مراقبون لـ"خبر": إسرائيل هي المستفيد الأكبر من حروب المنطقة

12539979_10206819410577045_31444617_n
حجم الخط

من بوصلة القضايا التي لا يختلف عليها أحد عربيا وإسلاميا، وحتى العالم الحر، إلى تهميش متعمد  للقضية الفلسطينية مع اشتعال المنطقة بحروب أهلية وطائفية ودينية بهدف تقسيم المقسم وتجزأه المجزأ لتنفيذ مخطط سايكس سبيكو "2"، الذي أعدته القوى الغربية ، فيما إسرائيل تستفرد بالفلسطينيين مستفيدة من انشغال الجميع بملفاته خاصة وأنهم منقسمون على ذاتهم منذ أكثر من 9 سنوات، فهل ينجح مسعى الرئيس أبو مازن بعقد مؤتمر دولي للسلام بإعادة الملف الفلسطيني للصدارة؟ وفي هذه الأثناء ماذا يتوجب على الفلسطينيين في ظل الصراع الممتد؟

أين فلسطين

تصطف المنطقة بتحالفات واتفاقات وبالتالي الدعم السياسي والعسكري والمادي يأتي من مناصرة سياسات احدى هذه المحاور التي تتركز بين المحور السني الذي تقوده السعودية والمحور الشيعي الذي تتزعمه إيران فيما تغذي أمريكا والقوى الكبرى عالميا هذا الصراع.

وحول تأثير الصراع الدائر في المنطقة على منحنى القضية الفلسطينية يقول الكاتب والمحلل السياسي في شؤون الشرق الأوسط حسن عبدو"لوكالة خبر" إن " فلسطين تدفع ثمن الصراع الدائر في المنطقة بحروبها الطائفية والداخلية"

وشدد أن التخوف من استيطان هذه الحروب في المنطقة لفترة طويلة مما يترك المجال للاستفراد بالفلسطينيين معتبرا أنه في حال كان وضع العرب جيد فمن البديهي أن يكون وضع الفلسطينيين جيد والعكس صحيح" .

بدوره يري استاذ العلوم السياسية بجامعة النجاح في نابلس عبد الستار قاسم أن العرب مخيبون عن فلسطين بسبب انشغالهم بهمومهم وصراعتهم.

وذكر قاسم " لوكالة خبر" أنه " قبل أيام اجتمع وزراء الخارجية العرب لمناقشة احراق متظاهرين إيرانيين على السفارة السعودية بطهران في الوقت الذي يحرق كل يوم الفلسطينيون من إسرائيل سواء كان الإنسان الفلسطيني أو الشجر أو الحجر".

ونوه أنه يجب على الفلسطينيين عدم الدخول في لعبة المحاور التي تصب في نهاية المطاف في مصلحة الحكام، لكن يجب مساندة الجهة التي تقدم الدعم العسكري للمقاومة الفلسطينية.

أما حسن عبدو فيري أن احتكار طرف للقضية الفلسطينية سوف يفقدها زخمها، لذلك يتوجب تحيدها عن أي محاور، لذلك يجب المحافظة على وحدتها.

إسرائيل المستفيد الأول والأخير

يقول بن غوريون "قوة إسرائيل لا تعود لها بل لتفكيك المنطقة على أساس طائفي" وهذا لسان حال اسرائيل في الحاضر مع انشغال الجميع عن القضية الفلسطينية في الوقت الذي يعتزم الرئيس "محمود عباس"  فيه إعادة الزخم لها بالمطالبة بعقد مؤتمر دولي للسلام.

يقول حسن عبدو أن إسرائيل هي الرابح الأكبر مما يجري في المنطقة، وذلك بالسباق مع الزمن لالتهام ما تبقي من الأرض عبر الاستيطان والتهويد والتهجير للفلسطينيين.

وأضاف أن فلسطين أيضا غابت عن أجندة الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة لصالح قضايا الاقتصاد والأمن وغيرها من أولويات المجتمع الإسرائيلي.

وأكد أن إسرائيل تلعب أيضا إقليميا من خلال أدواتها في سوريا والعراق واليمن بتغذية هذه الصراعات وتوطينها لأبعد أمد ممكن.

بدوره يرى عبد الستار قاسم أن اسرائيل تفرغت لشؤونها الداخلية حينما وجدت العرب يقتلون بعضهم.

واعتبر قاسم أن الحرب الدائرة أثرت سلبا على قوى المقاومة في المنطقة فحزب الله اللبناني يركز كل قواه وجيشه للحرب في سوريا مهملا الجبهة الجنوبية مع إسرائيل.

وتابع "قطاع غزة محاصر من العرب وبالتالي هم وفروا على الاحتلال مهمة عقاب الفلسطيني المقاوم في غزة".

مؤتمر دولي للسلام ... الخلاص

وبشأن عقد مؤتمردولي لسلام الذي دعا الرئيس أبو مازن له في خطابه الأخير يرى عبد الستار قاسم أن " الرئيس أبو مازن يحاول الهروب من الواقع الفلسطيني المر بدعوته لعقد هكذا مؤتمرات".

وأضاف أن هكذا مؤتمرات تعتبر عوامل مساعدة للقضية لا يمكن إغفال أهميتها لكنها لا تحسم قضية، ويجب علينا كفلسطينيين أن نشمر على سواعدنا لطرد الاحتلال والحل يكمن بالانتفاضة".

ونوه قاسم أنه ومنذ اتفاق أوسلو والهوية الفلسطينية تعاني وقد مزقت بالانقسام بين حركتي فتح وحماس.

واستعرض قاسم الأزمات التي تعيشها الهوية الفلسطينية بثلاث أزمات أولها أزمة هوية بغياب الشرعية عن كل المؤسسات الفلسطينية ابتداء من منظمة التحرير مرورا بمؤسسة الرئاسة وانتهاء بالمجلس التشريعي.

وتابع أن "ثاني أزمة تتمثل بأزمة الهوية ، أما الأزمة الثالثة فهي أزمة التوزيع باحتكار الوظائف بين حركتي حماس وفتح".

واعتبر أن هذا الصراع على المناصب والسلطة انعكس سلبا على منحني القضية بتراجعها.

بدوره يعتقد حسن عبدو أنه لا جدوى من توجه القيادة الفلسطينية للعالم بعقد مؤتمر دولي للسلام تمهيدا لإنهاء الصراع لأنه لا يوجد ظهير عربي يدعمنا أما المجتمع الدولي.

ونوه أن المقترح الفلسطيني ليس بجديد باتجاه تدويل الشأن الفلسطيني لكسر الاحتكار الأمريكي، لكنه يبقى أحد الحلول المطروحة .