نشرت صحيفة فاينانشال تايمز، اليوم الاثنين ، مقالا للكاتب إدوارد لوس يحذر فيه من مخاطر الإرهاب المرتبط بانتخابات الرئاسة الامريكية المزمع إجراؤها العام الجاري.
قبل 10 أشهر من الانتخابات، يحتل الإرهاب مرتبة متقدمة على الاقتصاد بالنسبة لأولويات الناخبين، بحسب لوس، الذي يرى أن الأيام الثلاثة الماضية وحدها تُلخّص هذا المشهد.
ففي هذه الأيام، حاول شخص الاعتداء بمسدس على شرطي في فيلادلفيا، وزعم أنه يفعل هذا باسم ما يُعرف بتنظيم "الدولة الإسلامية". كما اعتقل شخصان كلاهما من أصول عراقية فلسطينية في كاليفورنيا وتكساس للاشتباه في صلتهما بالتنظيم.
كل حادث بذاته يعتبر بسيطا، لكن سويا وبالإضافة إلى التغطية الإعلامية المكثفة، فإنهما يثيران جدلا بين الناس بشأن الاعتداء الإرهابي المقبل، بحسب الكاتب.
ويشير لوس إلى أن كلا من الديمقراطيين والجمهوريين يعملان على إلهاب الأمر.
على الجانب الديمقراطي، يفعل الرئيس باراك اوباما هذا دون قصد. فكلما يشير إلى الإرهاب كسبب للدعوة إلى تقييد حمل السلاح، تزيد مبيعات الأسلحة. وقد استمتع صانعو الأسلحة "بعصر ذهبي" في ظل حُكم اوباما، إذ بلغت مشتروات الأمريكيين من الأسلحة مثلي ما كانت عليه منذ تولى منصبه، بحسب الكاتب.
أما على الجانب الآخر، يقول لوس إن الجمهوريين يسعون بوعي إلى تضخيم خوف الناس من الإرهاب. فقد دعا المرشح الأوفر حظا دونالد ترامب إلى حظر دخول المسلمين مؤقتا إلى الولايات المتحدة، كما اقترح إعداد قائمة بيانات خاصة بالمسلمين هناك.
وبالتالي يرى الكاتب إن ليس من الغريب تغيّر آراء الناس بحسب استطلاعات الرأي التي تشير مثلا إلى أن 38 في المئة فقط يؤيدون استقبال الولايات المتحدة لاجئين مسلمين من سوريا، بينما يؤيد 56 في المئة استقبال مسيحيين من البلد نفسه.
ويخلص لوس إلى أن إلهاب هذه المخاوف يؤدي إلى شعور المواطنين الملتزمين بالقانون بأنهم غير مُرحّب بهم وكذلك تغذية العزلة التي تفرز إرهابيين، وهذا ما يريده تنظيم الدولة.
ويختم المقال بالقول "في أي وقت، يكون خوف العامة مقلقا. وفي عام انتخابات، يجب أن نقلق على نحو استثنائي".