تُرفرف حمامة السلام دائماً حول كُلّ خطاب يلقيه السيد الرئيس محمود عباس، يدهُ ممدوة نحو مبدأ " الجيرة" ، يكره " العسكرة" ويؤمن بالسلم ، وخياره التفاوضي لم يتنازل عنه حتى في " أقوى" خطاب باعتقاد البعض له ، والذي أعلن فيه وقف كافة الاتفاقيات مع إسرائيل أمام الأمم المتحدة .
اثارت الانتهاكات والاعدامات المتواصلة بحق أبناء الشعب الفلسطيني، وتمسك الرئيس بالخيار التفاوضي، غضب الشباب بشكل عام، عبروا عنه بما تيسر لهم من عمليات طعن أو دهس ، علّ ذلك يثير غضب الرئيس ويُعلنها انتفاضة شعبية مسلحة إلا أن خياره التفاوضي لم يُراوح مكانه .
وفي سياق التفاوض، ذكر المحلل السياسي وسام عفيفة، أن الرئيس محمود عباس يؤمن إيمان مطلق بأنه لا مجال للتعاطي مع القضية الفلسطينية إلا في إطار المفاوضات السياسية بين الجانب الفلسطيني والإسرائيلي، مضيفاً أن هنا يظهر اختلافه مع الرئيس الراحل أبو عمار.
ويعتقد " عفيفة " أن أبو مازن لا يملك إلا خيار المفاوضات ويفتقر إلى أي أوراق يمكن إن يلوح بها، مُشيراً إلى أن أنه في موقف حرج لأنه يشعر بأن الخيار الوحيد الذي اعتمد عليه ينتهي ويعتقد بأن انتهاء هذا الخيار ينتهي مشواره السياسي.
وفي إطار إصرار الرئيس على الخيار التفاوضي، أرجع الكاتب والمحلل السياسي محمد عبدو السبب إلى أن السلطة الفلسطينية ولدت من عملية تفاوض بالأساس ، مشيراً الى وجود علاقة جدلية بين الوجود المادي للسلطة على الأرض وعملية التفاوض .
وأرجح عبدو أنه لا مفاوضات بدون سلطة ولا سلطة بدون مفاوضات وأضاف: " أنا شخصياً لا اعتقد بأن أبو مازن يمكن له أن ينتقل من خيار المفاوضات إلى خيار آخر في ظل موازين القوى الموجودة حالياً" .
يُشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي أعدم أربعة شُبان فلسطينيين من بلدة سعير عشية خطاب محمود عباس والذي أكد خلاله على ضرورة تحقيق السلام ، وأن القدس " الشرقية " عاصمة فلسطين المحتلة والتي ستتحرر من خلال " القوانين والمواثيق الدولية" على حدود 67.