ترأس الرئيس محمود عباس، مساء اليوم الجمعة، بمقر الرئاسة في مدينة رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة، اجتماعًا للجنة المركزية لحركة "فتح".
وأطلع الرئيس عباس، أعضاء مركزية "فتح"، على نتائج لقاءاته الهامة التي جرت على هامش انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، والتي شملت لقاء العديد من قادة وزعماء الدول، وقادة المنظمات الدولية، والهادفة لحشد الدعم العربي والدولي للجهود الفلسطينية الرامية للحصول على الاعتراف الدولي بدولة فلسطين، والحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.
وأشار إلى لقائه الجالية الفلسطينية في الولايات المتحدة الأمريكية على هامش مشاركته في اجتماعات الدورة 77 للجمعية العامة للأمم المتحدة، مؤكدًا أهمية دور الجالية في نقل الرواية الفلسطينية إلى المجتمع الأمريكي.
وذكر أنّه في خطابه الذي ألقاه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، وضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته، حيث أكد أن الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا هما اللتين تتحملان المسؤولية التاريخية لما يعانيه شعبنا منذ وعد بلفور إلى يومنا هذا، حيث يحاول الاحتلال الإسرائيلي تكريس احتلاله لأرض دولة فلسطين في ظل صمت وعجز دولي عن محاسبته على جرائمه المتواصلة ضد الشعب الفلسطيني ومقدساته الإسلامية والمسيحية.
وتحدث عن الاستضافة الكريمة من دولة الجزائر الشقيقة لحوار الفصائل الفلسطينية، حيث تم إرسال وفد الحركة للاستماع إلى الأشقاء في الجزائر، مؤكدًا وجود قرار مركزي في حركة "فتح" بالتجاوب مع جهود المصالحة المبذولة من قبل مصر والأشقاء العرب، والعمل على انجاحها لتحقيق المصالحة الفلسطينية المستندة لقرارات الشرعية الدولية والاقرار بأن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا الفلسطيني.
وجدد الرئيس عباس، التأكيد على أهمية فرض سيادة القانون على الجميع دون استثناء، والعمل الجاد على توفير الأمن والأمان للمواطن الفلسطيني.
وخلال الاجتماع، أكدت اللجنة المركزية، دعمها الكامل وتأييدها لما ورد في كلمة السيد الرئيس الشاملة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، والتي حدد فيها الخطوات السياسية الفلسطينية المقبلة، والمطلوب فلسطينيا من أجل حماية حقوق شعبنا ودعم صموده على أرضه أمام الهجمة الشرسة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على أرضنا وشعبنا ومقدساتنا الإسلامية والمسيحية، وتحويل خطاب سيادته أمام الجمعية العامة إلى خطة عمل.
وأدانت التصعيد الإسرائيلي الخطير والمتواصل ضد الشعب الفلسطيني سواء في مدينة القدس أو جنين أو نابلس وغيرها من المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية، حيث ذهب ضحية هذا التصعيد العشرات من خيرة شبابنا الفلسطيني وأطفالنا.
واستنكرت الجرائم البشعة والجبانة المتمثلة باغتيال أبناء شعبنا يوميًا، وآخرها مطاردة طفل فلسطيني لم يتجاوز السبع سنوات أدت إلى استشهاده، وكذلك استشهاد الشاب محمد شحام الذي قتل أمام ذويه بدم بارد، ما يؤكد أن هذا الاحتلال تجاوز كل المحرمات، وذلك لأنه يعرف مسبقا أنه محمي من العقاب والمحاسبة الدولية.
وأشارت إلى أنّ هذا التصعيد المستمر واستباحة الدم الفلسطيني، ليكون سلعة في سوق الانتخابات الإسرائيلية غير مقبول، ولن نسمح باستمراره، وأن شعبنا سيبقى صامدا متمسكا بأرضه ومقدساته ولن يركع أو يلين مهما كان الثمن، وأن على هذا الاحتلال أن يفهم جيدا أن هذا العدوان والقتل والتدمير وتدنيس المقدسات وغيرها من الإجراءات لن تجلب له الامن والاستقرار.
وأطلع وفد حركة "فتح"، الذي زار الجزائر مؤخرا بدعوة كريمة من الأشقاء في الجزائر، على نتائج لقاءاته الخاصة بتحقيق المصالحة الفلسطينية هناك، ورؤية الحركة لإنهاء الانقسام وتوحيد شطري الوطن، حيث أكدوا حرص الحركة وقيادتها على إنجاح هذه الجهود الكريمة بما يخدم مصالح شعبنا ويسهم في تحقيق وتعزيز وحدتنا الوطنية لمواجهة الأخطار المحدقة بقضيتنا الوطنية، مؤكدين أن الاحتلال الإسرائيلي وبعض القوى الإقليمية والدولية لا تريد تحقيق المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام الداخلي، لأن استمرار هذا الانقسام يصب في مصلحتها ويعرقل المساعي الفلسطينية الرامية لإنهاء الاحتلال، وإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
وشددت "المركزية" على أهمية متابعة تنفيذ جميع النقاط الواردة في خطاب الرئيس والعمل على تنفيذ القرارات الصادرة عن المجلسين المركزي والثوري.
وبحث أعضاء اللجنة المركزية، آخر المستجدات على الصعيد الوطني، مؤكدين أهمية تمتين الجبهة الداخلية وتعزيزها بما يسهم في دعم صمود أهلنا وشعبنا، وتوفير الأمن والأمان للمواطن الفلسطيني، ودعمهم الكامل لتطبيق سيادة القانون وحفظ كرامة المواطن، ومحاربة كل ما يضر بالنسيج الوطني والاجتماعي الفلسطيني.
وعلى الصعيد الداخلي لحركة "فتح"؛ ناقشت اللجنة المركزية الجهود المبذولة لعقد المؤتمر الثامن للحركة، والتحضيرات الجارية من أجل إنجاحه بما يصب في تقوية وتعزيز أطر الحركة، الأمر الذي يعود بالنفع على المشروع الوطني الفلسطيني.