في القرار فمنهم من أصبح يجير القرار لصالحه ومنهم من يعارض و "يطاوش" ومنهم من يرجع بكرسيه مترا الى الوراء من طاولة الاجتماعات ولا يبدي برأيه ولن يحسب نفسه على أحد.